جولة على الأزياء الشعبية للمرأة العربية وما تبقى منها

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الزي الشعبي للمرأة العربية جزء من تراث بلدها، يعكس الكثير من تاريخه وعاداته وتقاليده، كما يعكس صورة المجتمع والحياة فيه. وتختلف الأزياء التقليدية، التي ترتديها المرأة بين دولة وأخرى، في أسمائها وخاماتها وألوانها، وبعضها لا يزال مزدهراً، والبعض الآخر في طريقه إلى الاندثار. فما هي الأزياء الشعبية النسائية في الدول العربية؟ وما هي مواصفاتها؟ وهل هناك من يسعى للحفاظ عليها؟ سوريا يقول كتاب التراث الشعبي للأزياء في العالم العربي، لنجوى شكري وسلوى هنري، الصادر عن عالم الكتب، إن الأزياء الشعبية في سوريا لها تميزها وإبهارها. وفيها أكثر من 40 زياً شعبياً مؤلفاً من لباس الرأس والبخنق، وهو عبارة عن برقع صغير يغطي الرأس، والخمار والملاءة السوداء، والعباءة السوداء الطويلة. ومن أبرز الملبوسات، ثوب المردن الذي يصنع من الحرير الطبيعي. ترتدي السورية فوق الثوب سترة نصفية تزرر بشدة، وتحتها السروال الفضفاض وهو من القطن الخفيف ومطرز، وتضع على رأسها غطاء، وهو ثلاثة أنواع، والعصبة وهي من القطن ومربعة الشكل، والطرحة. ومن أشهر الأزياء النسائية التراثية السورية القفطان الكلاسيكي، وهو من أرقى الملبوسات. وتتميز ألوان الثياب التراثية في سوريا بأنها حادة كالأحمر القاني والأزرق والأسود والأخضر. وقد تراجعت حالياً هذه الأزياء مقارنةً بالماضي، وأصبح البرقع من الملابس التراثية، التي قلما نراها فى عالمنا العربى إلا فى بعض الأماكن التى ما زالت تتمسك بتراثها وملابسها التقليدية. مصر اشتهرت المرأة الشعبية في قرى ومدن مصر بارتداء الملاية اللف، وهي زيّ عربي أصيل بدأ على شكل بردة عند نساء البادية في البلاد العربية، وانتقل إلى مديريات الشرقية، والفيوم، والواحات والإسكندرية، ثم شاع في المدن المصرية وأصبح زي بنات البلد والطبقة المتوسطة. كانت الملاية اللف بدايةً ثوباً أسود يغطى الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، ومعه برقع كثيف طويل، لونه أبيض يغطي الوجه دون العينين، وتحته ثوب من القطن الأسود المطرز، ومنه الأسيوطي والبدوي نسبة إلى واحة سيوة، وذلك بحسب كتاب "تاريخ الأزياء الشعبية في مصر" لسعد الخادم. ولكن على مر الزمان ومع تطور الأزياء، تراجع استخدام الملاية واقتصر على القرى الريفية والصعيد. حتى أنها أوشكت على الاختفاء تماماً الآن، ولم تعد ترتديها إلا بعض السيدات الكبيرات في السن، فى القرى البعيدة. وكغطاء للرأس، كان هناك المنديل "أبو اويه"، وهو أنواع، منه الزرافـة، والمـكوك، والمقصقص، وذات الخرز، وذات الترتر، وذات ترتر وخرز. وقد ظهر المنديل أبو اويه في مصر، بداية العهد العثماني ثم انتقل إلى معظم دول حوض البحر المتوسط. أما الآن، فاقتصر استخدامه على الفرق التراثية والفلكلورية. واختفى البرقع إلى حد كبير. لبنان الزي التقليدي الخاص بالمرأة اللبنانية كان على شكل سروال واسع، وكنزة طويلة، تطورت لاحقاُ وأصبحت عباءة. وكانت تدخل عليه الإكسسوارات. العباءة في التاريخ اللبناني، لها جذور قديمة جداً، فهي كانت الزي الرسمي لأميرات جبل لبنان. بالإضافة إلى العباءة، كان يدخل الطنطور (قبعة مخروطية الشل) في استعمالات النساء اللبنانيات، ضمن المناطق الجبلية. وهو خاص بالمرأة المتزوجة من مختلف الأوضاع الاجتماعية، وقد انقرض بشكل تام، وما عاد يلبسه سوى أعضاء فرق الدبكة والتراث، خصوصاً في فرق "الزفة"، الخاصة بحفلات الأعراس. الأردن يتألف اللباس التقليدي للمرأة الأردنية من الزي البدوي، الذي يضم الشنبر (الملفع)، وهو من قماش أسود، أو مقصب باللونين الأسود والأبيض، يلف على الرأس، ثم ترتدي فوق الملفع "الهبرية"، أي العصبة التي تعصب الرأس وهي من الحرير الملون. لباس الجسد يتكون من ثوب طويل أسود اللون، يدعى ملس أو أبو ريشة، ترتدي فوقه ثوباً (المدرقة)، ويكون مزركشاً وملوناً ويدعى صاية، وهو مطرز بخيوط لونها أزرق تطرز باليد عادةً، أو أسود. أقوال جاهزة شارك غردتفاصيل الأزياء الشعبية النسائية في العالم العربي، دولة دولة شارك غردبالصور... ما هو أجمل زي تقليدي للمرأة في العالم العربي؟ ومن الأثواب أيضاً أبو درين، وهو بلا كم، ويلبس أسفله قميص، والعباءة وتتكون من ثلاث طيات ويلبس فوقها الدامر الجوخ، فترتديها المرأة فوق الصاية. ومن أزياء المرأة المميزة حزام يدعى الشويحي، وهو منسوج من الحرير المزركش، تتدلى منه شراشيب تصل الركبة وقد اختفى تماماً. الجزائر تعد الملحفة لباساً مرتبطاً بحكاية المرأة الجزائرية، وتتكون من قطعة قماش بيضاء تلفها المرأة على جسدها، وهناك العجار وهو عبارة عن ملحفة كبيرة يغطي جزء منها الرأس بحيث لا يظهر سوى العينين وهناك المحرمة التي تلبس على الرأس والسروال الفضفاض. وهناك أيضاً الحايك، وهو ثوب يمتد من الرأس إلى الكعبين، ويندثر حاليا.ً مصنوع من الحرير، لونه أبيض دلالة على راية الإسلام والسلام والسلم، ومن أشهر أنواعه الوردة، دلالة على أنه يحمل ورود، والعشعاشي، و"لاموسلين"، لونه أصفر عادي. ويوجد أيضاً حايك المرمة والاغواطي. تونس كان السفساري رمزاً للهوية التونسية ولا يزال، وهو لباس تقليدي نسائي من الحرير أو القطن، ويتمثل في قطعة كبيرة من القماش، تمكن المرأة من تغطية كامل جسدها. ويعود تاريخ السفساري إلى الأندلس، وقد انتقل إلى المغرب العربي مع قدوم اللاجئين الأندلسيين، حتى أصبح لباساً تقليديا في تونس في القرن 16. لكنه اليوم أصبح أقل استعمالاً. موريتانيا الملحفة ثوب شعبي وأساسي للمرأة الموريتانية يميزها عن غيرها، وهو من الأزياء التقليدية القليلة، التي لم يطرأ عليها تغيير. وتتميز برسوم وألوان وأقمشة فاخرة وتصاميم جميلة. والملحفة ثوب من قطعة واحدة تغطي المرأة من أعلى رأسها حتى قدميها، وتصمم بيعقد طرف الثوب من جهة واحدة عقدتين، تسمح للذراع الأيمن والرأس بالظهور، بينما يلف الجزء الوسطي منه الرأس ويوضع الجزء المتبقي على الذراع الأيسر، وبذلك تكون الملحفة قد غطت كل أجزاء الجسم. ويمكن تقسيم أزياء الموريتانيات إلى عدة أنواع، منها الخليظ والخياطة وهي الأثواب التي تستعمل في الحياة اليومية. كانيبو وسوار، التي تستعمل في المناسبات المختلفة كحفلات العرس والأعياد، والرقيق الذي تلبسه الفتيات والبنات الصغيرات. سلطنة عمان تتنوع الأزياء الشعبية النسائية في السلطنة بحسب المناطق. وهي تعبّر عن البيئة التي تعيش فيها المرأة، ويظهر ذلك في أشكال التطريز والخلاخيل، والدلال والخناجر، التي تحملها الأثواب المختلفة. ورغم الاختلاف، إلا أن ثلاثة عناصر أساسية تجمعها، هي: حجاب الرأس ويطلق عليه أسماء لحاف وقاية، وليسو، وفقة. وتتفنن العمانيات في تزيينه، باستخدام الترتر والخرز الملون، وتضيف عند الأطراف ما يعرف بالشلاشلف وهي خيوط ملونة. وهناك الثوب أو الدشداشة أو الكندورة، وتتكون من الردون أي الأكمام التي تطرز يدوياً بالسيم والغولي، إضافة إلى الخرز والترتر، والسروال الذي يكون واسعاً من الأعلى وضيقاً من الأسفل عند القدمين مع تنوع النقش والتطريز. قطر الفتيات الصغيرات كنّ يرتدين قديماً البخنق، وهو لباس الرأس. يتكون من قماش أسود حرير شفاف من الشيفون، ويطرز عادة بخيوط الذهب والفضة فيرتدينه مع دراعة (ثوب) مطرزة. كما ترتدي بعض الصغيرات دراعات مطرزة، وأثواب نشل في الأعراس والأعياد والمناسبات. من الأزياء النسائية المميزة للمرأة القطرية أيضاً ثوب النشل، وهو الثوب المطرز الفضفاض، الذي يلبس عادة في المناسبات، ويكون من الحرير أو الشيفون، ومطرز من جميع نواحيه، بخيوط ذهبية، تتنوع ألوانه بين الأحمر والأخضر والأسود. بالإضافة إلى عباية الرفع الحريرية، التي تلبس مع شيلة خفيفة مطرزة أو مشغولة بالخرز بأشكال دقيقة. كما ترتدي النساء الكبيرات في السن عباية الرأس مع ثوب ودراعة. العراق زي المرأة الشعبية في مدن وقرى العراق لا يختلف كثيراً عن نظيرتها في الشام. يضم السروال الواسع والقميص والدراعة، وهي قميص مفتوح من الأمام يغلق بأزرار، والثوب ( القباء- الزبون- العباية)، يصل تحت الركبة، ويصنع من الحرير أو الجوخ. وهناك الثوب الهاشمي والعباءة، وهي زي أساسي للمرأة العراقية، وهي من الأردية الكثيرة التي تلبسها فوق الثوب مثل الحبرة والملحفة، وغطاء الوجه هو البيجة. والبغداديات عرفن بالعباءة كملابس للفخر، وعلامة على حسن الحالة المادية، وكانت بيضاء مطرزة، وهكذا درج عليها الناس هناك، إلا أنها تحولت إلى اللون الأسود، بعد سقوط بغداد على يد المغول، حزناً من نساء بغداد على مدينتهن التي أحرقت. وما زالت تقاوم الحداثة، وتحافظ على شكلها وتاريخها وتثبت وجودها، في بعض مدن الجنوب والمناطق الشعبية والريفية. السودان يمثل الثوب السوداني الزي القومي المميز للمرأة السودانية، ويتم ارتداؤه عن طريق لفه على جسد المرأة. يبقى جزء منه يغطي الرأس. وتحرص المرأة السودانية على ارتداء فستان أو تنورة وبلوزة تتناسب مع لون الثوب، والحذاء وحقيبة اليد، لتكتمل الأناقة مع الأكسسوارات الأخرى. وتهتم المرأة السودانية بالثياب ذات الألوان الزاهية. ترتدي المرأة العاملة الثوب الأبيض الخالص، وأحياناً تتخلله ورود ونقوش ملونة. وقد تجاوز الثوب السوداني الحدود، فهو يحظى بالشعبية في الصومال وجيبوتي أيضاً. اليمن الأزياء النسائية اليمنية لها تميزها، فهي نابعة من حضارة عريقة. اليمنية ترتدي الثوب تحت العباءة الصنعانية التقليدية أو المسماة "الستارة"، التي لا تزال من أبرز ملامح الزي التقليدي للمرأة في العاصمة. وهي قطعة قماش قطنية مربعة الشكل، كان لونها أبيض في البداية، وزخرفت بأشكال هندسية باللونين الأحمر و الأسود، وتميزت بنقوشها وزخارفها المزدحمة في الوسط والحواف والأركان. أما مدينة عدن، فعرفت منذ فترة مبكرة من تاريخها نوعاً من اللباس التقليدي، إذ لبست المرأة الفستان المسمى بالمذيل البدوي، الذي كان يسود منطقة الجزيرة العربية، وكان يصنع من القطن والحرير. وكان القنبع ضمن أزياء العروس الصنعائية، وهو ذو شكل مخروطي، يوضع على الرأس، لم يعد يستخدم الآن إلا قليلاً. ومن أغطية الرأس (القرقوش)، الذي صار مقتصراً على بنات الجالية اليهودية، كما كانت المرأة اليمنية تضع فوق رأسها "المشقر"، وهو عبارة عن باقة من الريحان والزهور للزينة والرائحة الطيبة. و"المقرمة"، وهي غطاء الرأس يتم غرز المشقر وسط شعر الرأس مشدوداً عليه بالمقرمة، وقد اندثر ذلك إلى حد كبير. السعودية تمتاز العباءة السعودية بالغرابة في القصة والتصميم، إذ اشتهرت شبه الجزيرة العربية منذ وقت طويل بأزيائها الفضفاضة والأنيقة، التي كانت وما زالت تحتفظ بشكلها مع بعض التغييرات. يعتبر ثوب النشل النجدي من أشهر وأرقى الملابس النسائية في المملكة، يتميز بقصته الواسعة، وحياكته الرقيقة من الخيوط الذهبية المطرزة بشكل أنيق، ويعتبر اللون الأسود المطرز بالذهبي من أرقى الأثواب. الثوب هو القطعة الأساسية في الملابس الخارجية، ويختلف اسمه حسب المنطقة. فنجد الدراعة والزبون والسحابي والمتروك والمقبل والمزغون، وتتميز جميعها بأنها فضفاضة. كذلك أغطية الرأس تحمل أسماء مختلفة حسب المناطق مثل المسفع، والعصابة، والمحرمة، والمدورة، والقناع، والبيرم. لكن هل هناك من يسعى للحفاظ على الأزياء التراثية النسائية وغيرها في العالم العربي؟ لا شك أن وزارات الثقافة في الدول العربية تلعب دوراً حيوياً في ذلك، فضلاً عن بعض المبادرات الأهلية مثل مؤسسة "الدكان". اقرأ أيضاً الموضة الإسلامية تفرض نفسها على العالم حين يجذب الحجاب الموضة والمال أب-فيوز Up-Fuse: عندما تصبح النفايات أحدث صيحات الموضة كلمات مفتاحية أزياء التراث العالم العربي موضة التعليقات

مشاركة :