سردت صحيفة التليجراف البريطانية بعضًا من أبرز الأقاويل والاقتباسات المنسوبة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، القائد الأعلى للثورة الكوبية، الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة عن عمر يناهز الـ 90 عامًا. واشتهر كاسترو أو «أبو الثورة الكوبية» كما يطلق عليه الكوبيون بأقاويل لم تسقط من الذاكرة والتي ارتبطت معه بتواريخ ومناسبات صنعت فارقا في تاريخ البلد الواقع في أمريكا اللاتينية، ومن أبرزها: «لا تهمني الإدانات أو الانتقادات. فالتاريخ سيصفح عني وسيفغر لي كل ذلك». قال كاسترو هذه الكلمات في الـ 16 من أكتوبر من العام 1953 أثناء محاكمته لشن هجمات أشعلت الثورة الكوبية. «لا تهمني السلطة، ولا أسعى وراءها في أي وقت، ولكن كل ما سأفعله هو أن أضمن أن التضحيات التي يقدمها الكثير من المواطنين لن تذهب سُدى، مهما كلفني الأمر وأيا ما كان الزمن يخبئ لي.»- ( تعود هذه المقولة إلى الأول من يناير من العام 1959 عقب انتصار الثورة.) «العمال والمزارعون. تلك هي الثورة الاشتراكية والديمقراطية التي قام بها المتواضعون، مع المتواضعين ومن أجل المتواضعين». -( وردت هذه العبارة على لسان الزعيم الكوبي في الـ 16 من أبريل من العام 1961 بعد إعلان الحكومة الاشتراكية في البلاد.) «أعتقد أن هناك اعتداء وشيكا خلال الـ 24 ساعة إلى 72 ساعة المقبلة». (قال كاسترو هذه العبارة في الـ 26 من أكتوبر من العام 1962 في معرض تعليقه على هجوم أمريكي محتمل، في مذكرة إلى رئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف على خلفية فترة التوتر بسبب أزمة الصواريخ الكوبية.) «ملايين الكوبيين يذرفون الدمع اليوم على ضحايا الجريمة البشعة. وعندما يبكي شعب قوي ونشط، ينهار الظلم».- ( تلفظ الزعيم الثوري بهذه العبارة في الـ 15 من أكتوبر من العام 1976 في خطبته التي ألقاها أمام أكثر من مليون شخص في العاصمة الكوبية هافانا بعد أسبوع من الهجوم الإرهابي الذي استهدف طائرة تابعة لشركة الطيران الكوبية وتسبب في مقتل 73 شخصا.) «نتأذى اليوم إذا ما جاعت كوبا، أو لم يكن بها طبيب أو إذا ما تألم طفل في كوبا أو حتى لم يحصل على فرصته في التعليم، أو إذا لم تجد أسرة السكن المناسب. إننا نتأذى حتى إذا لم يكن هؤلاء أشقاؤنا أو أبناؤنا أو آباؤنا. فلماذا لا ينبغي علينا ألا نتألم إذا ما شاهدنا طفلا من أنجولا جائعا أو يعاني أو يُقتل أو يُراق دمه في مذبحة جماعية؟»- ( قيلت في الـ 30 من مارس من العام 1977 خلال كلمة للزعيم الكوبي أمام مواطنين مدنيين وعسكريين في العاصمة الأنجولية لواندا.) «كوبا لا تعارض إيجاد حل لنزاعاتها التاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن لا ينبغي أن نتوقع من كوبا أن تغير موقفها أو تحيد عن مبادئها. كوبا دولة اشتراكية وستظل هكذا. كوبا صديقة للاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وستظل هكذا».- ( قيلت هذه العبارة في الـ 20 من ديسمبر من العام 1980 خلال خطبة لـ فيدل كاسترو أمام الحزب الشيوعي في كوربا.) «سنتخذ كل الخطوات الضرورية للإبقاء على العمل في مصانعنا، والحفاظ على وظائف عمالنا، وضمان الصمود في مثل هذه الظروف الصعبة، وإيجاد طرق لإنقاذ بلدنا والثورة والاشتراكية».- ( جاءت هذه العبارة على لسان كاسترو في الـ 14 من أكتوبر من العام 1991 أمام الحزب الشيوعي في الوقت الذي بدأت تشعر فيه البلاد بتداعيات تراجع التجارة مع الاتحاد السوفييتي.) «سنفوز في معركة الحياة، ليس فقط من أجل حياتكم، ولكن أيضا من أجل حياة كل أطفال العالم».- ( قال كاسترو هذه الجملة في الـ 23 من ديسمبر من العام 1999، مطالبا أطفال المدارس بالمشاركة في الجهود الرامية إلى إعادة الطفل الكوبي إليان جونزاليس إلى وطنه.) «أعدكم أن أكون معكم، لو كنتم حقًا تريدون ذلك، وطالما أشعر أنني قادر على العطاء- وإذا ما أمهلني القدر بالطبع- ولن أتأخر عن نداء الواجب لحظة واحدة… والآن أنا أدرك أن القدر لن يمهلني فرصة للراحة في نهاية حياتي».- ( ذكر كاسترو هذه العبارة في الـ 6 من مارس 2006، عقب انتخابه من جانب الجمعية الوطنية في كوبا لفترة سادسة لرئاسة مجلس الدولة.) «لا يساورني أدنى شك في أن شعبنا وثورتنا ستقاتل حتى آخر قطرة من الدماء للدفاع عن هذه الأفكار والإجراءات اللازمة لحماية هذه العملية التاريخية». ( قيلت في الـ 31 من يوليو من العام 2006، في معرض إعلان فيدل كاسترو عن خضوعه لعملية جراحية في الأمعاء وتنازله مؤقتا عن الحكم لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو، وزير الدفاع.) وولد فيدل كاسترو في الـ 13 أغسطس من 1926 في مقاطعة أورينت جنوب شرقي كوبا لأب مزارع من أصل إسباني، وأم كانت خادمة لزوجة والده الأولى. وجاءت وفاة كاسترو بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده التسعين، حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في 18 أغسطس الماضي، شارك فيها الآلاف، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي. وكان فيدل كاسترو اعتزل السلطة عام 2006 بسبب تردي حالته الصحية، حيث تولى أخوه الأصغر راؤول كاسترو مهامه قبل أن يجري تعيين الأخير بشكل رسمي رئيسا للبلاد عام 2008، لكن فيدل ظل محتفظا بلقب «الزعيم الأسطوري». وتذكر وكالات الأنباء أن فيدل كاسترو نجا من أكثر من ستمئة محاولة اغتيال، وتحدى عشرة رؤساء أميريكين، وواكب أكثر من نصف قرن من التاريخ.
مشاركة :