اثينا (أ ف ب) - كرر وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس الاحد التاكيد ان حل ازمة قبرص رهن بانسحاب القوات التركية من شمال الجزيرة المتوسطية. وقال الوزير عبر اذاعة "الفا" اليونانية ان اي اتفاق لانهاء انقسام الجزيرة يجب ان يشمل "بندا" ينص على انسحاب القوات التركية. ولفت الى ان اثينا لا تطلب انسحابا "بين ليلة وضحاها" بل ضمن مهلة "مؤاتية"، مشيرا على سبيل المثال الى انسحاب القوات السوفياتية بعد توحيد المانيا والذي استغرق "اربع سنوات". ويسعى الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسيادس وزعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي حاليا الى احياء الحوار بعد فشل جولة المفاوضات الاخيرة برعاية الامم المتحدة في مون بيلران على ضفاف بحيرة ليمان السويسرية. واوضح كوتزياس ان اليونان لا تتدخل في هذه المفاوضات بين المجموعتين المحليتين والتي تعرقل تقدمها خصوصا مسألة تقاسم الاراضي في اطار الحل. لكن صوتها له اعتبار في ملف امن الجزيرة انطلاقا من ان نظام الحكم القبرصي بعد الاستقلال منح حق التدخل لثلاث قوى"ضامنة" هي بريطانيا بصفتها قوة استعمارية سابقة واليونان وتركيا. وتابع الوزير اليوناني ان لندن تتفق مع اثينا على الحاجة الى انهاء نظام الدول الضامنة الذي تعتبره "بائدا". وهذا الاسبوع اقترح رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لافساح المجال امام حل الملف القبرصي. واكد كوتزياس ان العرض اليوناني قائم رغم عدم تحديد اي موعد حتى الان. لكنه اشار الى ان نظام اردوغان ابدى منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو مزيدا من "الاستعداد للتسوية" بشأن قبرص، مقارنة بالسابق. وفي العام 1974 اجتاح الجيش التركي الشطر الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب هدف الى الحاقها باليونان. واعقب الغزو نزوح كبير للسكان مع اضطرار عشرات الالاف الى التخلي عن ممتلكاتهم بين ليلة وضحاها. ومذذاك، لا تمارس جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الاوروبي منذ 2004، سلطتها سوى على الشطر الجنوبي حيث يعيش القبارصة اليونانيون. اما القبارصة الاتراك فيقيمون في الشمال حيث اعلنت "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.
مشاركة :