سينما المخرج اصغر فرهادي مساحة لقاء بين الايرانيين والاميركيين

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لوس انجليس (أ ف ب) - تلقى السينما الايرانية شهرة في كل العالم منذ عقود، لكن المخرج اصغر فرهادي ذهب بها الى حدود جديدة مع حصوله في العام 2012 على جائزة "اوسكار" عن فيلمه "انفصال". ويعود فرهادي الى هوليوود مع فيلم "البائع" الذي اختارته ايران لتمثيلها في مسابقة "اوسكار" افضل فيلم بلغة اجنبية. ويستذكر المخرج الايراني كيف ان ملايين الايرانيين سهروا الليل كله لمشاهدته وهو في الاربعين من عمره آنذاك يتسلم جائزة "اوسكار"، والحشد الضخم الذي انتظره في مطار طهران احتفالا به. هذا النجاح الهب مشاعر مواطنيه الرازحين يرزحون تحت وطأة العقوبات الدولية بسبب البرنامج النووي الايراني. ويقول اصغر فرهادي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "كانت حقبة يتكلم فيها المسؤولون في ايران وفي الولايات المتحدة عن الحرب". ويضيف "أسعدني ان الحديث تحول فجأة الى الثقافة، كان لدي انطباع ان الناس من البلدين يتواصلون بدل من ان يستمعوا الى السياسيين يتكلمون". ومع الفيلم الجديد المرشح لأوسكار يجد المخرج نفسه مجددا في موقع الوسيط او السفير بين البلدين. على غرار "انفصال" يصور "البائع" الحياة اليومية للناس العاديين في طهران بعيدا عن صورة الدولة الدينية وسطوة السلطات المكلفة بالحفاظ على القيم الاسلامية. وهو يروي قصة زوجين تنقلب حياتهما رأسا على عقب بعد الاعتداء على الزوجة في منزلهما. وسبق ان حصل هذا الفيلم على اثنتين من ابرز جوائز مهرجان "كان". - "ما يمليه علي قلبي" - لا يشعر فرهادي انه يحمل مهمة تصحيح الافكار الاميركية المغلوطة عن المجتمع الايراني، لكنه يقر في الوقت نفسه ان اعماله صارت مساحة تلاق بين الشعبين. ويقول "حين اكتب، لا اشعر اني اتوجه الى جمهور اجنبي وانه يتعين علي بالتالي ان اضيف اشياء ما". ويضيف هذا السينمائي الذي انجز اول فيلم قصير وهو في سن الثالثة عشرة "اقول في نفسي اني اخاطب كل الناس، واكتب ما يمليه علي قلبي". حصل اصغر فرهادي على دبلوم في المسرح من جامعة طهران، ثم على ماجستير في الاخراج، وبدأ بعدها في العمل في اخراج حلقات تلفزيونية كتبها بنفسه ومثل فيها ايضا. في العام 2002، كتب فيلمه الطويل الاول "الرقص في الغبار" واخرجه، ثم جذب اهتماما كبيرا من النقاد في فيلم "عيد النار" بعد ذلك بثلاث سنوات. في العام 2009 اخرج فيلم "بخصوص إيلي" مع الممثلة الفرنسية الايرانية غولشيفته فرحاني، ومن ثم اخرج "انفصال" الذي فاز بجوائز الدب الذهبي في مهرجان برلين و"سيزار" و"غولدن غلوب" لافضل فيلم بلغة اجنبية. ويعرف عن فرهادي قدرته على تصوير الشخصيات المعقدة وحياتها من دون اطلاق احكام عليها، وهو يترك للجمهور استخلاص النتائج على الطرق التي يتعامل فيها الناس العاديون مع مصاعب الحياة. يستاءل فرهادي كيف سيتصرف الشعب الاميركي مع وصول دونالد ترامب الى سدة الرئاسة، وخطابه الحاد الذي قسم المجتمع الاميركي. ويقول "علينا ان نحترم خيار الشعب الاميركي" معربا عن امله في الوقت نفسه الا تسير الامور باتجاه الحرب بل باتجاه السلم.

مشاركة :