حلب (أ ف ب) - استعادت قوات النظام السوري وحلفاؤها السيطرة على ثلاثة احياء في شرق حلب خلال الساعات ال24 الماضية، في حين فر آلالاف من سكان هذه المناطق الى احيائها الغربية. وتأتي سيطرة قوات النظام على هذه الاحياء الثلاثة في اطار هجوم بداته منتصف الشهر الحالي لاستعادة الاحياء الشرقية وتضييق الخناق على مقاتلي الفصائل المعارضة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "قوات النظام وحلفاؤها تمكنوا من السيطرة على حيي بعيدين وجبل بدرو المجاورين لحي مساكن هنانو" الذي كانت سيطرت عليه ليلة السبت الاحد. وتخوض قوات النظام وفق المرصد معارك عنيفة في حي الصاخور الاستراتيجي الذي من شان السيطرة عليه تقسيم الاحياء الشرقية الى جزئين. واوضح عبد الرحمن ان التقدم السريع ياتي "نتيجة خطة عسكرية اتبعها النظام في هجومه وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف اضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم". وتزامنا مع تقدم قوات النظام، تمكن المقاتلون الاكراد الاحد وفق المرصد من "السيطرة على جزء من حي بستان الباشا، كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وحي الهلك التحتاني" وهما منطقتان مجاورتان لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية. وبحسب عبد الرحمن، "استغل المقاتلون الاكراد المعارك التي تخوضها الفصائل للتقدم من الشيخ مقصود والسيطرة على هاتين المنطقتين". - فرار السكان نحو غرب حلب- وقال "منذ الليل فر نحو 1700 مدني باتجاه الاحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حين ان 2500 اخرين لجأوا الى حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الاكراد". وبحسب المرصد، "نقلت قوات النظام الفارين ليلا الى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديدا الشيخ نجار، قبل ان يصل قسم منهم صباح الاحد الى الاحياء الغربية في المدينة". وهي المرة الاولى، بحسب المرصد، ينزح هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين احياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام. وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والاطفال لدى وصولهم الى مساكن هنانو حيث كانت حافلات خضراء بانتظارهم لنقلهم. وتظهر في احد المشاهد امرأة تجر عربة طفل وقربها ثلاثة اطفال فيما يحمل نساء ورجال حقائب واكياس سوداء، ويمكن سماع دوي الاشتباكات من منطقة مجاورة. واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الاحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على اكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والاحياء السكنية. وتتهم قوات النظام الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج من الاحياء الشرقية لاستخدامهم كـ"دروع بشرية". ويعيش اكثر من 250 الف شخص محاصرين في الاحياء الشرقية. وكانت اخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الاحد الماضي في دمشق من "كارثة انسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري. - "الركوع او التجويع" - اعتبر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، احد ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، في تصريحات لفرانس برس، ان نزوح المدنيين من شرق حلب "امر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في احيائهم ومناطقهم". ويأتي خروج المدنيين بعد اسبوع عنيف من المعارك في حي مساكن هنانو، قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليه وعلى حيين اخرين. واتهم اليوسف "النظام والروس والايرانيين بأنهم قرروا ابادة الثورة في ثاني اكبر مدن سوريا عبر اتباع سياسة +الارض المحروقة+ مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الاميركي". واضاف "على مرأى ومسمع الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع او الركوع من دون اي التزام بمواثيق حفظ السلم والامن الدولي". وبعد خسارتها مساكن هنانو، تخوض الفصائل معارك عنيفة للدفاع عن حي الصاخور المجاور الذي بات وفق المرصد "تحت مرمى نيران قوات النظام". - فصل الاحياء الشرقية - وتعمل الفصائل في حي الصاخور حاليا وفق اليوسف على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والاهالي"، لكنه اشار الى ان "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي" محذرا من انه "اذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب، حيا تلو اخر". وقال عبد الرحمن ان تقدم قوات النظام الى الصاخور سيمكنها من "فصل الاحياء الشرقية الى جزئين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي". وبحسب المرصد، "تبعد اقرب مواقع قوات النظام على اطراف حي الصاخور من مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على اطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف" كيلومتر. وقال مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبدالله لفرانس برس ان "العمل العسكري في مساكن هنانو اعتمد على قوات خاصة وكان متقنا اذ بدأ من المنطقة الاقل كثافة سكانية وعلى اكثر من محور، بحيث لم يكن لدى الجماعات المسلحة القدرة على التصدي وساهم بانهيار خطوطها الدفاعية". ومنذ بدء الهجوم قبل 13 يوما، احصى المرصد مقتل 225 مدنيا بينهم 27 طفلا جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 27 مدنيا في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل.
مشاركة :