قال كاتب سوري: إنه رغم التشاؤم حيال فرص إنهاء الحرب في سوريا فإن هناك مسارا موثوقا لسلام ذي مغزى ودائم صار موجودا وربما بشكل أكثر قابلية للاستمرار الآن في ضوء انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة. وأضاف الكاتب منذر آقبيق، وهو عضو في اللجنة السياسية والناطق الرسمي باسم «حركة غد سوريا» والعضو السابق في الائتلاف الوطني السوري، في مقال نشره موقع سي أن أن الأميركي: إن التطورات التي شهدتها سوريا على مدار قرابة ست سنوات تجعل من الصعب الشعور بالتفاؤل لاسيَّما مع استمرار سقوط قتلى من المدنيين السوريين ونزوح ودمار من كارثة غير طبيعية من صنع الإنسان بدأت عندما قام الديكتاتور السوري بسحق الاحتجاجات السلمية من أجل الديمقراطية. ورأى الكاتب أن انتخاب ترامب يعطي بارقة أمل، قائلا: إن حركة «غد سوريا» التي أسهم في تأسيسها في وقت سابق من هذا العام، تقوم بالدعوة لاستراتيجية مختلفة عن تلك التي تروج لها المعارضة الرسمية في الائتلاف الوطني السوري. وأشار إلى أن الحركة تشترك مع الائتلاف الوطني السوري في نفس الهدف وهو التحول بسوريا من الديكتاتورية إلى التعددية والديمقراطية، إلا أن الحركة تعتقد أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الواقعية الصعبة التي تقبل الوضع الجغرافي الاستراتيجي السائد والحقائق على أرض الواقع. وأرجع الكاتب الجمود في الوضع الراهن لسلسلة من الفشل من كل الجهات، لاسيَّما فشل المعارضة في تشكيل المؤسسات السياسية والعسكرية المتماسكة وفصل نفسها من جبهة النصرة. في الوقت نفسه فشل النظام السوري في تقديم حل سياسي واختار نفس خيار الطغاة على مر العصور من خلال شن حرب وحشية ضد شعبه. في المقابل فشلت دول المنطقة في وضع استراتيجية منسقة لمساعدة المعارضة، ما أدى إلى انقسام مجموعات المعارضة. وأكد الكاتب أنه إذا لم يكن باستطاعة العالم الاستفادة من دروس الماضي فإن النتائج ستظل رهيبة مثلما يحدث في حلب. الخروج من هذه الدوامة يعتمد على توصل روسيا والولايات المتحدة لاتفاق وهو ما يبدو ممكنا. فروسيا تحث الولايات المتحدة للمساعدة في فصل الجماعات الإرهابية، على النحو الذي حدده مجلس الأمن للأمم المتحدة، من المعارضة المعتدلة. وفي الوقت نفسه فإن الأميركيين يصرون على أن روسيا تتمسك بالتزاماتها للضغط على الأسد لوقف قصف وحصار المناطق المدنية وقبول التحول السياسي. وقال آقبيق: إن انتخاب دونالد ترامب يجعل مثل هذا الاتفاق ممكنا، لاسيَّما وأن سياسته الأساسية تشير إلى التقارب مع روسيا، والتركيز على تدمير «تنظيم الدولة» والعداء نحو إيران وتلميحات بأنه قد يتوقف عن دعم الجماعات المعتدلة لأن السياسة الحالية قد تتسبب في صراع أميركي مع روسيا والنظام السوري في الوقت الذي يتم فيه قتال «تنظيم الدولة». وختم الكاتب بالقول: إن هذه الصفقة قد تكون مستحيلة، ولكن حقيقة أن البيت الأبيض سيقوده مؤلف كتاب «فن الصفقة» هو سبب التفاؤل، ويتعين على الجميع فعل كل ما يمكن لتهيئة الظروف لتحقيق ذلك، من خلال العمل داخل عوالم الواقع والتعلم من أخطاء الماضي.;
مشاركة :