يعتقد البعض بأن الكاتب في الصحيفة يتصيد الأخطاء ويترصدها ويهولها، يحاول البعض تصويرنا بصورة أولئك الذين لايرون سوى النصف الفارغ من الكأس، واعتقد بأن أغلب الزملاء الكتّاب قد اعتاد هذه النظرة السوداوية له ولم يعد يكثرت بها، بل إنه قد يسمعها بشكل مباشر ولا يضيع وقته بتصحيحها لدى قائلها، البعض يتناسى دور الصحفي تجاه مجتمعه وأمانته تجاه ضميره دون تغليب مصالحه الشخصية على مصالح مجتمعه ووطنه، عندما نشيد بتصرف مسؤول فنحن نحفز غيره بالاقتداء به، جميعنا تابعنا ما حدث لأحد مباني شركة أرامكو من تسرب الأمطار داخل المبنى الذي كان من المنتظر تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتدشينه ضمن المشروعات التنموية الضخمة التي افتتحها -حفظه الله- في جولته الميمونة بالمنطقة الشرقية، لم يحاول خالد الفالح بالبحث عن كبش فداء والتنصل من مسؤوليته كوزير للطاقة والصناعة والثروة المعدنية وأحد أهم قادات شركة أرامكو، اعتذر بأسلوب ينم عن شجاعة وتحضر ورقي، اعتذار واضح وصريح يقطع دابر التأويلات على المغرضين والحاقدين، شفافية القيادات السعودية الشابة تبشر بفكر جديد يواكب تفكير الأجيال الجديدة والمتحمسة والتي أصبحت تملك منصات عدة لطرح رأيها والمشاركة به بشكل مباشر في زمن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يهمه مصلحة المجتمع والوطن كمواطن سيجد نفسه يقبل عذر الرجل الأول المسؤول عن أرامكو وما يحدث بها سلباً وإيجاباً، نحن كمواطنين ليس أمامنا سوى قبول العذر لأنه ليس لنا حق سواه، يقبل العذر ولا يدخل في النوايا وتأويل التصرفات والجمل والعبارات، للوزير الفالح الكثير من النجاحات مع أرامكو ومع غيرها ولا يجب نسف تاريخ الرجل فهو ضمن فريق متكامل يعمل ليل نهار من أجل الوطن والمجتمع السعودي، ليس الخطأ هو المشكلة، بل المشكلة هي تكرار الخطأ، والمسؤول الذي يعتذر عندما تحدث أخطاء من موظفين تحت إدارته لن يسمح أبداً بتكرارها، يجب النظر بحسن نية لهذا الاعتبار الشجاع الذي ينم عن احترام الفالح لنفسه ثم احترامه لمجتمعه، المسؤول الذي يحترم الرأي العام ويتعامل معه بشجاعة سيقوم بكل سهولة بمحاسبة المسؤولين عما حدث دون مجاملة وهوادة، نحيي الوزير الفالح على اعتذاره الشجاع ونتطلع لمحاسبته لهؤلاء الذين لم يقوموا بأداء أمانتهم كما يجب، الذي يملك شجاعة الاعتذار يجب أن يقابل بشجاعة قبوله.
مشاركة :