قال فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، إن الحوار بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمؤسسة العسكرية مرحب به من أجل إنجاز الاتفاق السياسي وإخراج ليبيا من أزمتها الراهنة، مشددا على حاجة ليبيا إلى وضع استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب على كامل التراب الليبي. وقال السراج، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنه على استعداد للعمل مع كل القوى السياسية، مؤكدا حاجة بلاده إلى جهود الجميع. كما تحدث عن نتائج ملتقى لندن الذي خصص لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والمالية لبلاده، مشيرا إلى أنه تم التوافق على عقد لقاء آخر في العاصمة الإيطالية روما لوضع ضوابط تنهي الخلافات بين المؤسسات الاقتصادية والمالية. ودعا السراج المؤسسة العسكرية الليبية إلى التعاون الكامل مع المجلس الرئاسي لوضع خطة لمحاصرة خطر الإرهاب، مبرزا أن عمليات سرت العسكرية قاربت على الانتهاء بعد التخلص من تنظيم داعش في هذه المنطقة، وأن المجلس الرئاسي ينتظر اجتماع مجلس النواب في أقرب وقت للاتفاق على تعديل الإعلان الدستوري حتى يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة. كما أعرب عن أمله في أن تحظى بالثقة والدعم للقيام بدورها وإنجاز المهام التي تناسب المرحلة الراهنة، وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار. * ما نتائج ملتقى لندن الذي عقد مؤخرا، وهل يساهم في تنفيذ اتفاق الصخيرات وحل المشكلات التي تعطل الحل السياسي في ليبيا؟ - جاء ملتقى لندن في إطار بحث الإشكاليات المادية والمالية والاقتصادية، والعلاقة بين حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي والمصرف المركزي، وقد تحدثنا بوضوح وشفافية عن الوضع المالي مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي، وبحضور كل من المفوض بوزارة التخطيط في حكومة الوفاق، وممثلين عن المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط وديوان المحاسبة، وأيضا مجموعة من الخبراء الماليين والاقتصاديين المحليين والدوليين. وقد اتفقنا على تجاوز العقبات، ويجري الآن إعداد الميزانية لعام 2017 بالتشاور مع جانب المحاسبة والمصرف المركزي. * وهل توافقتم على رقم محدد للميزانية لتسيير أعمال الدولة؟ - هذا أمر داخلي، لكن الملتقى بحث الأسس العامة للتعامل بين المؤسسات حتى ننهي المشكلات والتداخل الحاصل، وعليه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في العاصمة الإيطالية روما، بعد اجتماع لندن الإيجابي جدا، الذي ساهم في إحداث توافق كبير، ونقلنا إلى حوار بين المصرف المركزي في طرابلس والحكومة. * لماذا تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة الليبية؟ - ننتظر عقد اجتماع لمجلس النواب، يتم خلاله تعديل الإعلان الدستوري حتى يكون مجلس النواب شريكا كاملا في الاتفاق السياسي، ثم نتقدم بعد ذلك بتشكيل الحكومة الجديدة إلى مجلس النواب لاعتمادها. * وهل تطرقتم إلى طبيعة تشكيل الحكومة الجديدة أو تم التوافق على استمرار عدد من الوزراء؟ - لم نتطرق بعد إلى حجم الوزارة، ومن سيبقى ومن سيغادر، وحاليا نسعى لاستكمال الحكومة الحالية للقيام بدورها، خصوصا بعد رفض أربعة وزراء القيام بعملهم حتى نتمكن من تسيير الأعمال وإدارة شؤون البلاد. * هل هناك مسعى بينكم وبين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر؟ - توجد مساع كثيرة عربية وإقليمية ودولية لحل بعض المشكلات، ونأمل من مجلس النواب أن يؤدي دوره، ويمارس مهامه، وأن يتحمل مسؤولياته، خصوصا فيما يتعلق بالاستحقاقات المطلوبة منه وفقا لنصوص الاتفاق السياسي، كما أتمنى من المؤسسة العسكرية أن تتعاون معنا لإتمام المهمة وفق الاتفاق السياسي. * هل من المتوقع عقد اجتماع مباشر بين الرئاسات الثلاث لتقريب وجهات النظر؟ - بذلنا مساعي كثيرة كي نلتقي معا. والمجلس الرئاسي على استعداد لحوار يجمع كل مؤسسات الدولة والقوى السياسية، كما أدعم كل جهود الوفاق والمصالحة الوطنية، لأن ليبيا وطن يستوعب الجميع، ويحتاجهم في عملية البناء والمشاركة. * ما أولويات رئيس المجلس الرئاسي حاليا؟ - بالتأكيد لم الشمل والتوافق والعمل الجماعي وحل كل الخلافات القائمة. وأتمنى من الأطراف التي ما زالت مختلفة معنا أن نعمل معا، ونتفاهم من أجل ليبيا وإنقاذها من الأزمات الراهنة. لدينا وضع أمني يحتاج للسيطرة ووضع مادي متراكم، واتفاق سياسي يجب تفعيله لإنهاء معاناة المواطن الليبي. * ماذا عن الدور الذي يجب أن يقوم به المبعوث العربي صلاح الدين الجمالي؟ - لم ألتق مع المبعوث العربي بعد. لكن أتوقع أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن، لكي نعمل معا في سياق التوافق والانتقال إلى مرحلة أفضل، تحقق الأريحية والقبول من كل القوى السياسية، وقد التقيت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، واتفقنا على الاستمرار في مساعي التوافق، وتنفيذ كل ما تحتاجه ليبيا في المرحلة الراهنة، كما قابلت رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى الرئيس التشادي، وتحدثنا كثيرا عن أولويات العمل في ليبيا، ووعد بالتواصل مع جميع الأطراف لوضع الحلول المناسبة التي تساعد على تنفيذ الاتفاق السياسي. * ما الموقف مع الرئاسة الأميركية الجديدة في ضوء تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول رغبته في الحصول على نصف النفط الليبي؟ - لم يتم أي اتصال مع الرئاسة الأميركية الجديدة، ولدينا عمل متواصل مع المبعوث الأميركي والدولي، ولا توجد أي خلافات. أما فيما يتعلق بتصريح ترامب حول النفط الليبي فأرى أن هذا السؤال يجيب عنه ترامب. * هل طلبتم من القمة العربية الأفريقية أي دعم، خصوصا أن بيانها تحدث عن إحاطة بالتطورات وترحيب فقط؟ - تم تأكيد أهمية تجاوز كل العقبات، كما اتفق خلال القمة على تقديم الدعم لمجلس الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني، والطلب من مجلس النواب التنفيذ الكامل للالتزامات الواردة في الاتفاق السياسي الليبي، الموقع في ديسمبر (كانون الأول) عام 2015 وبكل البيانات الصادرة عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، والبيان الصادر عن الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وكذلك دعم دور دول الجوار الليبي ومساهماتها في إيجاد الحلول المناسبة. * ما نتائج العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش؟ - مكافحة التنظيمات الإرهابية في سرت قاربت على الانتهاء، لكن يبقى تحدي الإرهاب في كل ليبيا قائما، ويحتاج إلى خطط شمولية وعمل مكثف بشكل أكبر، ونأمل أن يكون هناك توافق بيننا وبين المؤسسة العسكرية لمكافحة الإرهاب على كامل تراب ليبيا، وأن نعمل معا لتنظيف البلاد من هذا الخطر الذي يتهدد الجميع. * كيف تقيم الإجراء التونسي بوضع مراقبة إلكترونية على الحدود لمنع تسلل الإرهابيين في الاتجاهين؟ - بالتأكيد هذا الإجراء سيكون مفيدا للطرفين، ويقلل من فرص تسلل الإرهاب، وسيساعد في إحكام السيطرة لمنع الخطر الذي نتعرض له مع تونس، ونحن على تواصل مع الإخوة في تونس لتنسيق الجهود في هذا المجال. * تردد خلال الأسبوعين الماضيين زيارتكم لمصر لاستئناف مساعي الوساطة مع مجلس النواب والمؤسسة العسكرية. فهل سيتم ذلك قريبا؟ - الزيارة إلى مصر ستكون قريبة، ولا أرى أي مشكلات في التواصل مع شركاء الوطن للانتقال للأفضل دائما.
مشاركة :