إيران «تهلل» لدمج مليشيات الحشد الشيعي بالقوات العراقية

  • 11/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العربية.نت -: هللت إيران فرحا بقرار دمج مليشيات الحشد الشعبي، الموالية لها والمتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، بالقوات المسلحة العراقية، حيث اعتبر السفير الإيراني السابق في العراق، حسن كاظمي قمي، هذا القرار أنه «إنجاز كبير» لحكومة بغداد التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية الموالية لطهران. ومع الإعلان عن هذا القرار، اكتملت خطة إيران لتشكيل «حرس ثوري عراقي» على غرار الحرس الثوري الإيراني، كما أعلن عنها الجنرال محسن رفيق دوست القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، وهو أحد أبرز مؤسسي الحرس بعد ثورة عام 1979، والذي اقترح مساهمة طهران المباشرة في تسليح وتدريب ونقل الخبرات إلى الحشد الشعبي بشكل أكبر. وتريد إيران للحشد الشعبي أن يكون قوة عسكرية موازية للجيش العراقي، وبالتالي أداة لحماية الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، كما هو الأمر مع الحرس الثوري في طهران الذي تختصر مهمته في حماية الطغمة الحاكمة وقمع معارضيها ومنتقديها وأداة لتدخلاتها الإقليمية. وكان لقائد فيلق القدس، جناح العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، المصنف على لائحة الإرهاب، دور كبير في تأسيس وتشكيل الحشد الشعبي، بدعم ورعاية أهم حلفاء ورجال إيران في العراق، وعلى رأسهم قائد منظمة بدر هادي العامري، ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي لعب دوراً أساسياً في تشكيل وصياغة الحشد الشعبي ليكون قوة موازية للجيش العراقي وسلاحا إيرانيا في التعامل مع أي تغيرات سياسية في المستقبل. وكان زعيم مليشيات بدر، هادي العامري، والقيادي في الحشد الشعبي والذي يعرف أنه أحد رجال إيران في العراق الجديد، قال في نهاية أغسطس الماضي، إن قوات الشعبي أصبحت أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية. وكان حامد الجزائري، القيادي بمليشيات الحشد الشعبي العراقية، قال في تصريحات لوكالة «ميزان» الحكومية الإيرانية: «إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فوض إلى سليماني كل الصلاحيات»، وأن الحشد الشعبي يعتبر سليماني مندوبا لخامنئي في العراق». وأكد الجزائري قائد اللواء 18 بالحشد الشعبي، أن «قادة الحشد الشعبي تربوا في أحضان النظام الإيراني»، وشدد على أن مليشيات الحشد الشعبي تعتبر نفسها «تابعة لدولة ولاية الفقيه التي لا تعترف بالحدود». وكانت البرلمانية العراقية لقاء وردي، قالت في وقت سابق، إن إيران تغذي «ثقافة الثأر من السنة» عبر المليشيات الموالية لها في العراق، مشددة على ضرورة «عزل المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية عن الأجندات المذهبية». وأكدت وردي وهي رئيسة لجنة المهجّرين في مجلس النواب العراقي، أن هناك «محاولات لجر العراق إلى الفلك الإيراني، وإبعاده عن سياقه الوطني والقومي العروبي». وكانت مصادر عراقية كشفت أن قاسم سليماني، قائد فيلق «القدس» الإرهابي يشرف على تشكيل جهاز استخبارات للحشد الشعبي على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في إيران الذي يسمى «حفاظت إطلاعات». ووفقاً لوسائل إعلام عراقية، فقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لمؤسسة «الرضوان»، وهي مؤسسة شيعية ممولة من إيران مقرها في مدينة كربلاء، وتتكون من عدة جمعيات شيعية، بتنفيذ مهمة «تشكيل جهاز الحشد الشعبي الاستخباري» ليتولى عمليات «المراقبة وجمع المعلومات» في جميع المحافظات العراقية. ووفقا للمصادر، فقد تم تجنيد حوالي 2000 شخص في الآونة الأخيرة بمحافظة كربلاء وحدها، ويشرف عليها بشكل مباشر قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، من خلال نائبه الموجود في محافظة كربلاء. وقال مراقبون في تحليل لسكاي نيوز: إن إقرار البرلمان العراقي قانون دمج مليشيات الحشد الشعبي داخل المؤسسة العسكرية أصبح لإيران أول ذراع عسكرية رسمية داخل جيش دولة عربية. ويتكون الحشد الشعبي من أكثر من 40 ميليشيا، تدين جميعها بولاء عقائدي ومالي لإيران، كما يخضع أبرزها لسلطة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويلتزم مواقفه، بينما يوالي القليل منها رئيس الوزراء حيدر العبادي وقيادات شيعية عراقية أخرى. واعترف قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في تصريحات سابقة، بأن طهران هي التي أسست مليشيات الحشد الشعبي. وتشير المعلومات بشأن انتهاكات الحشد الشعبي الى أنها موجهة إلى طائفة معينة وهي العرب السنة، وهو ما يؤكد الطبيعة الطائفية لهذه القوات.

مشاركة :