يرى عدة خبراء في السياسة الدولية في الولايات المتحدة أن العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية شهدت موجة جزر خلال السنوات الثمانية الماضية، حيث أمكن تلمس اختلاف في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب حول عدة قضايا يأتي في مقدمتها الملف النووي الإيراني، الفلسطينيون وديمقراطية دولة إسرائيل، بما طرح العديد من التساؤلات: هل تستمر تلك الخلافات في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة؟.. أم أنها لن تصل إلى مستوى الإخلال بهذه العلاقات التي شكلت نموذجًا للشراكة بين الدول على مستوى العلاقات الثنائية؟. يجيب فيليب جوردن في مجلة «فورين بوليسي في عددها الأخير على هذه التساؤلات من خلال ثلاثة كتب تمحورت حول هذا الموضوع صدرت مؤخرًا، الكتاب الأول للخبير في شؤون الشرق الأوسط السفير الأمريكي السابق في إسرائيل دنيس روس (كتابه: العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية من ترومان إلى أوباما)، الذي يستبعد فيه حدوث أزمات خطيرة في العلاقة بين البلدين، مؤكدًا على أن القيم والمصالح المشتركة والقيم المشتركة ما زالت تربط البلدين معًا، وأنه مع الإدارة السليمة من قبل الجانبين، يمكن لعلاقات الشراكة بينهما أن تواصل ازدهارها. دانا آلان وستيفن سيمون من جانبهما (كتابهما: طريقان منفصلان) ليس متأكدين من هذا القول، فهما يريان أن الاتجاهات الديموجرافية والسياسية والثقافية القوية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل يغيران العلاقة بينهما بطرق أساسية. وفي رأيهما أن التوتر بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو يشكلان أعراض مشكلات أكبر وأخطر في المستقبل. أما دوف واكسمان (كتابه: مشكلة في القبيلة)، الذي يركز فيه على التحولات في مواقف اليهود الأمريكيين، فلديه أيضًا الشكوك نفسها، إذ يرى أن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة تواجه الانقسام بشكل متزايد، وأنه لا يمكن التكهن باستمرار دعمها للسياسات الإسرائيلية.
مشاركة :