المرشح فيون الذي حقق فوزا مفاجئا في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية يعتبر ليبراليا مؤيدا للحلول الصادمة من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد. العرب [نُشرفي2016/11/28] فيون يتقدم بثبات نحو الإيليزيه باريس - فاز فرنسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي المحافظ في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ليل الأحد في الانتخابات التمهيدية التي ستقوده الى تمثيل اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية عام 2017 واضعا نصب عينيه هدفا جديا في السباق إلى الإليزيه. وفيما اليسار الحاكم مشتت، قد يتنافس فيون (62 عاما) الذي حدد لنفسه هدفا يتمثل بترسيخ "القيم الفرنسية"، مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو. ورغم أن فوز الشعبوي الأميركي دونالد ترامب اعطى فرصا للوبن، إلا ان استطلاعات الرأي تظهر انها ستخرج مهزومة في نهاية الانتخابات. وقال فيون في مقره العام ان فوزه "مبني على قناعات"، مضيفا "فرنسا تريد الحقيقة، فرنسا تريد أفعالا". وشكر الناخبين "الذين وجدوا في نهجه القيم الفرنسية التي يتمسكون بها: (...) فاليسار هو الفشل، واليمين المتطرف هو الإفلاس" حسب قوله. ووفقا لنتائج شملت أكثر من ثمانية آلاف مركز اقتراع من اصل 10228، حصل فيون على 67,4% مقابل 32,6% لرئيس الوزراء السابق آلان جوبيه (71 عاما). وأضاف فيون الذي يتبنى برنامجا ليبراليا على الصعيد الاقتصادي "أنا على موعد مع جميع" الذين يفتخرون بأنهم فرنسيون. اما جوبيه الذي كان يدافع عن برنامج سياسي أكثر اعتدالا، فقد عبر عن دعمه لفيون في الانتخابات الرئاسية عام 2017، مذكرا برسالته من اجل التهدئة والمصالحة في فرنسا. وقال جوبيه "من أجل التهدئة والمصالحة، يجب علينا أيضا إعطاء الأمل ووضع قوتنا في خدمة (...) الاحترام المتبادل والعدالة"، داعيا أيضا إلى "مد اليد لإخوتنا الأوروبيين". وكان فيون الذي يهوى سباق السيارات ازاح "رئيسه" السابق نيكولا ساركوزي في الجولة الأولى الاحد الماضي. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها بين الساعة 7,00 و18,00 ت غ للمشاركة في هذه الانتخابات التمهيدية التي يجريها اليمين للمرة الأولى. يعتبر فيون الذي حقق فوزا مفاجئا في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية ليبراليا مؤيدا للحلول الصادمة من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد ويتبنى برنامجا اجتماعيا محافظا. أما جوبيه الأكثر اعتدالا فيدعو الى "إصلاحات في العمق" من دون صدمات. واستقطبت الانتخابات التمهيدية الفرنسية للتيار اليميني أعدادا كبيرة من الناخبين من خارج صفوف أحزاب اليمين اذ شارك نحو 4,3 ملايين شخص في الدورة الأولى الاحد الماضي وتابع اكثر من ثمانية ملايين مشاهد المناظرة الاخيرة بين المرشحين مساء الخميس. وقبل ساعتين من اغلاق مكاتب الاقتراع، سجلت المشاركة في الجولة الثانية نسبة اكثر بـ4,5% مقارنة بالجولة الأولى. فاز فيون البالغ من العمر 62 عاما بفارق كبير في الدورة الاولى بحصوله على 44% من الاصوات رغم ان فرصته ظلت لفترة طويلة تعتبر ضئيلة، ما ادى الى اعادة خلط الاوراق بعد ان كان الجميع يتوقع ان تدور المنافسة بين ساركوزي وجوبيه البالغ من العمر 71 عاما. فيون: أنا أرسم طريقي وحصل جوبيه في الدورة الاولى على 28% من الاصوات بعد ان كان يتقدم استطلاعات الراي وبذلك خرج ساركوزي البالغ من العمر 61 عاما من السباق الى غير رجعة. وإثر الفور اعلن ساركوزي تاييده لفيون فرجح الكفة لصالحه. حاول جوبيه رئيس بلدية بوردو في جنوب غرب فرنسا تقليص الفارق عبر تكثيف الهجمات على مواقف فيون وبرنامجه فوصفه بانه "مغال في ليبراليته" و"غير موثوق" لا بل انه "فظ" منتقدا وعوده بالغاء نصف مليون وظيفة في القطاع العام خلال خمس سنوات. وهاجم جوبيه فيون كذلك باعتباره "تقليديا" لانه ابدى تحفظات شخصية على الاجهاض انطلاقا من معتقداته الكاثوليكية وبأنه يحظى بتأييد معارضي زواج المثليين وحتى قسم من اليمين المتطرف. كما انتقده على "مجاملته المفرطة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورد فيون الخميس بقوله "صحيح ان مشروعي اكثر راديكالية، وربما اكثر صعوبة"، متهما جوبيه بالمقابل بأنه "لا يريد ان يحدث تغييرا حقيقيا". وأمام الآلاف من انصاره في اخر اجتماع انتخابي في باريس مساء الجمعة قال فيون بثقة ظاهرة "انا ارسم طريقي من خلال برنامج يعلن راديكاليته ويظهر جرأته".
مشاركة :