لمسة كرويف السحرية وهدف وايلز التاريخي

  • 11/28/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كرة القدم هي لعبة كثيراً ما تعتمد على الغريزة. وقد أتى هدف لاعب منتخب وايلز هال روبسون كانو في شباك بلجيكا في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية 2016 بمثابة نموذج صارخ لذلك. كان فريقه متعادلاً مع بلجيكا بنتيجة 1-1 في الدقيقة 55 من عمر المباراة التي يبذل فيها فريقه الغالي والنفيس في سبيل بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في بطولة دولية هامة في تاريخ بلاده. تلقى كانو تمريرة هوائية متقنة من زميله آرون رامسي في منطقة الجزاء وظهره إلى المرمى. ثم خطا خطوة واحدة بعيداً عن المرمى بقدمه اليمنى قبل أن يستدير ويوجّه الكرة بحركة تحمل بصمات كرويف مسدداً إياها بقدمه اليسرى رغم كونه محاطاً بكل من توماس مونييه ومروان فيلايني وجيسون ديناير، ولكنه تمكّن من خلق مساحة كافية لتسديد الكرة وإيداعها في شباك ثيبو كورتوا وكسب نصر ثمين للمنتخب الوايلزي. وفي تعليقه على ذلك الهدف، قال كانو لاحقاً: "كنتُ داخل منطقة الجزاء أحاول خلق مساحة لتسديد الكرة. كان ظهري للمرمى وكانوا يظنون أني سأثبّت الكرة، لكني اتّبعتُ أسلوب كرويف وأودعتُ الكرة في الشباك. تطلّب الأمر اللجوء إلى هذا الحل لكسر دفاعات المنتخب البلجيكي." كانت لحظة غريزة كروية اكتسبت الكثير من الإطراء عقب ذلك. وعندما صوّت جمهور هيئة الإذاعة البريطانية لأجمل هدف في البطولة، انبرى المعلقون على الإشادة بهذا الهدف. فعلى سبيل المثال، قال تييري هنري، الخبير بالأهداف الإستثنائية، إن اختيار الهدف الأجمل هو أمر بغاية السهولة: "الأمر بسيط جداً بالنسبة لي: روبسون كانو. (فهو يجمع) التحكم بالكرة والقوة الجمّة والوعي الكبير ورباطة الجأش." أتت إشادة هنري لتكون أجمل إطراء يحصل عليه كانو الذي تخرّج من أكاديمية آرسنال، بينما يعيش القناص الفرنسي ذروة مشواره المهني. يُذكر أن كانو لم يتمكن من اقتناص مركز في تشكيلة المدفعجية، ودخل منافسات كأس الأمم الأوروبية 2016 دون أن يكون لاعباً في صفوف أي نادٍ. إلا أن تألقه في البطولة القارية، وهدفه هذا على وجه الخصوص جعل الأنظار تتجه إليه وزادت رغبة الفرق بضمّه إلى صفوفها لينتهي به الأمر في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي ويست بروميتش ألبيون. ونادراً ما يمرّ يوم دون أن يُذكّره أحدهم بذلك الهدف التاريخي. وختم حديثه قائلاً: "نشأتُ وكلّي رغبة بأن أحاكي الأهداف العظيمة التي أشاهدها، ولذلك ينتابني شعور عظيم عندما يقول لي الآباء والأساتذة إن الفتيان يحاولون محاكاة ذلك الهدف. إنه شعور رائع أن يقتنص اللاعب هكذا هدف في مثل هذا المحفل."

مشاركة :