سيؤول / الأناضول أعلنت حكومة كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، عن صدور النسخ الأولية لكتب التاريخ المقرر تدريسها في مدارسها المتوسطة والثانوية، والتي تعكس الموقف الحكومي من قضايا الجارة الشمالية من جهة. وعقد نائب رئيس الوزراء للشؤون الاجتماعية، وزير التعليم، لي جون سيك، مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، في مجمع "سيجونغ" الحكومي، أعلن فيه عن صدور النسخ الأولية لكتب التاريخ للمرحلة المتوسطة والثانوية. وتأتي هذه الخطوة لوقف استخدام الكتب المدرسية التي ألفها باحثون من القطاع، وتصدرها دور نشر خاصة، بعد أشهر من الجدل حول موضوع تدخل الحكومة في طريقة تدريس التاريخ الحديث المضطرب للبلاد. ونقلت وكالة "يونهاب" الرسمية عن "جون سيك" قوله، إن "الحكومة بذلت جهودًا كبيرة لتأليف الكتب من أجل اكتساب الطلاب لرؤية متوازنة للتاريخ، ووجهة النظر الصحيحة عن الدولة، وعدم توجيههم إلى إيديولوجية معينة". وأشارت النسخ الأولية إلى أن الحرب الكورية (1950 - 1953) أشعلت شرارتها الأولى كوريا الشمالية، كما تحدثت عن إغراق السفينة "تشون آن" الحربية الكورية الجنوبية عام 2010، بهجوم من جارتها الشمالية . وزادت المؤلفات الجديدة لكتب التاريخ من جرعة القضايا الكورية الشمالية، وعلى رأسها الاستفزازات العسكرية، وحقوق الإنسان، وتطوير الأسلحة النووية. غير أن النسخ الأولية تتضمن الجوانب الإيجابية للخطط الاقتصادية، وحملة بناء قرى جديدة، وفترة التصنيع في عصر حكم الرئيس الأسبق بارك جونغ-هي، والد الرئيسة الحالية بارك كون-هيه. ومن المحتويات التاريخية الرئيسية التي خضعت للتعديل، تسمية "بحر الشرق"، التي طالما أثارت خلافات مع اليابان، فضلًا عن سيادة البلاد على جزر "دوكدو". ومن المقرر أن يتم عرض النسخ الأولية لكتب التاريخ في موقع إلكتروني، وتتلقى الوزارة آراء الجمهور حولها حتى يوم 23 ديسمبر/ كانون أول المقبل، مع خطة لاستكمال النسخة النهائية حتى نهاية يناير/ كانون ثان القادم. وعن توقعات بنشر الكتب في مارس/ آذار المقبل، أبدت الوزارة موقفًا متحفظًا، وسط تباين الآراء حولها، نتيجة فضيحة الفساد التي استهدفت رئيسة بارك كون هيه، وصديقتها، تشوي سون سيل. وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء هوانج كيو، إن الكثير من الكتب المدرسية الخاصة التي تستخدمها المدارس الإعدادية والثانوية تحاول تمجيد كوريا الشمالية من خلال التشكيك في إنجازات الجنوب الرأسمالي. وقال خلال مؤتمر صحفي "لم يعد بإمكاننا السماح باستخدام كتب التاريخ المحرّفة والمنحازة لتعليم فلذات أكبادنا (..) ينبغي أن نصحح الطريقة التي تنشر بها كتب التاريخ المدرسية حتى نستطيع أن نضع كتابًا مدرسيًا صحيحًا". وفي 15 تشرين ثان 2015، شهدت سيؤول أكبر احتجاج منذ 7 سنوات، عندما نزل المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجًا على سياسات الحكومة، وفي مقدمتها قرار إلزام المدارس المتوسطة والثانوية باستخدام كتب التاريخ المدرسية، التي تعكس وجهة نظر الرئيسة "كون-هيه"، ووالدها الرئيس الأسبق "جونغ-هي"، وذلك ابتداءً من عام 2017. وتعتبر الخلافات بين اليابان وكوريا الجنوبية حول تسمية "بحر الشرق"، خلافات استراتيجية قبل أن تكون لفظية. إذ ترى سيؤول أن اليابانيين كانوا يعترفون ببحر الشرق قبل احتلالهم لكوريا عام 1910، وبعد ذلك، أطلقت طوكيو عليه اسم (بحر اليابان)، وذلك من خلال وثيقة "سان فرانسيكسو"، التي دعمت فيها أمريكا أحقية اليابان باعتبار كوريا جزء من أراضيها. يذكر أنَّ حرب الكوريتين استمرت ما بين عامي 1950و1953، وأخذت بعدًا دوليًا بعد تدخل أطراف دولية في الصراع، مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي (السابق). وراح ضحية الحرب أكثر من 3 ملايين مواطن كوري، كما فرقت الحدود بين عشرات الآلاف من العائلات. ومطلع مارس/ آذار الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار تقدمت به الولايات المتحدة، ويقضي بفرض عقوبات مشددة على كوريا الشمالية؛ بهدف الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي. جاء ذلك بعد شهرين من إعلان "بيونغ يانغ" إطلاق قنبلة هيدروجينية (التجربة الرابعة من نوعها)، وبعد شهر واحد فقط من تأكيدها إجراء تجربة على نطاق واسع، لاختبار صواريخ بالستية محظورة تحت ستار إطلاق قمر اصطناعي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :