قد تنحو اوروبا صوب اليمين المتشدد في الرابع من كانون اول المقبل مع اجراء انتخابات الرئاسة في النمسا لاختيار رئيس جديد للبلاد. مرشح اليمين المتطرف نوبرت هوفر من حزب الحرية، سيتنافس مع الزعيم السابق لحزب الخضر الكسندر فان دير بيلين. ونسلط الضوء على المرشحين المتنافسين: نوربرت هوفر، البعض يصفه على أنه “الوجه المحبب” لحزب أقصى اليمين النمساوي “الحرية”. حسن المظهر، يحسن انتقاء كلماته. عند التطرق إلى مواضيع تقليدية مثل “مناهضة الهجرة” فإنه يستخدم خطاباً أكثر عصرية من قائد الحزب هانز-كرستيان شتراخيه. الحملة الدعائية للمرشح إلى الرئاسيات النمساوية رفعت شعاراً ثلاثياً “نظيف، صادق، جيد”. في الدورة الأولى للانتخابات، حاز على أكثر من 35% من أصوات الناخبين. وهي أفضل نتيجة يحصل عليها حزبه على المستوى الوطني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولد لعائلة من الطبقة المتوسطة. درس هندسة الطيران، وتعرض في العام 2003 إلى حادث مظليّ، أقعده على كرسي متحرك. لكن العزيمة لم تنقصه لينهض من الحادث. يبلغ من العمر 45 عاماً. تزوج مرتين وهو أب لأربعة أطفال. خلال عقدين من الزمن، تمكن نوربرت هوفر من صعود المراتب بثبات، ليتسلم مسؤوليات مهمة في حزب “الحرية”. ودخل البرلمان في العام 2006. اعتبر من الجناح الليبرالي في الحزب، وأسهم في إذكاء روح أكثر عصرية داخله. كما ركز على مسألة الثروة العامة و القوة الشرائية من أجل اجتذاب الناخبين من الأحزاب التقليدية. أمام أنصاره قال دفاعاً عن نفسه : “قالوا إنني ذئب بثياب حمل. لكنني لست كذلك أبداً. أنا لست بصدد التنكر.” رغم مظهره الوديع، لكن الكثيرين يخشون من أنه سياسي مخلص لأفكار اليمين المتطرف. آلكسندر فان دير بيلِن مرشح الانتخابات الرئاسية في النمسا، البالغ من العمر اثنين وسبعين عاما، يستعد للجولة الثانية من هذا الاستحقاق بصفته البديل الوحيد عن مرشح اليمين المتطرف الشعبوي نوربير هوفر الفائز في الدور الأول ليأتي فان بيلن في المرتبة الثانية. فان دير بيلن، مُدرِّس العلوم الاقتصادية في الجامعات النمساوية قبل تقاعده، يُعدّ بالنسبة للرافضين لليمين المتطرف في بلاده قاربَ النجاة من هذا التحول نحو الراديكالية في إدارة شؤون البلاد ورفض التنوع الثقافي والديمغرافي الذي يسيء بالضرورة للأجانب والمهاجرين، والمنحدرين من ثقافات مختلفة. آلكسندر فان بيلن ينحدر هو ذاته من أسرة هولندية مهاجرة إلى النمسا بعد استقرارٍ لبضعة أجيال في روسيا في القرن الثامن عشر، ويَعتبِر نفسه ابن عائلة “لاجئة” من البولشفيين. فان بيلن معروف بقُربه من الأوساط الفنية والنُّخب الثقافية والأقليات. وسبق له النضالُ في صفوف التيار الاجتماعي الديمقراطي قبل الالتحاق بالخُضر عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين كأحد أبرز القادة. الأحد في الرابع من ديسمبر المقبل، سيختار الناخبون النمساويون، المُقدَّر عددهم بستة ملايين ناخب، في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بين المرشح الحر آلكسندر فان بيلن المثقف اليساري الأقرب إلى الليبيراليين ونوربير هوفر الشعبوي اليميني المتطرف لخلافة الرئيس المنتهية ولايته الاجتماعي الديمقراطي هاينز فيشر..
مشاركة :