كتب - إبراهيم بدوي: أكد سعادة صالح محمد بن نصرة سفير دولة الإمارات العربيّة المتحدة لدى الدوحة أن العلاقات القطريّة الإماراتيّة علاقات تاريخيّة قويّة متميّزة ووديّة مبنيّة على روح التفاهم والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها، وهي تزداد رسوخاً وعمقاً يوماً بعد يوم بفضل القيادة الرشيدة في كلا البلدين التي تؤمن بالمصير المشترك الذي يجمع الشعبين الشقيقين، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده سعادة السفير بن نصرة بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال سعادته إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل في الثاني من ديسمبر باليوم الوطني الخامس والأربعين، ومشاعر الإماراتيين تفيض حبوراً وفخراً واعتزازاً بأنهم ينتمون إلى وطنهم الإمارات وهم ملتحمون وملتفّون حول قيادتهم التي صنعت معهم وبهم خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية نموذجاً تنموياً فريداً تحظى نجاحاته باعتراف الآخرين وتقديرهم، وحظيت بمكانة متقدّمة ومرموقة في خريطة أكثر الدول تقدماً وازدهاراً واستقراراً في العالم. قطر والإمارات وعلى صعيد العلاقات الثنائيّة أكد السفير بن نصرة أن هذه العلاقات شهدت تطوراً لافتاً في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة - حفظه الله -، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر - حفظه الله - حيث أوليا هذه العلاقة أهمية وخصوصيّة أسهمت في تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون الإيجابي والإستراتيجي على كافة الصعد، وبرز ذلك من خلال الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى من أجل تعزيز وشائج التعاون الثنائي، ومواصلة الجهود سوياً لدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، والتنسيق والتشاور بشأن كافة القضايا التي تهمّ البلدين الشقيقين على المستوى الإقليمي أو الدولي على مبدأ إحلال السلام ونشر المحبة والخير في دول العالم كافة. اللجنة العليا ونوّه بأن من بين أهم نتائج الاجتماع الأخير للجنة العُليا المشتركة بين البلدين في مايو 2016م هو التوقيع على مذكرات تفاهم في المجال السياحي والمعارض والرياضة والتعاون التجاري في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. التجارة والاستثمار وقال سعادة السفير صالح محمد بن نصرة إن العلاقات التجاريّة والاستثماريّة بلغت أوجها في الآونة الأخيرة في ظل النهضة العمرانيّة والاقتصاديّة الكبيرة التي يشهدها الجانبان مع استضافتهما لأهم حدثين بالمنطقة وهما إكسبو دبي 2020 ومونديال الدوحة 2022، وهي بلا شك ثمرة لتوجيهات القيادة الحكيمة في كلا البلدين وذلك من خلال التشجيع على مزيد من التعاون والتنسيق، والزيارات المتبادلة للوفود للمشاركة في مختلف الفعاليّات التي تعقد في الجانبين، وأيضاً من خلال بناء شراكات ثنائيّة ارتكازاً على مبدأ المصلحة المشتركة، واستناداً إلى المنفعة المتبادلة في شتى المجالات، وهي شراكات - بإذن الله - في تنامٍ مستمر. دولفين مشروع إستراتيجي ونوّه بالمشروع الإستراتيجي العابر للحدود "دولفين للطاقة" وأنه من أهم المشاريع التي تمّت بين البلدين، حيث بدأت "دولفين للطاقة" منذ شهر يوليو عام 2007 توريد الغاز الطبيعي إلى دولة الإمارات، وبلغ الإنتاج الإجمالي للمشروع 6.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز حتى تاريخ 31 مارس 2016. وتابع: انسجاماً مع الأهداف التي وضعتها القيادتان الرشيدتان في كلا البلدين الشقيقين لتوسيع مجالات التعاون في مجال الطاقة، وقعت شركتا "دولفين للطاقة" و"قطر للبترول"، في أكتوبر 2016، اتفاقية "طويلة الأمد" تورد بموجبها قطر للبترول كميات إضافيّة من الغاز الطبيعي إلى دولفين لتصديرها إلى دولة الإمارات، عبر خط الأنابيب البحري الممتدّ بين البلدين من منطقة راس لفان إلى أبوظبي، وبموجب الاتفاقية الأخيرة التي وقعها الجانبان سيتم توريد كميات الغاز الجديدة من قبل دولفين إلى هيئة كهرباء ومياه الشارقة وغاز رأس الخيمة عبر شبكة توزيع الغاز الشرقية في دولة الإمارات العربية المتحدة. القطاع العقاري وفي القطاع العقاري قال سعادة سفير الإمارات في الدوحة إن هناك شراكات عدّة سواء في منطقة اللؤلؤة أو المنطقة الجديدة "لوسيل" وغيرها من المناطق، كما يتواجد عدد من شركات المقاولات والإنشاءات الإماراتيّة ذات الكفاءة العالية، بقدراتها الفنيّة والهندسيّة والتي اكتسبتها خلال الطفرة العقارية التي شهدتها الدولة منذ عام 2000 ويمثل مشروع دوحة فيستفال سيتي أحد أهم الشراكات الإماراتية القطريّة التي تقدّر تكلفتها بـ6 مليارات ريال قطري. بروجكت قطر وأشار سعادة السفير بن نصرة إلى أن السفارة سوف تقوم بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة المعنيّة بتنمية الصادرات (كمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، ومركز الشارقة لتنمية الصادرات) بالمشاركة في معرض Project Qatar السنوي، من خلال تنظيم لقاء يجمع بين كبرى الشركات الصناعيّة والتجاريّة الإماراتيّة العاملة في مجال الإنشاءات والبناء مع نظرائهم القطريين يتم خلاله عرض منتجات الشركات الإماراتية وخدماتها المتميّزة أملاً في الاستفادة من السوق القطري الذي بات محط أنظار العالم، وإتاحة الفرص أمام هؤلاء الشركاء لتعزيز علاقتهم الاقتصاديّة في الأسواق الإقليميّة والعالميّة وتوسيع حجم الشراكة الاستثماريّة. الاستثمارات القطريّة وقال السفير بن نصرة إنه في مجال الاستثمار، تعتبر الإمارات من الدول التي استهدفها القطاع الخاص القطري في استثماراته الرئيسيّة حيث بلغت نسبة الاستثمارات القطرية بدولة الإمارات (11.8٪)، من إجمالي الاستثمارات إلى الخارج، ويعود النجاح في هذا المجال إلى العلاقات القويّة بين البلدين على مستوى القيادة العُليا والشعب أيضاً، كما تجاوز عدد الشركات الإماراتيّة في دولة قطر الشقيقة 1074 شركة، كما أن عدد الشركات القطرية التي تعمل في الإمارات 4200 شركة. المنتدى الاقتصادي لخلق روح اقتصاديّة طويلة المدى بين الجانبين داخلياً وخارجياً، وبما يعود بالنفع على الاقتصادين جاءت مشاركة دولة الإمارات في 2 مايو 2016 ببعثة تجارية واستثمارية ضمن وفد بـ 50 شخصاً برئاسة وزير الاقتصاد معالي المهندس سلطان المنصوري للمشاركة في المنتدى الاقتصادي القطري الإماراتي في الدوحة، كما ترأس سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني في فبراير 2016 وفد قطر المشارك في المنتدى الاقتصادي الإماراتي القطري في دورته الثانية في الإمارات. مذكرات تفاهم ونوّه بتوقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرفة تجارة وصناعة قطر، وكذلك التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس لرجال الأعمال بين الإمارات وقطر، خصوصاً في ظل وجود عدد من الشركات والبنوك العاملة في كلا البلدين. وفي مجال البورصات وأسواق الأوراق المالية هناك تعاون بين البلدين لتطوير الأنظمة وتسهيل عملية السماح لمواطني البلدين للاستثمار في أسهم الشركات المدرجة في أسواقها. التبادل التجاري وحول حجم التبادل التجاري قال سعادة السفير الإماراتي إنه بلغ أكثر من 26.1 مليار درهم خلال عام 2015 (نحو 7.150 مليار دولار)، كما أن الإمارات تعتبر الشريك التجاري الخامس لدولة قطر. اتفاقيات الطيران وقال السفير بن نصرة إنه بعد مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين منذ عام 2008 لزيادة عدد الرحلات الجويّة، جاءت اتفاقية خدمات النقل الجوي بين الإمارات وقطر والتي جرى التوقيع عليها بصورتها النهائيّة خلال هذا العام (يونيو 2016) في الدوحة، لتؤكد الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات الثنائيّة والارتقاء بها، وبالتحديد في مجال النقل الجوي، لا سيما أن قطاع الطيران في الإمارات وقطر من أكبر قطاعات الطيران نمواً على مستوى المنطقة والعالم وهذه الاتفاقية تساهم في استدامة هذا النمو. الرحلات الجوية ونوّه سعادته بأن مجموع عدد الرحلات بين البلدين بلغ هذا العام 379 رحلة أسبوعياً عبر مختلف ناقلات الطيران الإماراتية (179) رحلة والخطوط الجوية القطرية (200) رحلة كما زاد عدد الزوّار الإماراتيين إلى قطر على 117 ألف زائر في عام 2015، وفي المقابل بلغ عدد الزوّار القطريين إلى دولة الإمارات خلال الفترة من يناير 2015 إلى مارس 2016 نحو 231 ألف زائر قطري. علاقات متنوّعة وأكد سعادة السفير صالح محمد بن نصرة أن وشائج العلاقات الثنائيّة بين البلدين تمتدّ لتشمل أيضاً كافة الجوانب الثقافيّة والتربويّة والرياضيّة والعلميّة وغيرها من المجالات بهدف تنسيق الجهود وتبادل الخبرات والمعارف لتحقيق التقارب المنشود. وتابع: إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر الشقيقة تؤكد عمق الروابط التاريخيّة المشتركة بين البلدين وتجسّد كل معاني الأخوة والمحبة القائمة على التعاون والتفاهم وستبقى كذلك انطلاقاً من المصير الواحد الذي يجمع الشعبين الشقيقين.
مشاركة :