عندما أقدم الملك سلمان على عاصفة الحزم لم يستغرب ذلك من عرفه.. وعلى الرغم من أن تلك الخطوة كانت عظيمة وجبارة، إلا أنها في نفس الوقت كانت سريعة مفاجئة ومذهلة. وقد قدر العسكريون أن عاصفة الحزم حسمت الحرب خلال ساعات قليلة من بدايتها. لقد كانت وقفة تلاحم مع الاشقاء في اليمن، حيث إنها انقذتهم من التغلغل الفارسي الذي كان يهلل بأنه قد استولى على العاصمة العربية الرابعة بعد بغداد ودمشق وبيروت. إن شعب اليمن لما تربطه بالمملكة من محبة وتاريخ وحسن جوار لا ينسى لرائد الحزم انقاذه من الامبراطورية البغيضة الفارسية التي بدأت تخطط لتحويل ديانة الشعب اليمني وعروبته الاصيلة الى خليلة ايرانية واستعمار بغيض. إن تاريخ خادم الحرمين الشريفين يشهد له، حيث إنه منذ ان توليه إمارة الرياض أصبح المرجع في القيادة والحسم في الامور فكان يحترمه ويقدره العدو قبل الصديق وتروى عنه أحداث تاريخية عندما كان يقف الى جانب الحق والعدل ولا يخاف في ذلك لومة لائم. ولم يكن يدير إمارة الرياض لما لها من خصوصية وحساسية وتعقيد من مكتبه في الامارة، بل كان يقوم بزيارات ميدانية عندما يعرف ان الامر يحتاج لذلك ولم يظهر أي وضع مخالف للشرع أو العادات والتقاليد الا وسلمان كان له بالمرصاد حتى خاف المتربصون من يقظة سلمان وبأسه. قليلا ما يجمع أي قائد أو زعيم خصال سلمان في العقل والتدبير والشجاعة والمحبة ورعاية المواطنين والمقيمين ومنها اخلاص سلمان الذي ميزه وشهد له عندما وقف الى جانب أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- اثناء مرضه فقد ترك سلمان أهله ومصالحه ليعيش في المهجر الى جانب شقيقه خلال مرضه. وبقدر ما ان سلمان كان رائد التاريخ والاحداث الا انه المفكر المدبر لمستقبل الاجيال، لقد دهش العالم وبالاخص الاقتصاديين ورجال المال والاعمال لمبادرته ورؤيته لمستقبل المملكة من خلال رؤية 2030 وهي التي سوف تضمن للاجيال القادمة عيشة كريمة لم تعد معتمدة على مصدر رزق واحد هو البترول، وانما تنويع اقتصاد المملكة ما يضمن اقتصادا دائما متينا يضاهي اكبر الدول المتقدمة. لقد وقف العالم تحية تقدير واندهاش لمستقبل المملكة من خلال خطة رؤية 2030 حتى ان كثيرا من الدول رأت في ذلك نموذجا يقتدى به لضمان مستقبل شعوبهم. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين لتحقيق آمال ومستقبل الاجيال.
مشاركة :