رام الله/ مراسلون/ الأناضول يُعقد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وأعلنت الحركة، الخميس الماضي، عن وصول غالبية أعضاء المؤتمر، البالغ عددهم نحو 1400 شخص، إلى رام الله، مؤكدا اكتمال النصاب اللازم لعقد المؤتمر. ويمثل المشاركون الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات (خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة)، والقطاعات الحركية والأطر التنظيمية للحركة. ومن المقرر خلال المؤتمر انتخاب قيادة جديدة للحركة، والممثلة في اللجنة المركزية (أعلى هيئة قيادية)، والمجلس الثوري (اللجنة التشريعية للحركة). وستبدأ أعمال المؤتمر، بكلمة يلقيها زعيم الحركة، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وتستمر جلسات المؤتمر خمسة أيام، يتم خلالها استعراض تقارير اللجنة المركزية بشأن أنشطة الحركة خلال الفترة الماضية، ومناقشة البرنامج السياسي المقترح. ويُعقد مؤتمر فتح بمشاركة ضيوف يمثلون دولا وأحزابا فلسطينية وعربية وأجنبية. وتشارك حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، اللتان تعدان من أبرز الخصوم السياسيين لحركة فتح، في هذا المؤتمر، بعد أن قبلتا دعوة وجهتها الحركة إليهما. وربما يتم لأول مرة في تاريخ الحركة، انتخاب نائب للرئيس. ومن المتوقع أن تخلو قيادة فتح المنتخبة من القيادي المفصول، محمد دحلان، وأنصاره، حيث لم يتم دعوتهم للمشاركة في المؤتمر. وقال مراقبون سياسيون فلسطينيون، لوكالة الأناضول في وقت سابق، إن الرئيس عباس يسعى من وراء انعقاد مؤتمر الحركة السابع إلى إقصاء القيادي المفصول دحلان، وأنصاره من الحركة. وبحسب مواقع إعلامية إلكترونية مقربة من دحلان، فإن منظمي المؤتمر، لم يدعوا كوادر الحركة، المقربين منه للحضور، وهو ما يعني أن الهيئات القيادية المنتخبة ستكون خالية منهم. ويسود خلاف حاد بين عباس ودحلان، الذي فُصل من حركة فتح في يونيو/حزيران 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة، وجهت إليه تهما بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته. وكان دحلان يتمتع بنفوذ قوي في غزة، قبل سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007. ويقيم دحلان في الإمارات العربية المتحدة، ويقول مقربون منه إنه يتمتع بدعم دول ما يعرف بالرباعية العربية، وهي: مصر والسعودية والإمارات والأردن. وتضغط الرباعية العربية، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة، على الرئيس الفلسطيني بهدف إعادة دحلان إلى حركة فتح، وهو ما يرفضه عباس بشدة. وفي أكثر من مناسبة، انتقد دحلان الرئيس عباس ودعاه إلى التنحي. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، سلطان أبو العينين، نفى في تصريح سابق لوكالة الأناضول، وجود أي علاقة بين عقد مؤتمر الحركة وبين دحلان، قائلا إن "المؤتمر لن ينشغل بقضية دحلان، لقد فُصل (من الحركة) وانتهى الأمر". وعُقد المؤتمر الأول لحركة فتح في العاصمة السورية دمشق أواخر عام 1964، وخلاله تم تحديد الأول من يناير/ كانون الثاني 1965، موعدا لانطلاق الحركة. وفي عام 1968، عقدت حركة فتح مؤتمرها الثاني في دمشق، وانتخبت لجنة مركزية جديدة مكونة من 10 أعضاء، بالإضافة إلى تشكيل مجلس ثوري. وفي سبتمبر/ أيلول 1972، عقدت فتح مؤتمرها الثالث في دمشق أيضا، وأٌقر خلاله لأول مرة عضوية العرب غير الفلسطينيين في الحركة. ونُظم المؤتمر الرابع في مايو/أيار 1980، في دمشق، وأُقر خلاله التحالف مع الاتحاد السوفيتي السابق (1922- 1991)، كحليف استراتيجي. أما المؤتمر الخامس لفتح، فعقد عام 1988 في العاصمة التونسية تونس، بحضور 1000عضو، وفيه تم توسيع عضوية اللجنة المركزية. وفي عام 2009، عقدت الحركة مؤتمرها السادس، لأول مرة على أرض فلسطين، في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية. ويتزعم الرئيس عباس الحركة حاليا، ويتوقع أن يتم تجديد انتخابه رئيسا لفتح خلال مؤتمرها السابع. وكان عضو اللجنة المركزية للحركة، محمد اشتية، صرح للأناضول في وقت سابق بأن أعضاء الحركة يجمعون على بقاء الرئيس عباس رئيسا لها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :