واشنطن (أ ف ب) - اظهرت دراسة ان اضطرابات تصيب نظر ثلاثة ارباع رواد الفضاء الذين يقيمون لفترات طويلة في الفضاء بسبب التغير في ضغط السائل الدماغي الشوكي الناجم عن الجاذبية الصغرى. ففي العقد الاخير ومع بقاء عدد متزايد من الطواقم لاشهر عدة في محطة الفضاء الدولية، بدأ اطباء وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) يلاحظون اضطرابات في النظر لدى رواد الفضاء الذين يبقون لفترة طويلة في المدار. وكان الرواد يعانون من تشوش في النظر فيما اظهرت فحوصات معمقة عدة تغيرات بنيوية من بينها تسطح مقلة العين والتهاب في اطراف الاوتار البصرية. وهذه الاعراض المعروفة باسم "اضطراب النظر الناجم عن تغير في الضغط داخل الجمجمة" كانت موضع عرض خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية الشمالية للتصوير بالاشعة المنعقد خلال الاسبوع الحالي في شيكاغو في ولاية ايلينوي (شمال الولايات المتحدة). وكان العلماء يظنون في البداية ان مشاكل النظر هذه ناجمة عن الطريقة التي يسري فيها الدم في الجسم في ظل الجاذبية الصغرى مع التركز خصوصا في الرأس على ما اوضح نوام البيرين استاذ التصوير بالاشعة والهندسة الطبية الحيوية في كلية الطب في جامعة ميامي (فلوريدا) وهو المعد الرئيسي للدراسة. ولاغراض هذه الدراسة قارنوا صور بالسكانر لدماغ سبعة رواد امضوا اشهرا عدة في محطة الفضاء الدولية، بتسعة رواد اخرين كانت اقامتهم قصيرة. فتبين لهم ان الرواد الذين اقاموا لفترة طويلة لديهم كمية اكبر من من السائل الدماغي الشوكي في الدماغ. ويحمي هذا السائل الدماغ والنخاع الشوكي وينقل المغذيات ويسحب المخلفات. وعلى الارض يسمح هذا السائل بتكيف الجسم مع وضعيات مختلفة من وقوف وجلوس واستلقاء. الا انه في ظل انعدام الجاذبية تتعرض هذه الالية "للاضطراب بسبب غياب تقلبات الضغط بحسب وضعيات الجسم المختلفة" على ما اوضح البيرين مشددا على انها المرة الاولى التي يقام فيها رابط كمي مباشر بين ضغط السائل الشوكي النخاعي والاضطرابات في النظر. وتجري النمسا ابحاثا لايجاد علاج لهذه المشكلة تحضيرا للمهمات المأهولة الطويلة جدا الى الفضاء ولا سيما ارسال رواد باتجاه المريخ بحدود العام 2030. وقال رائد الفضاء المتقاعد في وكالة ناسا كلايتن اندرسن انه لم يواجه مشاكل في النظر بعدما امضى خمسة اشهر في المدار العام 2007. واظهرت ابحاث اجرتها وكالة الفضاء الاميركية ان بروتينة ينتجها الجسم سمحت بمنع الاضطرابات في السائل الشوكي النخاعي على ما اوضح رائد الفضاء السابق.
مشاركة :