......        المواطن الرياض منذ وقت مبكر ونشمي الجاسر يتردد على محال الاتصالات مع أقاربه الذين كانوا يعملون في هذا القطاع، وهو ما أغرى نشمي بالدخول لأنه أحب العمل في هذه الصنعة، وأراد أن يجعلها مصدر دخله، وهو ما تحقق له قبل عام ونصف. وقال نشمي عن نفسه: بعد أن رافقت العديد من أقاربي في محالهم، ورأيت التعاملات اليومية التي تتم مع الزبائن والعملاء، تملكتني رغبة في أن أحذو حذوهم، لأني أحببت الأمر ووجدت فيه متعة لي، فقررت الدخول في هذا المجال بائعًا للجوالات ومستلزماتها بادئ الأمر، وهو شيء استمتعت به من الوهلة الأولى لا أزال كذلك حتى اليوم. وأضاف الجاسر: كان لدينا فني صيانة من الجنسية الهندية، وكان متمكنًا من عمله بشكل كبير، وكنت أراقب عمله في اللحظات التي لا يكون فيها زبائن لدى المحل، وأشاهد كيف يقوم بتغيير الشاشات والقطع الأخرى، ما دفع بذلك الفني إلى تعليمي شيئًا فشيئًا نظير ما رآه مني من شغف لمهنته، ولله الحمد تمكنت من تعلم الصيانة، وبعد سفره بشكل نهائي إلى بلده وأسرته، أصبحت أنا من أقوم بأعمال الصيانة في المحل بشكل كامل. ووصف المهندس والبائع نشمي عمله في محله الخاص به بأنه أفضل وسيلة لكسب الرزق من وجهة نظره، خاصة أنه يستمتع بكل تفاصيل عمله وبشكل يومي، ولا يوجد من يتحكم به حال تأخره في فتح محله، خاصة أن الكثير من الشباب السعودي لا يحب الارتباط في منشآت القطاع الخاص بسبب هذا التحكم، لذلك فإنه يعتبر توجه الشباب إلى التجارة خاصة في قطاع الاتصالات هو الأنسب لهم، مشيرًا إلى أن صاحب العمل هو من يحدد حجم أرباحه والذي يرتبط بحجم اهتمامه بعمله وتجارته، وبطبيعة الحال فإنه إذا ما قل اهتمامه بمحله فإن العوائد المادية ستكون قليلة. وأشار نشمي الذي يدرس البكالوريوس في تخصص العلوم الإدارية بنظام الانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إلى أنه عانى في بداية عمله في الصيانة من عدم ثقة العملاء به كشاب سعودي يعمل في هذا المجال، لكه وبعد قيامه ببعض الإصلاحات الخفيفة والبسيطة لعدد من العملاء، أصبحوا يعودون إليه في الأمور الأكثر صعوبة، وبعد أن شاهدوا جودة العمل أصبحوا ينصحون أصدقاءهم أو أقرباءهم بصيانة أجهزتهم لدي، وهم يفعلون الأمر نفسه إلى أن اشتهرت بعملي في هذا المجال ولله الحمد، إضافة إلى التحاقي بدورة في معهد ريادة الأعمال الوطني في تسويق المشاريع الصغيرة، والتي ساعدتني في هذا الأمر واستفدت منها بشكل كبير رغم خبرتي في المجال منذ عام ونصف. وأبدى الجاسر سعادته بقرار وزارة العمل القاضي بقصر العمل في المهن المتعلقة بقطاع الاتصالات على السعوديين والسعوديات، مؤكدًا أنه كان يعاني في بداية عمله من محاربة العمالة الوافدة له كونه كان غريبًا بينهم، إلى جانب أنهم كانوا يتحزبون وينحازون لأبناء جلدتهم، كما أن التعاون بين أصحاب المحال كان منعدمًا، وتحدث الانقسامات والمشاكل بصفة يومية، بسبب نسيان أحدهم سداد قيمة جهاز أخذه من المحل المجاور، أو حتى إحدى قطع المستلزمات التي لا تتجاوز قيمتها خمسة ريالات، أو ربما تأخر في سداد قيمتها بسبب انشغاله بالزبائن لمدة ساعة أو ساعتين، بعكس الحال الراهن بين أصحاب المحال والموظفين السعوديين، الذين يبدون مرونة كبيرة في التعامل والتعاون فيما بينهم، بل إن بعضهم يسأل عن القيمة التي باع بها جاره القطعة التي أخذها منه من أجل أن لا يأخذ ربحه، وربما يطلب منه سعرها بالجملة من أجل ألا يذهب الربح الذي باع فيه تلك القطعة، وهو ما جعل الباعة يشعرون بنوع من الأخوة بين بعضهم البعض. وأكد نشمي الجاسر أن الأرباح التي يحققها الشباب السعوديين من قطاع الاتصالات تعتبر مغرية جدًا، متمنيًا استمرار حملات التفتيش للجهات المعنية بقرار التوطين لحين التأكد من توطين القطاع بشكل كامل، مشددًا على أن السوق في تلك الوقت ستشهد انفتاحًا كبيرًا في جميع نواحيها لمصلحة الشاب السعودي، وتحقيق ما يصبوا إليه من عائد مادي، وفرص وظيفية جيدة للشباب والشابات على حد سواء.
مشاركة :