كل الوطن- واس :انطلقت مساء اليوم فعاليات اللقاء الوطني التعايش المجتمعي وأثره في تعزيز اللحمة الوطنية، الذي ينظّمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني , بمقر المركز في الرياض، ويستمر حتى يوم الخميس المقبل، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي والفضيلة والعلماء والمسئولين ونخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين. وافتتح اللقاء بآيات من القرآن الكريم , ثم ألقى معالي رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق كلمة تناول فيها أبرز أهداف اللقاء الوطني , وأهمية التعايش والتأصيل الشرعي له من الكتاب والسنة، وأهميته في الحفاظ على المجتمعات، مشيراً إلى أن الحوار من أجل الوطن هو من أجل البقاء والحفاظ على المكتسبات الوطنية. وأشار معاليه إلى الجهود الخيرة التي يبذلها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في سبيل إشاعة ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال والتعايش والانسجام بين جميع المكونات الفكرية للمجتمع. وقال : نحمد الله تعالى أن جميع الأطياف الفكرية في المجتمع تدين بالإسلام وتحكّم الكتاب والسنة وتلك هي الثوابت التي تجتمع عليها فئات المجتمع، مستشهداً بقوله تعالى واعتصموا بحل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا . وأكد أن الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي أمر يؤكده الشرع الحنيف لأنه مصدر استتباب الأمن وانتشار العلم ونمو الاقتصاد وهو دائماً يؤكد على المحبة وصفاء القلوب وأنها من مكونات الإيمان الصادق وأن كل واحد منا يحب لنفسه أن يعيش في أمن مستتب وفي رغد من العيش وفي بيئة تتوفر فيها وسائل الصحة العامة، ومدارس التعليم المختلفة، وتلك تتطلب بيئة متحابة متعايشة تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتسعى لمكافحة أسباب الفرقة والاختلاف والوقوف بحزم في وجه ما يهدد الوحدة الوطنية ويخرق السفينة المجتمعية. وأوضح معالي رئيس مجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، أن اللقاء يهدف للحوار والبحث حول عدد من الموضوعات منها : الأسس الشرعية والاجتماعية للتعايش المجتمعي، وإبراز نماذج رائدة في التعايش على المستويين المحلي والعالمي، وبحث سبل وآليات تعزيز التعايش، وتحديد المعوقات والتحديات التي قد تواجه التعايش المجتمعي في المملكة، وإبراز دور العلماء والدعاة والإعلاميين والمثقفين والأدباء في تعزيز التعايش. من جهته استعرض معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، في كلمته , جهود المركز خلال الأعوام الماضية، لتعزيز المشاركة المجتمعية في وضع الرؤى الوطنية حول القضايا التي يطرحها المركز، مبيناً أن المركز استطاع خلال الأعوام الماضية من إيجاد خارطة فكرية لتعزيز المشاركة المجتمعية. وبين بن معمر الجهود التي يبذلها المركز من تأسيسه في تعزيز قيم التلاحم المجتمعي، والجهود التي يبذلها لمساندة الجهود الأمنية في مواجهة ونبذ التطرف والتعصب، والأنشطة والبرامج التي ينفذها لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال والتعايش بين جميع مكونات المجتمع, لافتاً النظر إلى أن مشاركة أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء والمفكرين وكتاب الرأي من مختلف الأطياف الفكرية والثقافية يؤكد حرص أبناء وبنات الوطن على المحافظة على اللحمة الوطنية التي تعلو على أي أهواء أو نزعات شخصية، والحاجة إلى ترسيخ هذه القيم بين فترة وأخرى أصبح من الأهمية بمكان لنوضح الصورة كاملة حيال الأجيال الشابة , وأن الانتماء للوطن يشكل الثوابت الراسخة التي عليهم أن يتمسكوا بها وليرتكز عليها عطاؤها، وحبهم ومساهمتهم في خدمة الدين والوطن. وأشار الأمين العام للمركز إلى أن المسؤولية عظيمة تجاه الدين وولاة الأمر والوطن وتجاه الشباب في ظل التطورات العظيمة التي يشهدها العالم، خصوصاً في مجال شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، سائلا الله أن يوفق الجميع إلى أفضل الرؤى والنتائج من أجل تعزيز اللحمة الوطنية، بما يزيد ثقتنا بالقيم الحوارية التي تحقق التسامح والاعتدال وتنبذ الغلو والتطرف. بعد ذلك شاهد الحضور فيلماً قصيراً بعنوان القاتل الخفي، تناول خطورة التطرف والتعصب على المجتمعات والسلم الأهلي والآثار المدمرة لظاهرة الكراهية في المجتمعات. بعدها ألقى نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد بن سلطان السلطان كلمة بين فيها أن المركز عمل خلال عام كامل لوضع وتحديد أهداف اللقاء، واختيار موضوعاتها، وعقد العديد من اللقاءات والاجتماعات لكي يتم عقد اللقاء، الذي يتناول موضوع التعايش المجتمعي، وهو من الموضوعات التي يوليها المركز أهمية خاصة. وأفاد أن اللقاء سيشهد عقد 8 جلسات مخصصة على مدى ثلاثة أيام، يشارك فيها أكثر من 34 متحدثًا ومتحدثة يطرحون 27 ورقة عمل تثري موضوعات اللقاء, إضافة إلى ثلاث ورش عمل مخصصة للأئمة والخطباء والمعلمين والإعلاميين بواقع (12) ساعة تدريبية، تستهدف (105) أشخاص من بينهم 45 سيدة، وذلك لبناء مبادرات مجتمعية بإتباع عدد من الخطوات الإجرائية العلمية في التخطيط للمبادرات وبنائها عبر نموذج علمي لتحقيق التعايش المجتمعي، ووضع خطط لهذه المبادرات وآليات لتنفيذها. وبين السلطان أن اللقاء يصاحبه عددا من الفعاليات الشبابية الهادفة إلى إبراز دور الشباب في تدعيم التعايش المجتمعي، وتتكون الفعاليات من ورش عمل لصنع المبادرات الشبابية بعنوان (تطوعنا..تعايش)، وكذلك عرض لتجارب مبتعثين وشباب وإعلاميين، وأيضًا برنامج سفير للحوار الحضاري الذي يتضمن لقاءات لشباب سعوديين مع نظرائهم من جنسيات مختلفة. ومعرض فني مصغّر يعنى بنشر مفهوم التعايش بأسلوب بسيط من خلال مواهب الشباب في الفنون المختلفة. ولفت نائب الأمين العام للمركز النظر إلى أن الفعاليات ستشهد عرضًا للتجارب الشبابية من خلال (5) منصات وهي: منصة لعرض تجارب المبتعثين، ومنصة لعرض تجارب التطوع والتعايش، ومنصة أفلام مسابقة (حواركم)، ومنصة لعرض تجربة برنامج (حول المملكة)، ومنصة لعرض تجارب الجمهور, مقدماً شكره للمشاركين في الجلسات ولمن حضروا ورش العمل والبرامج الشبابية المصاحبة للقاء، وللجهات الحكومية والأهلية المشاركة في المعرض المصاحب.
مشاركة :