عواصم - وكالات - مع استمرار تدهور الوضع الإنساني في أحياء حلب المحاصرة في شكل غير مسبوق ومع نزوح آلاف المدنيين ونفاد مخزونات الغذاء والوقود، وسط زحف قوات النظام السوري باتجاه ما تبقى بيد المعارضة المسلحة التي أفادت بسقوط عشرات القتلى والجرحى صباح امس، في قصف جوي على أحياء حلب الشرقية، طلبت فرنسا عقد اجتماع لمجلس الامن «فورا» ازاء «الكارثة الانسانية» في حلب، في حين أعلن مسؤول رفيع المستوى في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للحكومة السورية، إن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا للعملية بعد تحقيق مكاسب كبيرة في الأيام الماضية. غير أن المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أشار إلى أن المرحلة التالية من حملة حلب قد تكون أشد صعوبة مع سعي الجيش وحلفائه للسيطرة على مناطق أكثر كثافة سكانية بالمدينة. من ناحية أخرى، كشفت وسائل إعلام سورية رسمية امس، سلسلة تسويات تهدف إلى خروج مقاتلي المعارضة من عدة مدن وبلدات في ريف دمشق إلى شمال سورية. وأعلنت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) ان عمليات المصالحة والتسوية قطعت مراحل «متقدمة» في العديد من البلدات والقرى في ريف دمشق وشملت بلدات خان الشيح وزاكية وكناكر والكسوة والحسينية والطيبة والمقيليبة ومرانة ومزارع دروشا في ريف دمشق الغربي والجنوبي. وأضافت ان الأيام القليلة الماضية شهدت تقدما «ملحوظا» في إنجاز مصالحات محلية في هذه البلدات والقرى بهدف إخلائها من السلاح والمسلحين وتسوية أوضاع البعض وفقا لمرسوم العفو العام تمهيدا لعودة جميع مؤسسات الدولة إليها. الى ذلك، ذكر مصدر اعلامي في المعارضة، إن 35 قتيلاً على الأقل وأكثر من 50 جريحاً سقطوا في قصف جوي على تجمع للنازحين في حيي باب النيرب في حلب الشرقية. أضاف أن عشرات المدنيين سقطوا ايضاً قتلى وجرحى في قصف لطيران الحربي على حيي الراشدين وسوق الجبس في المدينة، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية و«وحدات حماية الشعب الكردي» من جهة ومسلحي المعارضة من جهة اخرى في حييّ بستان الباشا والهلك، في حين شنت طائرة مجهولة المصدر غارة جوية استهدفت بلدة ريتان في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة النظام. من جانبها أكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري إن «الجيش السوري يحرز تقدماً في محور جمعية الزهراء غرب حلب، ويسيطر على عدة كتل من الابنية وأن طائرات روسية وسورية تستهدف بكثافة مواقع المسلحين في المناطق الجنوبية للأحياء الشرقية لحلب». في المقابل، أعلنت مصادر المعارضة أن «فصائل جيش الفتح تصدت لقوات النظام والميليشيات الموالية لها التي حاولت التقدم نحو المواقع التي لاتزال تسيطر عليها فصائل فتح حلب في حي جمعية الزهراء، حيث دارت معارك عنيفة بين الجانبين تمكنت خلالها فصائل فتح حلب من تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة رغم الدعم الجوي للطائرات الروسية وإجبارها على التراجع نحو مواقعها السابقة». وأكدت أن «أكثر من 17 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين سقطوا في قصف قوات النظام لحي الشعار الذي أصبح جبهة جديدة بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي انسحبت من القسم الشمالي من الأحياء الشرقية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين تمكنت خلالها فصائل المعارضة من صد هجوم قوات النظام على أطراف الحي من جهة دوار الشعار الذي حاولت قوات النظام التسلل إليه من جهة دوار الصاخور الذي سيطرت عليه أخيراً». الى ذلك كشفت مصادر في اعلامية في المعارضة السورية، عن «قيام وحدات حماية الشعب الكردي المسيطرة على حي الشيخ مقصود الى اعدام ثلاثة اشخاص الاثنين من المدنيين الذين نزحوا من أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة،كما تعرض عدد من الفتيات والسيدات لعمليات اغتصاب من قبل عناصر الوحدات الكردية». وفي باريس، طلب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، أمس، عقد اجتماع لمجلس الامن «فورا» ازاء «الكارثة الانسانية» في حلب، من اجل «النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الاغاثة لسكانها». وذكر في بيان «ثمة حاجة ملحة اكثر من اي وقت لتطبيق وقف للاعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الانسانية بدون قيود». وفي بروكسيل، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا،امس، إنه لا يستطيع تحديد مدة صمود شرق مدينة حلب السورية مع استمرار القتال المستعر هناك. وأعلن دي ميستورا أمام البرلمان الأوروبي، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتعمل قوات الحكومة السورية والقوات الموالية لها حاليا على اقتحامها «بوضوح لا يمكنني أن أنكر... هذا تصعيد عسكري ولا يمكنني أن أحدد لكم إلى متى سيظل شرق حلب باقيا».
مشاركة :