«أحبك بلادي يا أغلى البلاد.. يا نبض الأحبة وكل الوداد» بصدى هذه العبارة وجد القادمون إلى دبي، صباح أمس، صوت الفنان الإماراتي حسين الجسمي متردداً صداه في أرجاء قاعات الوصول، بصحبة أصوات طفولية غضة في الاحتفال الرسمي لـ«مطارات دبي» بالذكرى الـ45 لتأسيس الاتحاد. كل الأوقات لأغلى الأوطان قال الفنان حسين الجسمي، الذي قدم إلى مطار دبي في الصباح الباكر لغناء «أحبك بلادي»: «لا يوجد وقت محدد للغناء للوطن، فكل الأوقات تُمنح طواعية لأغلى الأوطان.. الإمارات». وتوقف سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، والفنان حسين الجسمي، على مقتنيات «القرية التراثية» التي أنجزها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، لتكون بمثابة واجهة تحتفي بخصوصية الموروث المحلي، في أحد أحدث المطارات الدولية على مستوى العالم، قبل أن يختتم الحدث بفرصة لبعض من تصادف وجودهم من المسافرين لالتقاط صور للذكرى، خصوصاً «سيلفي» مع الجسمي. وقبل التاسعة صباحاً كان الجسمي، صاحب الأغنية الشهيرة «6 الصبح»، حاضراً الى المبنى رقم 3 الذي تزيّن كل ركن فيه بألوان العلم الإماراتي، وانتشرت في أرجائه مفردات من مقتنيات «قرية تراثية»، هي نتاج اتفاق شراكة تم توقيعه بين «مطارات دبي»، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي أقام أيضاً معرضاً فنياً للوحات تستعيد جانباً من ألق الموروث المحلي، عبر التصوير والرسم. وقال الجسمي لـ«الإمارات اليوم»: «يظل الغناء في عشق الإمارات هو المنصة الأهم، والأولى لكل فنان إماراتي، وهي منصة تظل إضافة ورصيداً، لا يدانيه ولا يعوضه أي منبر آخر». وتابع: «هنا في واحدة من أهم واجهات الإمارات، مطار دبي، يبقى للغناء للوطن ملمح آخر، ليصل لسان حال كل الإماراتيين: (أحبك بلادي يا أغلى البلاد) إلى الجميع، ويسمعه القاصي والداني، ليعلم أن هنا شعباً يزهو باتحاده». وحول تقديم «أحبك بلادي» في وقت مبكر جداً من صباح أمس، ما استدعى تجهيزاً وإعداداً ربما بدأ منذ السابعة صباحاً، قال الجسمي: «لا وقت محدد للغناء للوطن، كما أنه لا وقت محدد لأي عطاء غالٍ ونفيس للوطن، وكل ما يمكن أن يقدم، يظل رمزاً لا يوازي حقيقة الغبطة والاعتزاز والفخر الذي يتملكنا جميعاً بهذه الذكرى الميمونة، التي يهب أريجها كل عام، فتعم نسماتها ربوع الوطن». وتفاعل كورال أطفال الإمارات على نحو مبهر مع أداء الجسمي، الذي توجه الى مجموعاتهم التي توزعت على مسرح الحدث، راسمة لوحة فنية بديعة، مداعباً لهم، ومحيّيهم على أدائهم الناجح، وهو المشهد الذي أعقبه العديد من الفقرات الأخرى، التي تابعها الجسمي حتى النهاية. وجاءت القرية التراثية التي أشرف على إنجازها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بمثابة أيقونة أخرى للاحتفال، حيث تضمنت لوحات من البيئة التراثية الإماراتية بأنماطها المختلفة، في حين استوعب معرض الصور صفحات مشرقة من تاريخ وماضي الإمارات. وضمن إطار الاحتفال باليوم الوطني، قام سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي، بوضع آخر نواة لحبة تمر اكتمل بها بناء أكبر مجسم لمبنى مطار في العالم من حبات نواة التمر من صنع الفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج، ما أهّل هذه القطعة الفنية لدخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي، أن «دولة الإمارات استطاعت بفضل الاتحاد وبفضل رؤية قيادتها الحكيمة، قهر الصعوبات وإطلاق أكبر ورشة تنمية عرفتها البشرية على مدى 45 عاماً الماضية»، وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد في كلمته: «بمناسبة مرور 45 عاماً على إنشاء الاتحاد، أبارك لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، هذه المناسبة الغالية، راجياً المولى عز وجل أن يمنح سموّهم موفور الصحة والعافية والسداد، وأن يعيد هذه المناسبة على الإمارات باليمن والبركات والازدهار». وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك: «تبعاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لحفظ وتوثيق تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ورفده بالدراسات والبحوث ونشر الوعي حوله وتناقله بين الأجيال من خلال مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، فمن هذا المنطلق، أبرم المركز اتفاقيات عدة للتعاون مع كبرى المؤسسات والجامعات في الدولة، وكان لنا الشرف في توقيع مذكرة تفاهم مع مطارات دبي». وجهان من «الأولى» أطل في مطار دبي، صباح أمس، للمشاركة في احتفالات «مطارات دبي» بالذكرى الـ45 لليوم الوطني، وجهان من إذاعة الأولى، التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أحدهما له إطلالة تلفزيونية حاضرة عبر مركز أخبار تلفزيون دبي، وهي المذيعة سماح العبار، التي كانت عريفة الحفل، والآخر مسلم العامري، الذي يقدم برنامج «الميدان». إلى «غينيس» مجدداً جددت «مطارات دبي» موعدها مع موسوعة غينيس للأرقام القياسية للمرة الثانية، ولكن هذه المرة عبر بوابة الفنون من خلال أكبر مجسم لمبنى مطار في العالم من حبات نواة التمر من صنع الفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج. وقبيل الإعلان الرسمي من قبل ممثل الموسوعة قام سمو الشيخ أحمد بن سعيد، بوضع آخر نواة لحبة تمر اكتمل بها المشهد الفني للوحة.
مشاركة :