أكدت عدة مدن أميركية رفضها تطبيق سياسة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الخاصة باللاجئين والمهاجرين، وتعهد عمد لوس أنجلوس، وسان فرانسسكو، ونيويورك، وبوسطن، وشيكاغو، التي يكثر فيها المهاجرون غير الشرعيين، باتخاذ كل الإجراءات لتقليل الترحيل الواسع للمهاجرين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن تلك المدن أعلنت تفعيل سياساتها المحلية من أجل تقييد التنفيذ المحلي لقوانين الهجرة، ولن يتعاونوا إلا في أضيق الحدود مع أجهزة الهجرة الفيدرالية لترحيل المهاجرين غير النظاميين. وصرح عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بأن مدينته ستظل على الدوام ملاذا للمهاجرين، كما تعهد عمدة لوس أنجلوس إريك غارسيتي، التي يمثل المهاجرون نصف مجموع سكانها، بأنه سيواجه خطط ترامب الخاصة بالمهاجرين. ثمن مناهضة ترامب بعد تصريحات العمد الأميركيين المناهضة لسياسة ترامب تجاه المهاجرين، يرى مراقبون أن الثمن الذي سيدفعونه مقابل سياستهم تلك، هو فقدان مدنهم لملايين الدولارات التي تأتي على شكل مساعدات اتحادية، للإنفاق على خطط مكافحة الجريمة، وإدارة مساكن المشردين وغيرها، ويظهر ذلك جليا في تصريحات ترامب الأخيرة التي أعلن فيها أنه سيوقف كل أشكال الدعم الفيدرالي للمدن التي لا تتعاون مع الأجهزة المحلية في تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك. في حين يرى محللون أن المسؤولين المحليين لا يستطيعون مقاومة سياسات الحكومة الفيدرالية، وأن ترامب قد يذهب إلى أبعد من وقف الدعم الفيدرالي، ويلجأ إلى القضاء لمحاكمة مسؤولي تلك المدن. سياسة لي الذراع أشار مدير معهد سياسات الهجرة بمدرسة نيويورك للقانون، مظفر شيشتي، إلى أن المدن الأميركية لا تملك أي سلطة لكي تعطي للناس حقوقها، إلا أن لديها الكثير من سلطة المقاومة للسياسات الفيدرالية، وهذا هو أكثر ما يرتكز عليه الحكام المحليون، مضيفا "كثير من المهاجرين الذين وصلوا الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، اندمجوا في المجتمع وأصبحوا في حكم المواطنين". يذكر أن مقاومة الخطط الاتحادية لترحيل المهاجرين لها مناسبات سابقة، حيث نشأت حركة في عهد الرئيس الأسبق، رونالد ريجان، في الثمانينات، سميت بـ "حركة الملاذ"، كانت تحث الكنائس والأديرة على فتح أبوابها لإيواء المهاجرين. وخلص التقرير إلى أن مدينة أوكلاند على سبيل المثال، يتوقع أن تفقد نحو 140 مليون دولار من الدعم الاتحادي لمساكن المشردين ووجبات الطعام للمسنين، والبرامج منخفضة التكلفة للتعليم قبل المدرسي، في وقت يبلغ فيه عدد المهاجرين غير النظاميين في كامل ولايات ومدن الولايات المتحدة نحو 11 مليونا، بينهم 2.3 مليون مهاجر بولاية كاليفورنيا وحدها.
مشاركة :