5 حكايات غريبة يرويها جنودٌ عائدون من الموت

  • 11/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحرب، ذلك الصراع العنيف الذي يدور بين قوتين، وترغب فيه كل منهما الانتصار على الأخرى، وفرض سيطرتها، دون أدنى اهتمام بالأرواح الكثيرة التي ستذهب في تلك الرحلة البغيضة، سواء من الذين اشتركوا بها، أو عايشوها بشكل أو بآخر. وبعد كل حرب يكون هناك مُختفين، وحين تمر الأعوام ولا يظهرون تعتبرهم الدولة شهداء أو ضحايا حرب، لتبدأ عائلاتهم في إكمال حياتها دونهم، إلا أنه في بعض الحالات الفريدة بعد أن يتجاوز أهل الضحايا المأساة، ويُدركهم التناسي، يعود ذويهم للظهور على قيد الحياة دون مقدمات، وفي هذا التقرير سنستعرض معًا بعض هذه الحالات. 1- ماتيو سابوغ: الرجل الذي عاود الظهور بعد 26 عامًا في عام 1970 كان الرقيب "" يستعد للعودة من فيتنام إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ كان من المفترض أن يتوجه من مدينة "سايغون" إلى مدينة "فورت براغ" بولاية "نورث كارولينا"، إلا أنه لم يظهر هناك أبدًا، والغريب أن الجيش لم يعلم باختفاءه إلا بعد أن أرسل لهم أخوه "كينيث" في عام 1973 يسألهم عن مكانه. في البداية تم الاعتقاد بأن "سابوغ" قد هرب من التجنيد، ولكن بعد إرسال "كينيث" خطاب آخر يُكرر فيه تساؤلاته، قرر الجيش اعتباره أحد ضحايا الحرب وإعلان وفاته رسميًا في عام 1979. وبعد أكثر من 20 عامًا، وتحديدًا في 1996 ظهر "سابوغ" فجأة حيًا من العَدَم، ليتضح أنه قد رحل عن الجيش بالفعل، واتجه للعيش مع امرأة ما من ولاية "كاليفورنيا"، وبعد وفاتها قام بتقديم طلبًا للضمان الاجتماعي مُعلنًا عن هويته الحقيقية، ولأنه كان مازال على ذمة الجيش كجندي لم يَنهِ خدمته بشكل رسمي، أصبح "سابوغ" الجندي الأقدم بالجيش، إذا استكمل خدمته لفترة عاد بعدها لأسرته، قبل أن يموت بولاية "هاواي" في عام 2007. 2- باخريدين خاكيموف: جندي روسي يعتنق الإسلام لم يكن الصراع بين الاتحاد السوفيتي وأفغانستان هينًا على الإطلاق، إذ نتج عنه الكثير من إراقة الدماء، ولحُسن الحظ انتهى هذا الصراع عام 1988، وكان أحد ضحاياه "" أحد الجنود الروسيين، والذي اعُتقد أنه ميتًا بعد إصابته بجروح خطيرة، واختفاءه ضمن 300 جندي روسي آخرين، مما جعلهم يُعلنون وفاته رسمياً في عام 1980. ولكن ما حدث فعليًا بعد إصابته كان عثور قبيلة أفغانيه عليه، وعالجه أحد الأطباء بالأعشاب، ليبدأ "باخريدين" بعدها في تعلم طب الأعشاب، وممارسته بنفسه، وجاءت بعد ذلك المرحلة الفاصلة باعتناقه الإسلام، وتغيير اسمه لــ"الشيخ عبد الله"، وزواجه بامرأة أفغانية. وفي عام 2013، أي بعد 33 عاماً من إعلان وفاته عثرت عليه لجنة من الجنود الدوليين، وبالرغم من تذكره لعائلته الأصلية، لم يكن باخريدين قادرًا على تحدث الروسية بطلاقة كالسابق، وبالكشف عليه وجدوا أنه بصحة جيدة، ولا يعاني سوى من تشنجات عصبية لا إرادية بسبب الفترة التي قضاها كجندي في الحرب. وقد أعرب باخيردين وقتها عن سعادته بالعثور عليه ورغبته في الذهاب للقاء أفراد أسرته، إذا كان الأمر مُتاحاً له ولن يكون مُحطماً لهم من أثر الصدمة. 3- لي سون-سانغ: رجل واحد وزوجتان الحرب الكورية هي حرب أهلية شُنت في شبه الجزيرة الكورية في عام 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية لتتوسع الحرب بعد ذلك وتنضم إليها الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين، وقد انتهت حين تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953. كان أحد المقاتلين بتلك الحرب وقد أُلقي القبض عليه عام 1953، قبل يومين فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ليقضي الثلاث سنوات ونصف القادمات كأسير حرب، قبل أن يتم إجباره على العمل بمناجم الفحم بكوريا الشمالية. وبالرغم من كل ذلك كان "لي" يتمتع بمعنويات مرتفعة ويحيا على أمل العودة لأسرته مرة أخرى، وهو ما جعل من حوله يقومون بإقناعه بأن زوجته قد توفيت ليقبل بالحياة التي يعيشها، دون تطلعات، وهو ما أدى إلى زواج "لي" بعد فترة من امرأة جديدة، وممارسة حياته الطبيعية. وفي عام 2004، أخبره أحد العاملين بتهريب البشر -من وإلى كوريا الشمالية- بأن زوجته مازالت حية وتعيش بالصين. قرر "لي" العمل ببيع السجائر، ليجمع منها مبلغًا يقدر بـ 150 دولارًا وهو ما كان ثروة وقتها، وترك هذا المبلغ كله لأسرته بكوريا الشمالية، ورحل للعودة لزوجته الأولى التي فوجئت بأنه مازال حيًا إلا أنها سرعان ما تقبلت فكرة رجوعه، وعاشا سويًا، من جديد، أما فيما يخص حياة "لي" بكوريا الشمالية فرفض الحديث عنها، وقرر أيضًا عدم الرجوع إلى هناك مرة أخرى. 4- تيرو ناكامورا: الجندي الذي ظل هائمًا في الأدغال رافضًا تصديق استسلام بلاده كان "" مُجند من تايوان –التابعة وقتها لليابان-، ويخدم بجزيرة "موروتاي" إحدى جزر إندونيسيا، عندما شنت قوات الأعداء هجومًا عليهم في عام 1945، ما جعله هو وزملاءه يختبئون في أدغال "موروتاي"، دون أن يصلهم علم أن اليابان قد أعلنت استسلامها. وبعد جدال بينه وبين الجنود الآخرين، قرر "ناكامورا" الحياة بمفرده، حتى أنه بنى كوخ وعاش على محاصيل زراعية يحصدها، من إمدادات قام بسرقتها من قرية مجاورة، وبالرغم من أن سكان القرية حاولوا إخباره أن اليابان قد استسلمت إلا أنه رفض أن يُصدق، أو يقتنع. وفي عام 1974 وتحديداً في ديسمبر/ كانون الأول تم إعادة "ناكامورا" إلى تايوان حيث الحياة المدنية، وذلك بعد أن ارتدى مجموعة من الجنود الإندونيسيين ملابس الجيش الياباني وتظاهروا بأنهم يقومون بإنقاذه، ليصبح رسميًا آخر جندي ياباني مُتَخَلِّف عن الجيش يعود إلى وطنه. 5- إيشينوسوك أوانو: الجندي الذي رفض العودة لأسرته واختار حياته الجديدة كان "" أحد جنود الجيش الملكي الياباني المتمركزين بجزيرة "ساخالين" بروسيا واختفى عام 1958، وظلت أسرته تعيش على أمل ظهوره، إلى أن يأسوا تمامًا وأعلنوا وفاته عام 2000، ولكن السلطات اليابانية عثرت عليه حيًا بأوكرانيا في عام 2006 أي بعد 48 عامًا من اختفاءه. ورغم أن حياة "أوانو" في الفترة ما بين )1958-1965( يشوبها بعض الغموض، إلا أن المعروف من قصته ذهابه في عام 1965 إلى "كييف" عاصمة أوكرانيا، إذ لم يسمح له الاتحاد السوفيتي بالاتصال بعائلته في اليابان، وهو ما جعله يفقد الأمل في أن يعود لأسرته، ليُقرر بدء صفحة جديدة ويتزوج ويؤسس عائلة، مما أهله للحصول بعد ذلك على الجنسية الأوكرانية. وصُدم المسئولون المعنيون بالبحث عن الجنود اليابانيين المفقودين بالاتحاد السوفيتي، حين عثروا على "أوانو" حياً، وعندما أصبح مسموحًا له بالعودة لأسرته، قام بزيارتهم بالفعل، ورغم أنه كان سعيدًا بعودته إلى أهله ووطنه، إلا أنه سرعان ما قرر العودة إلى أوكرانيا مُصرحًا بأنه قد بنى حياته الخاصة هناك.

مشاركة :