تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" العلاقات التجارية الصينية–الأمريكية؛ مشيرة إلى أن الصين قد تزيد الرسوم الجمركية على فول الصويا وبضائع أخرى تستوردها من الولايات المتحدة. جاء في مقال الصحيفة: أجبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ساسة الصين، صاحبة ثاني أضخم اقتصاد في العالم، على مناقشة الإجراءات التي يجب عليهم اتخاذها إذا ما فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية. فقد أكد الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ خلال حديثه مع ترامب سعيه للتعاون. ولكن إذا ما اختارت واشنطن طريقا آخر، فإن لدى الصين ما ترد به. فقد تضطر إلى وضع حد لنشاط الشبكات التجارية الأمريكية، وتحديد مبيعات "أي فون"، والتوقف عن إرسال الطلاب للدراسة في الولايات المتحدة، وإرسالهم إلى دول أخرى. كما أن الإجراءات الحمائية الأمريكية قد تحول الصين إلى قوة مهيمنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. Reuters Carlos Barria الرئيس الصيني يقول الاستراتيجي الصيني القديم الفيلسوف سون تزو: "يمكنكم قتل ألف عدو، ولكنكم في الوقت نفسه ستخسرون 800 جندي". وجاء هذا القول في رسالته "فن الحرب"، التي بدأت مناقشتها فجأة في بكين، على الرغم من أن الحديث لا يدور عن العمليات الحربية. وتشير وكالة بلومبيرغ إلى أن السياسيين والخبراء يدرسون الأضرار التي ستتحملها الولايات المتحدة إذا نفذ ترامب وعوده في الحملة الانتخابية بشأن الحرب التجارية مع الصين. لقد تخلى ترامب حاليا عن بعض التهديدات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية. لذلك، فإن بكين تأمل أن يكون له موقف واقعي من المنتجات الصينية الموردة إلى الأسواق الأمريكية. ومع ذلك، فقد أعلنت الصين أنها سترد على رفع الرسوم الجمركية على أي بضاعة صينية بالمثل. وبالتالي سيتضرر الاقتصاد الأمريكي. Reuters Mike Segar دونالد ترامب من جانبها، قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصيني فو أون إن الصين تريد تجنب ذلك؛ ولكنه إذا ما حدث فـ "لن يكون من جانب واحد". وأضافت أن "العولمة تبقى اتجاها عالميا. وقد أطلقته الولايات المتحدة، وجنت من وراء ذلك فوائد، والآن لم يعد يعجبكم، فماذا بعد؟ هل لديكم خيارات أفضل"؟ وتشير فو أون إلى وجود اشخاص في الصين سيكونون سعداء إذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية. فمثلا: "لقد حرمنا من مزارع فول الصويا بسبب الاستيراد من الولايات المتحدة. وكنا خلال 10 سنوات نجمع محصولا جيدا من القمح، ومع ذلك لا نزال نستورده من الولايات المتحدة". ووفق معطيات وزارة الزراعة الأمريكية، بلغ حجم مشتريات الصين من القمح الأمريكي خلال السنة الماضية 20.3 مليار دولار. كما أن اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حمائية وتخليها عن مشروع الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، بحسب رأي بعض المحللين في بكين، سيمنح الصين فرصة للعلب دور الزعامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. بيد أن بروفيسور مدرسة الاقتصاد العليا أليكسي بورتانسكي أكد في تصريح للصحيفة أن الزعامة ليست المسألة الرئيسة بالنسبة إلى الصين، بل المصالح الاقتصادية. فالصين تخاف من فرض رسوم جمركية مرتفعة. وأضاف أن "الولايات المتحدة حتى بداية القرن الحالي كانت تنتقد الاتحاد الأوروبي بسبب الحمائية وخاصة في قطاع الزراعة. ولكن ترامب اليوم يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات المكسيكية والصينية. فوفق تقرير مصرف "باركليز" الأخير، إذا زيدت الرسوم الجمركية بنسبة 15 في المئة على المنتجات الصينية و7 في المئة على المنتجات المكسيكية، فإن الولايات المتحدة قد تفقد نصف وتائر النمو الاقتصادي في السنة المقبلة. وبحسب محللين بريطانيين، سينخفض الناتج الإجمالي المحلي العالمي بنسبة 0.7-0.8 في المئة إذا ما نفذ ترامب وعوده". وخلص بورتانسكي إلى القول إنه يجب على أي رئيس للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين الأخذ بالاعتبار دور بلاده في الاقتصاد العالمي والمسؤولية عن ذلك. وإن تجاهل هذه المسألة سوف يؤدي حتما إلى زعزعة الاقتصاد العالمي، ولن تكون الولايات المتحدة استثناء منها.
مشاركة :