إشراق لايف-مرعي عسيري-الرياض التكامل والتضاد بين الأمن والفكر كان أبرز سمات الجلسة العاشرة لمؤتمر الأدباء السعوديين الخامس التي أقيمت بفندق مداريم كراون. ناقشت الجلسة التي ترأسها الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي،خمسة أوراق عمل، وقدمت الدكتورة صلوح بنت مصلح السريحي أولى أوراق العمل والتي جاءت بعنوان “دور الأدب في الأمن الفكري” تطرقت فيها إلى الظروف الطارئة التي فرضت مصطلحا حديثاً وهو ” الأمن الفكري” وذلك بعد ظهور الإرهاب والتطرف، وأشارت إلى انتقال مفهوم الأمن من حاضنه الأصيل إلى مجال الثقافة والأدب باعتبارهما محرك فكر الشعوب، كما تناولت الجدل القائم حول مصطلح الأمن الفكري من جانب والفكر من جانب آخر، موضحة العلاقة بين الأدب والأمن الفكري والتعريف بدور الأدب في تحقيق الأمن الفكري من خلال التأثير على فكر المجتمع وتعزيز الهوية والانتماء وتحرير الفكر من التغيب والتبعية. ونوهت بما تواجهه المملكة العربية السعودية من أزمة فكرية ظهرت منذ ثلاثة عقود تقريباً برزت ملامحها من خلال التطرف والإقصاء والقولبة والتنميط لتنتهي بالتكفير والإرهاب، كما نوهت بجهود المملكة في محاربة الفكر المتطرف بطرق عدة منها الحل الأمني الذي ساهم في خفض معدلات العمليات الإرهابية، وتفعيل برنامج المناصحة ليصبحللمفكر وللأديب دور في تحقيق الأمن ومحاربة الفكر الضال بالفكر الواعي، واستعرضت الباحثة بعض الروايات التي استنطقت المسكوتعنه وقاربت رؤاهم الواقع المعاش كرواية “صدفة” لعبده خال ورواية “فتى متطرف” لمحمد العوين ورواية “الإرهابي 20” لعبد الله ثابت،ورواية “ريح الجنة” لتركي الحمد التي صور فيها حياة المنتحرين الباحثين عن الجنة والحور العين كما استعرضت رواية “جانجي” لطاهر أحمد الزهراني، من حيث الغلاف والمحتوى والصورة السوداوية القاتمة لمحتوى الرواية والألوان المستخدمة في الغلاف. وتحدت الدكتور أحمد بن عيسى الهلالي في ورقة حملت عنوان “وعي الشاعر السعودي بالأمن الفكري” أكد فيها على الحضور الثقافي الفاعل للشعر في تأصيل المبادئ السامية والمناداة بقيم “الخير والحق والجمال” مشيراً إلى استجلاء الشاعر السعودي للقضايا الوطنية المختلفة على الصعيد الداخلي والعربي والعالمي واهتمامه بقضية الأمن الفكري، مبرزاً وعي الشاعر السعودي بمفهوم الأمن الفكري وقضايا الأمن الفكري التي ناقشها الشاعر السعودي تجاه الإرهاب والمهددات الثقافية والتي منها مهددات داخلية ومهددات خارجية، ليؤكد أهمية الجانب الثقافي كمكون أساسي للأمة وحمايتها وأن الشاعر السعودي يؤمن بهذا المبدأ. فيما قدمت الدكتورة سمية بنت رومي الرومي ورقة عمل بعنوان ” دور الأدب السعودي في تحقيق الأمن الفكري”، أبرزت من خلالها الدور العظيم للأدب في الحياة الإنسانية ووظيفته العظيمة في غرس القيم الأخلاقية، منوهة بالمهمة التي يضطلع بها الأديب المسلم في تسخير نشاطه لنشر الأمن والطمأنينة لمجتمعه من خلال كلمته الصادقة، كما تناولت القيم الفكرية في الأدب السعودي التي يتحقق من خلالها الأمن الفكري مستشهدة بعدد من الشعراء كالشاعر عبد الرحمن العشماويكما تناولت الروايات السعودية التي تعصف بالأمن، مؤكدة على أن حاجتنا للأمن الفكري يعد ضرورة. وقدم الدكتور متعب بن عوض المحفوظ الغامدي ورقة بعنوان “دور الشعر السعودي في تحقيق الأمن الفكري” تطرق فيها إلى تعريف الأمن الفكري مشيراً إلى أن هذا المصطلح له عدة تعريفات ترجع إلى اعتبارات كثيرة منها خلفية الباحث الفكرية والثقافية وزوايا اهتماماته ومقدار خبراته، مشيراً إلى أن خلاصة تلك التعريفات هي أن الأمن هو الحالة التي تتوفر حين لا يقع في البلاد إخلال بالنظام، مشيرا إلى ما حظيت به المملكة العربية السعودية من خطوات واسعة في تعزيز الأمن الفكري. وقال إن الشعراء السعوديين قد أسهموا في تعزيز الأمن الفكري وإبراز هويته العربية والإسلامية أمام الدعوات الهدامة وأنهم شددوا على نبذ العنف والتطرف والإرهاب والمحافظة على مبادئ الدين الحنيف وحث الناشئة على تعلم العلم النافع الذي به تحصن العقول،مستعرضاً بعض نصوص الشعراء مثل الشاعر أحمد غزاوي الذي يشيد بالملك عبد العزيز الذي جمع الناس على عقيدة التوحيد فيقول: بك الله أدنى كل خير ونعمة وقريب أشتات المنى والمطالب وفي قول الشاعر محمد على السنوسي عندما يقول: راية لم تزل بكف سعود أمل العرب في الخطوب الدجية واختتم الدكتور سامي بن غتار الثقفي الجلسة بورقته التي حملت عنوان “تشكيلات عاصفة الحزم في الشعر السعودي” حيث أكد أن عاصفة الحزم تعد من أهم الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”. وقال إن المتتبع لأحداث عاصفة الحزم يلحظ التفاعل معها من أبناء الوطن وأبناء الكثير من الدول العربية والإسلامية، مؤكداً أن للشعر دور بارز في الإشادة بعاصفة الحزم وبالقرار الشجاع والحكيم من الملك سلمان بن عبد العزيز “يحفظه الله” وأشار إلى أن سبب تسمية العاصفة بالحزم مقولة الملك عبد العزيز حين قال: “الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات، وقال إن المتتبع لقصائد الشعراء السعوديين في عاصفة الحزم يجد أنهم يصفوا خادم الحرمين بأوصاف متعددة ومن تلك الأوصاف “أخو المروءات إذ نادين سلمانا” و”ملك الثقافة” وأنه ملك يقول ويفعل وغيرها من الأوصاف النبيلة، وقد استعرض الباحث نماذج من قصائد الشعراء منها قصيدة بعنوان “عاصفة الحزم”، وقصيدة “ما كل قافية لدي”.
مشاركة :