بعد حفل تأبيني استمر يومين، ينقل رماد فيدل كاسترو اليوم الأربعاء (نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) نهائياً من العاصمة الكوبية إلى سانتياغو دي كوبا (شرق) مهد الثورة الكوبية، حيث سيدفن الأحد المقبل. وسينقل الوعاء الخشبي الذي يحتوي على رماد "الكومندنتي" المعروض في قاعة تابعة لوزارة القوات المسلحة الكوبية منذ حرق جثمان كاسترو، عند قرابة الثامنة صباحا (13:00 تغ) في موكب مهيب يضم عدة سيارات سيقطع مسافة 950 كيلومتراً في الاتجاه المعاكس الذي سلكه فيدل كاسترو على إثر انتصار الثورة التي قادها في 1959. وبعد رحلة تستمر اربعة ايام سيدفن رماد كاسترو الاحد في مقبرة سانتا ايفيغينيا دي سانتياغو قرب ضريح خوسيه مارتي مهندس استقلال كوبا. وستنهي هذه الجنازة فترة الحداد الوطني لتسعة ايام منذ اعلان الرئيس راؤول كاسترو مساء الجمعة وفاة شقيقه فيدل. ومن الثاني إلى الثامن من يناير/ كانون الثاني 1959 تنقل فيدل كاسترو "المنتصر" في كافة مناطق البلاد في "قافلة الحرية" بعد فرار الدكتاتور باتيستا إلى الخارج على إثر محاصرته في هافانا في حين تولى كاسترو الحكم في سانتياغو دي كوبا. وروج كاسترو لبرنامجه الثوري في سائر مناطق البلاد ومنها مسقط رأسه هولغين في جنوب شرق كوبا. والمرحلة الاساسية في هذه المسيرة ستكون في سانتا كلارا حيث دفن رماد رفيقه في السلاح، الارجنتيني ارنيستو تشي غيفارا الذي قتل في 1967. على رغم انتقاده من الامم المتحدة ومعارضيه واتهامه بانتهاك حقوق الانسان يبقى فيدل كاسترو في نظر الكثير من الكوبيين شخصية عظيمة وشكل اعلان وفاته صدمة لهم على رغم بلوغه التسعين. وعلى إثر إعلان الحداد الوطني من الجمعة إلى الاحد الغيت التجمعات والاستعراضات وعلقت المباريات الرياضية واغلقت الملاهي الليلية وحظر بيع الكحول. وخصص الاعلام الوطني برامجه لوفاة كاسترو وبثت بشكل متواصل لقطات عن نضاله على أنغام موسيقى الفها المغني الشعبي راوول توريس. ومساء الثلثاء كرم مئات الالاف من سكان هافانا كاسترو إلى جانب قادة يساريين من أميركا اللاتينية وافريقيا دعوا الى استمرارية ارث الكومندانتي. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو "لم يرحل. ما زال هنا بيننا وقد انصفه التاريخ" في اشارة إلى العبارة الشهيرة التي اطلقها كاسترو لدى محاكمته بعد الهجوم على ثكنة مونكادا أن "التاريخ سينصفني". ثم وجه راؤول كاسترو رسالة إلى شقيقه جاء فيها "عزيزي فيدل... ونحن نحتفل هنا بانتصاراتنا، نقول لك مع شعبنا المخلص والمقاتل والبطل: دائما حتى النصر!". وامسية التكريم التي طغى عليها الخطاب السياسي لم يشارك فيها العديد من الرؤساء الغربيين بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما مهندس التقارب التاريخي منذ نهاية العام 2014 بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة. كما أرسل رؤساء دول صديقة مثل الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جيانبيغ والايراني حسن روحاني، ممثلين عنهم إلى كوبا.
مشاركة :