يبدو أن إيجاد أى فرصة لتوفير بعض النقود- بعد غلاء أسعار السلع- أصبح هدفا لكثير من السيدات وربات البيوت اللاتى يسعين للبحث عن ذلك، كما يبحثن عمن يشجعهن، أملاً فى التوفير فى ميزانية الشهر، وتلك كانت مهمة شيرين محمد، 42 عاما، ربة منزل، والتى فوجئت بغلاء أسعار حلاوة المولد هذا العام لتصل إلى ضِعف السعر، فقررت الاستغناء عن الجاهز بـ«البيتى». وقبل أسابيع قليلة من المولد النبوى الشريف، فرَّغت «شيرين» نفسها لساعات قليلة كل يوم للبحث عن وصفات وطرق عمل حلاوة المولد فى المنزل، وذلك عن طريق الإنترنت، ونشرت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» الوصفات التى جمعتها لتشجيع السيدات على تطبيقها. «أنا مابتكرتش حاجة جديدة، كل الوصفات كانت على الإنترنت، أنا بس كنت عاوزة أشجع الناس»، تقولها «شيرين»، خريجة الاقتصاد المنزلى، والتى سنحت لها الفرصة أخيراً لعمل شىء مفيد يخص مجال دراستها، تستفيد منه وتفيد الآخرين. بحث «شيرين» عبر المواقع والفيديوهات عن طرق عمل حلاوة المولد فى المنزل جعلها تجمع عدة وصفات، حيث تقول: «الطرق كلها شَبَه بعض، أنا بس سهّلت الطريقة الموجودة على الإنترنت، وشيلت مقادير كانت صعبة على الناس تجيبها، ومش مؤثرة، بيطلع نفس الطعم من غيرها». «الفولية» كانت أولى تجارب «شيرين» فى المطبخ فى حلويات المولد، و40 دقيقة كان هو التوقيت لإنهاء عملها منذ بداية التحضير. وتضيف: «طلع معايا كيلو ونص فولية، وكلفنى 35 جنيه بس، وطعمه ممتاز، غير طبعا الجودة والنضافة، ومفيش أى مجهود كبير بذلته». شاركت «شيرين» تجربتها فى عمل الفولية على «فيسبوك»، وطالبت السيدات بعمل الحلوى بالمنزل، لتفاجأ بنسبة كبيرة من التفاعل وتعليقات ومشاركات كثيرة من الناس، ليصل «البوست» إلى 30 ألف شير خلال بضعة أيام، لسيدات ينفذن الطريقة نفسها، وينتجن حلويات بيتى لا تختلف كثيرا عن الجاهز، وشاركنها تجاربهن. وتتابع «شيرين»: «التجار غلُّوا الأسعار جداً، وخزِّنوا السكر عندهم فى ظل الأزمة، فلازم مانشجعهمش، وبعدما نشرت تجربتى الناس جربتها، وكمان شجعونى بطرق جديدة ووصفات أكتر». تشجيع زوج «شيرين» وأصدقائها على «فيسبوك» جعلها تستكمل باقى الحلويات، من السمسمية والملبن والجوزية وغيرها من الحلويات، حيث توضح: «كيلو السمسمية كلفنى 17 جنيه بس، أنا حقيقى ندمت على الفلوس الكتير اللى كنا بنصرفها فى شِرَا الحلويات السنين اللى فاتت دى!». تابعت «شيرين» وضع الوصفات، مع تبسيطها على «فيسبوك»، فضلاً عن مساعدتها للسيدات: «اللى ماظبطتش معاها طريقة عمل الشربات ولا اللى بتطلع معاها الحلويات ناشفة بحاول أساعدها، وناس من دول عربية بتتواصل معايا، لأن للأسف فيه منهم ماعندهمش فى بلادهم محلات تسالى يشتروا منها».