أكد وزير التعليم، الدكتور أحمد بن محمد العيسى، أهمية التعليم في تعزيز قيم التعايش، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر لتعزيز الوحدة الوطنية، مبينًا أن المدرسة هي المكان الأساسي للتعلم وللتعليم، والبيئة المناسبة التي يمكن أن تزرع في نفوس أبنائنا قيم حب الخير والتعايش والمحبة والتسامح والسلام. وأوضح أن وزارة التعليم قامت بفلترة شاملة لمناهجها الدراسية لتنقيتها من الأفكار الخاطئة، التي تدعو للكراهية وتصحيحها، ترسيخًا لثقافة التعايش، ومواجهة تداعيات فكر الإرهاب والتطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، بما يضمن التعايش للجميع، وتصحيح صورة الإسلام الحنيف، وصورة أتباعه. وقال الدكتور العيسى، الذي شارك بورقة عمل في اللقاء الوطني الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تحت عنوان "التعايش المجتمعي وأثره في تحقيق اللحمة الوطنية"، خلال الفترة من 29 صفر 1438هـ حتى 2 ربيع الأول 1438هـ في مقر المركز بالرياض: إن المدرسة تعد حاضنة تربوية مهمة في تعزيز السلم الاجتماعي والتعايش، من خلال تربية سليمة لأبنائنا الطلاب؛ إذ يتم فيها الاهتمام بتكوين عقلية الطالب، وتعويده كيف يرى، وكيف ينظر، وكيف يفكر.. وبدايته الحقيقية للتعامل مع الآخرين والتعايش معهم. وأضاف العيسى بأن سياسة التعليم في السعودية تنص على إعداد المواطن الصالح وفقًا لقيم المجتمع السعودي، التي تنبع من تعاليم الدين الإسلامي وقيمه الحميدة، إضافة إلى إعداد مواطن مؤمن برسالة الإسلام داعيًا إليها، وقادرًا على إتقان العمل، وتنمية المعرفة الإنسانية. وبيّن أن وزارة التعليم في السعودية أولت اهتمامًا كبيرًا لكتابة وتصميم مناهج السعودية التعليمية بروح عصرية مواكبة للزمن؛ لتغير الأجيال، وتحمل المبادئ والثقافة الإسلامية المرنة التي تستوعب الاختلافات، وتنشر السلام. وعبّر العيسى عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، الذي يحظى بحضور واسع لمختلف فئات المجتمع من الدعاة والعلماء والأكاديميين والأدباء والمثقفين والإعلاميين والكتّاب وأعضاء الشورى، ولما تمثله قيم التعايش والوسطية والاعتدال من أهمية خاصة في المجتمعات الإنسانية لصناعة المستقبل والاستقرار، والمساهمة الفاعلة في جهود التنمية، والعمل على تقوية العلاقات بين مختلف مكونات المجتمع. وأعرب عن أمله بأن يخرج اللقاء برؤى هادفة، تُبعد أبناءنا من مزالق التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع، وأن ينخرطوا في تنمية أوطانهم، بما يضمن تفعيل الحوار، والارتقاء بلغة الحوار وثقافته، وتوسيع دائرته؛ لتدخل تفاصيل الحياة اليومية؛ ليسود التعامل الحضاري والسلم الاجتماعي والأمن الفكري، وهو من أسباب ترسيخ العدالة، وإشاعة ثقافة التعايش الفكري والثقافي بين أوساط المجتمع.
مشاركة :