الموصل - الوكالات: يواجه نصف مليون من أهالي مدينة الموصل، وضعا «كارثيا» بسبب حرمانهم من مياه الشرب إضافة إلى انقطاع الكهرباء في المدينة التي تشهد مواجهات بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقالت ليز غراند منسقة العمليات الانسانية لمنظمة الامم المتحدة في العراق ان «ما يقرب من نصف مليون من المدنيين، الذين يعانون من مشكلة الحصول على الطعام يوميا هم الان محرومون من المياه الصالحة للشرب». وأضافت ان هذا النقص «ستكون له عواقب كارثية على الأطفال والنساء والعائلات» الموجودة في المدينة. وادت الاشتباكات إلى تعرض شبكة نقل المياه الصالح للشرب لأضرار. وأكد اهالي عدد من احياء الجانب الشرقي من مدينة الموصل، حيث تتقدم قوات مكافحة الإرهاب تدريجيا، عدم وصول المياه عبر شبكة التوزيع منذ عدة أيام ما أجبر العديد منهم على جلب الماء من الابار. وخلال توزيع وزارة الهجرة والمهجرين المساعدات للمدنيين في حي البكر غداة تحريره من قبل قوات مكافحة الإرهاب، قالت ايمان بكر (34 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال ان «الماء أهم شيء، نخشى ان يظهر القمل في رؤوسنا (لاننا) لا نستحم ولا نقدر على تنظيف منازلنا». وفر اكثر من 70 ألف شخص من منازلهم منذ انطلاق عملية استعادة الموصل في 17 اكتوبر، لكن مازال هناك اكثر من مليون شخص يعيشون داخل الموصل 600 ألف منهم في الجانب الشرقي من المدينة. وحذر عبدالكريم العبيدي الذي يعمل مع منظمة انسانية محلية «من وقوع كارثة انسانية وصحية بعد ان بات بعض الاهالي مجبرا على شرب مياه الابار غير الصالحة للشرب». وأكد مصدر طبي في مركز قوقجلي الطبي، عند المدخل الشرقي للمدينة «وصول حالات إسهال ومغص معوي وخصوصا بين الاطفال، بسبب شرب مياه غير صالحة للشرب». وأعرب أبو علي المقيم في شرق الموصل عن خشيته من «انتشار الاوبئة». وذكر عدد من اهالي المدينة ان الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن تسببت في وقوع اضرار بانابيب نقل المياه من الجانب الغربي للمدينة. وقالت بسمة نسيم رئيسة مجلس مدينة الموصل ان تنظيم الدولة الإسلامية قطع المياه عمدا عن الاحياء الشرقية مع تقدم القوات العراقية فيها. وأشارت إلى ان «هناك مساعي لتوفير المياه بشاحنات تنقل خزانات إلى الاحياء التي تم تحريرها». ويضاعف نقص المياه معاناة الاسر التي باتت تعتمد تماما على الحصص الغذائية الحكومية. وتواصل قوات مكافحة الإرهاب تقدمها في الاحياء الشرقية للموصل وتمكنت من طرد الجهاديين يوم الثلاثاء من كامل حي البكر الذي يشهد الاربعاء عمليات تمشيط. في غضون ذلك، دوت انفجارات ضخمة في محيط المكان بعضها ناتج عن تفجير سيارات مفخخة، وفق ما قال عناصر من قوات مكافحة الإرهاب.
مشاركة :