حذرت الدكتورة ميسون عبدالعزيز الدخيل عضو هيئة التدريس بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة جدة، من خطورة ترك الأطفال على شبكة الإنترنت دون مراقبة ومتابعة من الأسرة، مشدِّدة على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الطفل من المواقع السيئة. وتحدثت الدخيل في اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي يوم أمس الأول، وسط حضور لافت من السيدات، وبإدارة رئيسة الجلسة الأستاذة نبيلة محجوب، عن مناقشة قضية اختراق المجال الأسري ووعي الأطفال بالإنترنت، وخطورة مواقع النت العميق أو المخبأ (deep net) التي لا تستطيع أن تجدها عبر محركات البحث المعروفة، وتتخفى تحت أجنحة الظلام في عالم يغلب عليه طابع الإجرام والوحشية الهمجية. وقالت: إن المجتمعات العربية تحتل المراتب الأولى عالميًّا من حيث تصفح المواقع الإباحية، وعليه يجب أن ننتبه لخطورة تطوّر ظاهرة التحرّش بالأطفال إلكترونيًّا وكذلك ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال ونشر الإباحية. وأشارت إلى أن من أكثر أساليب الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت تكون عبر الألعاب المباشرة على الإنترنت (games online) والمحادثات التي تتم فيها، إضافة إلى مواقع الشراء الإلكترونيَّة، مبينة أن الجناة يلجئون لاستخدام أساليب إجراميَّة مثل ابتزاز الطفل وتهديده بنشر معلوماته السرّية الخاصة وإرهابه بها بعد اكتشاف الجاني لشخصه، وكسب ثقته عن طريق مشاركته الألعاب الإلكترونيَّة، ومن هنا تأتي إستجابة الطفل. وأمّا عن أهم أسباب ودوافع المجرمين للتحرّش بالأطفال، فمن أبرزها هو الشذوذ الجنسي لدى المجرم وضعف الوازع الديني والأخلاقي وكثرة الدخول للمواقع الإباحية والفراغ أو تعاطي المخدرات. وأكدت الدخيل على ضرورة التصدِّي لهذه الظاهرة العالمية الخطيرة، مثمنة إنشاء إدارة متخصّصة بالمملكة لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، كما تم الاتفاق على التعاون مع شركات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، توتير، واتساب) وشركات كبرى مثل جوجل على الإبلاغ عمن يحمّل أو ينشر المقاطع الإباحيَّة. وتحدثت الدخيل باستفاضة عن قضية الويت العميق أو الخفي (deep web) وهو عالم إجرامي بحد ذاته حيث يتم الوصول إليها بطرق تخفي المستخدم وهي محركات بحث المعلومات لكن بطريقة غير مفهرسة وبذلك تصبح (غير مرئية) لعامة الجمهور، والوصول إلى هذا الجزء من الإنترنت تحتاج لتحميل ما يسمى براوتر البصل (Tor : The Onion Router) وهو برنامج تخفي على شبكة الإنترنت يعتمد الجيل الثاني من نظام التسيير البصلي وهو نظام يمكّن مستخدميه من الاتصال بدون الكشف عن الهوية على شبكة الإنترنت وحماية الخصوصية.
مشاركة :