وصف عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» سفيان أبو زايدة، المؤتمر المنعقد في مدينة رام الله حالياً، بـ«الإقصائي»، وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يقود حركة «فتح»، إلى طريق مجهول. وقال أبو زايدة خلال حواره ببرنامج «بصراحة» المذاع على قناة «الكوفية» الفلسطينية، إن حركة حماس عارضت خلال الشهر الماضي تنفيذ أية فعالية سلمية لمعارضة انعقاد المؤتمر، مضيفاً، أن «حماس منعت خلال الشهر الماضي أية أنشطة للتعبير عن الرأي بشكل سلمي، ورفضت إعطاء أية موافقة للتعبير عن الرأي. وأعتقد أن هذا لم يكن بشكل مجاني». وأضاف أبو زايدة، «أعتقد أن عباس وعد حماس بحل مشكلة الموظفين، خاصة في ظل الاتصالات الجارية بين رام الله وقطاع غزة، كما أنه لم يعطِ مصر حقها في الخطاب أمام المؤتمر الإقصائي، لأن أية خطوة تجاه المصالحة لن تكون دون الدور المصري»، مشيراً إلى أن «عباس ذهب إلى المؤتمر وعينيه على قطر». وأشار أبو زايدة إلى أن جزءاً كبيراً من المشاركين في المؤتمر كانت مهمتهم الوحيدة التصفيق والتشجيع فقط. وأضاف، أنه «نتمنى أن يتعامل عباس مع خصومه السياسيين بنفس المشاعر التي يتعامل بها مع الإسرائيليين». وتصدر «التمسك بالسلام خياراً استراتيجياً» مع إسرائيل، «برنامج العمل الوطني للمستقبل»، الذي تقدم به عباس للمؤتمر السابع لحركة «فتح»، خلال كلمته مساء أمس الأربعاء. وجدد عباس خلال خطابه، دعواته إلى تحقيق السلام مع إسرائيل عن طريق الحوار، قائلاً، «ستبقى يدنا ممدودة للسلام. نحن متمسكون بسلام عادل وشامل كخيار استراتيجي على أساس حل الدولتين. ونحن نؤكد على أن سلامنا لن يكون استسلاماً بأي ثمن مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية». كما طالب عباس، حكومة إسرائيل بتنفيذ التزاماتها، ووقف النشاطات الاستيطانية من ضمنها التي تتم في القدس الشرقية المحتلة، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان، مشدداً على التمسك بـ«الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي طليعتها إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل». فيما أكد أبو زايدة، أن «عباس لم يتحدث عن المعاناة التي يتعرض لها قطاع غزة، وتحدث فقط عن إنجازات حدثت وانتهت. ولم يذكر المأساة التي تتعرض لها غزة منذ سنوات مثل: مشكلة الكهرباء ونقص المياه والحصار والمعابر والبطالة. كما أنه لم يراعي مشاعر الفلسطينيين، وبدلاً من ذلك راعى مشاعر المستوطنين». وأردف أبو زايدة، أن «حضور ممثلي حركة حماس، لمؤتمر عباس، جاء تنفيذاً لإرادة أمير قطر تميم بن حمد». وللمرة الأولى، شارك ممثلون عن حركة «حماس»، في مؤتمر حركة «فتح» الذي بدأت أعماله يوم أمس الثلاثاء، وألقى خلاله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، كلمة قرأها نيابة عنه أحد نواب الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال مشعل في كلمته، «نحن في حركة حماس، جاهزون لكل مقتضيات الشراكة معكم في فتح، ومع كل الفصائل والقوى الوطنية». يشار إلى أن حركة «حماس»، كانت قد منعت أعضاء حركة «فتح» عام 2009، من الخروج من قطاع غزة إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم. ولم تنجح عدة محاولات للمصالحة بين الحركتين منذ أن سيطرت «حماس» في يونيو/ حزيران 2007، بقوة السلاح على قطاع غزة، وكافة مؤسسات السلطة الفلسطينية هناك. وانطلقت يوم الثلاثاء 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعمال المؤتمر السابع لحركة «فتح» في مدينة رام الله، ويستمر المؤتمر على مدار خمسة أيام، بحضور وفود عربية ودولية، وجميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وسيكون الحدث الأبرز خلال المؤتمر اعتباراً من غد الجمعة، انتخاب الهيئات القيادية: المجلس الثوري المؤلف من 80 عضواً منتخباً وحوالي 40 معينين، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضواً منتخباً وأربعة يعينهم الرئيس.
مشاركة :