أبوظبي: مجدي زهرالدين، (وام) تنطلق في قصر الإمارات بأبوظبي اليوم فعاليات مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، الذي يطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة اليونيسكو، ويستضيف المؤتمر قادة ورؤساء دول ووفود رسمية يمثلون أكثر من 40 دولة، وجهات ومؤسسات حكومية وخاصة من المجتمع الدولي وخبراء عالميين معنيين بالحفاظ على التراث العالمي. ويُعقد المؤتمر استجابة للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها بعض أهم الموارد الثقافية في دول العالم خلال فترات النزاع المسلح الطويلة، وجراء الأعمال الإرهابية، والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. وتشهد الجلسة الافتتاحية عرضا لمبادرة أبوظبي التي سيقدمها محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس، كما تشهد الجلسة مقدمة تعريفية بأعمال المؤتمر واستعراض المبادرات الدولية الحالية من قبل إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو، ويشارك في هذه الجلسة كل من عز الدين باش شاوش، خبير متخصص بالتراث الثقافي ووزير الثقافة السابق في تونس، أمين عام اللجنة العلمية الدائمة لحماية وتطوير موقع أنكغور التاريخي، الدكتور صامويل سيديبي، مدير المتحف الوطني في مالي، الدكتور منير بوشناقي، خبير متخصص بالتراث الثقافي. وتتضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر 3 جلسات نقاشية، الأولى بعنوان الحماية الوقائية لمواقع التراث ويرأسها توماس كامبل مدير متحف المتروبوليتان للفن، ويدير الحوار، البروفيسور آن ماري عفيش، مدير متحف بيروت، ويتحدث فيها كل سواي أكسوي، رئيس المجلس الدولي للمتاحف إيكوم، الدكتور زكي أصلان الممثل الإقليمي للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية إيكروم في الوطن العربي، الدكتور آنا باوليني مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في الدوحة، الدكتور سمير عبد الحق رئيس مجموعة العمل في المجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية إيكوموس لحماية التراث الثقافي في سوريا والعراق و الدول المجاورة، الدكتور عبدالله الريسي، رئيس برنامج ذاكرة العالم التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو والمدير العام للأرشيف الوطني للدولة، ووزارة شؤون الرئاسة. وتناقش الجلسة الثانية موضوع الحماية الطارئة لمواقع التراث الثقافية، ويرأس الجلسة جان لوك مارتينيز، رئيس ومدير متحف اللوفر، و يدير الحوار الدكتور ريتشارد كورين وكيل المتاحف والأبحاث بمعهد سميثسونيان، أما قائمة المتحدثين فتضم الديوما ياتارا مدير متحف الساحل في جاو مالي، العقيد فابريزيو بارولي قائد شرطة حماية التراث الثقافي، إيطاليا، ندى الحسن رئيس الوحدة العربية في مركز التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو، إيف أبلمان الرئيس التنفيذي لشركة إيكونيم، رورايما أندرياني مديرة إدارة مكافحة الجريمة المنظمة والناشئة منظمة الشرطة الدولية الإنتربول. وتختتم فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بجلسة النقاش الثالثة التي تحمل عنوان إعادة تأهيل التراث في مرحلة ما بعد الصراع، ويرأس الجلسة أليماتا سالامبيريه وزير الثقافة السابق في بوركينا فاسو، ويديرها فرانشيسكو باندارين مساعد المدير العام للثقافة، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو، وتضم قائمة المتحدثين كلا من البروفيسور ماساكي مياساكو رئيس اللجنة اليابانية لحماية الممتلكات الثقافية المنقولة، هالي عثمان رئيس بلدية تمبكتو، مع المعماري تييري جوفري في شركة CRAterre، سنيسكا كادفيلج ميهالوفيتش، الأمين العام لمؤسسة يوروبا نوسترا، الدكتور فريدريك فليس رئيس معهد الآثار في ألمانيا، الدكتور مايكل دانتي، المدرسة الأمريكية للأبحاث الشرقية. وتبدأ فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر بكلمة افتتاحية تلقيها أودري أزولاي وزيرة الثقافة في فرنسا، يليها جلسة النقاش الرابعة بعنوان تأسيس صندوق عالمي بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ويرأس الجلسة سيف سعيد غباش المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويدير الحوار جوشوا ديفيد رئيس الصندوق العالمي للآثار، فيما يتحدث بالجلسة كل من ماريه ويسترمان نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ميلون، الدكتور ماركوس هيلجيرت مدير متحف بيرغامون في برلين، غولن أتاوي نيوتن المستشار العام للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. وتتناول جلسة النقاش الخامسة موضوع إنشاء شبكة دولية للملاذات الآمنة ويرأس الجلسة لورانس إنجل رئيس المكتبة الوطنية في فرنسا، ويديرها فرانس ديماراي اللجنة الدولية للدرع الأزرق، ويتحدث فيها كل من رينو بوشيل رئيس قسم حماية الممتلكات الثقافية في المكتب الفيدرالي للحماية المدنية سويسرا، جان إيف مارين مدير متاحف الفن والتاريخ في جنيف، البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك. وتشهد الجلسة الختامية كلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وعرض ملاحظات ختامية تقدمها إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، وتتوج الجلسة باعتماد إعلان أبوظبي بحضور رؤساء الدول والحكومات. بدء وصول القادة وصل إلى البلاد، أمس، الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا رئيس جمهورية مالي، للمشاركة في مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر الذي تنطلق فعالياته اليوم في فندق قصر الإمارات في أبوظبي. وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي والوفد المرافق، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وعدد من المسؤولين. وأجريت للرئيس المالي مراسم استقبال رسمية، حيث صافح كبار مستقبليه على أرض المطار، واستعرض ثلة من حرس الشرف اصطفت لتحيته. كما وصل إلى البلاد، أمس، هايلي مريام رئيس وزراء إثيوبيا والوفد المرافق، وذلك للمشاركة في مؤتمر حماية التراث الثقافي المهدد الذي تنطلق فعالياته، اليوم، في قصر الإمارات بأبوظبي. كان في استقبال رئيس وزراء إثيوبيا لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، وعدد من المسؤولين من الجانبين. وأجريت لهايلي مريام، مراسم استقبال رسمية حيث صافح كبار مستقبليه على أرض المطار واستعرض حرس الشرف الذي اصطف تحية له. ورحب الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، برئيس وزراء إثيوبيا والوفد المرافق، مؤكداً عمق العلاقات المتينة التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية إثيوبيا. كما وصل إلى البلاد، أمس، بمطار أبوظبي الدولي، دينيس زفيز ديتش، رئيس وزراء البوسنة والهرسك والوفد المرافق له، وذلك للمشاركة في مؤتمر حماية التراث الثقافي المهدد، بقصر الإمارات بأبوظبي. شيخ الأزهر يثمن استضافة الإمارات المؤتمر بعث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برسالة دعم إلى مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر الذي ينطلق في أبوظبي، اليوم. وقال فضيلته، في هذه الرسالة، لقد سعدت أيما سعادة بتلك المبادرة الكريمة التي تجسد المعنى الحضاري والقيمة الإنسانية للقاء يجمع بين الشرق والغرب من خلال هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إصلاح ما أفسدته بربرية الإرهاب، وما أحدثه المتطرفون من دمار استهدف القضاء على الهوية الحضارية، وطمس معالم ثقافية، وتراث إنساني هو ملك للأجيال المتعاقبة، وحق للجميع، لا يملك أحد المساس به. وأعرب الإمام الأكبر عن تقديره الكبير لهذه المبادرات الإنسانية والحضارية لعقد مؤتمر دولي من أجل وضع أسس لحشد دولي لصالح حماية هذا التراث، تلك المبادرة التي تأتي من بلدين كريمين لا يمكن لمنصف أن ينكر جهودهما في الاهتمام بالتراث الإنساني والحفاظ عليه، ففرنسا بلد الأدب والثقافة والفكر الحر والفن، ودولة الإمارات العربية المتحدة بلد العروبة والأصالة لا تألو جهداً في تعزيز الجهود من أجل الارتقاء بالإنسان والحفاظ على هويته الثقافية والحضارية. (وام)
مشاركة :