أكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، أن تجربة الإمارات الوحدوية التي تأسست قبل 45 عاماً تظل إنجازاً عظيماً وفريداً من نوعه؛ حيث تحولت الإمارات خلالها إلى دولة عصرية مزدهرة انطلقت إلى آفاق التقدم والحضارة والمدنية بثقة واقتدار. وأضاف سموه في كلمة وجهها عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني ال45 للدولة، أن يوم الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1971 له مكانة عظيمة في النفوس وموقع خالد في القلوب، لما يحمله من معان جميلة، وقيم نبيلة، وهو يوم فارق في حياتنا، ودفعة أقوى لتنمية دولتنا وخدمة المواطنين؛ وذلك بثبات في النهج ووضوح في الرؤية، وفي مفهوم القيادة وتبعاتها لبناء الدولة الحديثة، وإرساء قواعدها المتينة، والسير بها نحو أرقى مراتب التقدم والازدهار. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي: بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.. يطيب لي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين ليومنا الوطني أن أتقدم بأجمل التهاني مقرونة بأصدق الأماني بالصحة والعافية والسعادة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخواني أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب الإمارات بدوام الرفعة والازدهار. إن الحديث عن الاتحاد سيظل من أحب الأشياء إلى قلبي ونفسي، لأنه يرتبط بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ففي هذا اليوم نجدد العهد بأن تتماسك سواعدنا، وتتشابك أيادينا وتخلص نوايانا، وإن مسيرة الانطلاق والعمل الصادق والمخلص ستتواصل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو العهد الذي قطعناه معه. جاء الاتحاد، ولم يشهد العالم ما يشهده اليوم، ولكن النظرة البعيدة والرؤية العميقة واستشراف المستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات.. جعلت من خيار الاتحاد طريقاً لابد منه، وهدفاً يجب بلوغه، وغاية يتحتم إدراكها، وإن كل متابع أو مراقب لابد أن يقف بكل التقدير والاحترام لما حدث، يتمعن في الشواهد، ويأخذ العبر، وفي ثنايا حديث المغفور له الشيخ زايد عبرة، وهو القائل إن الاتحاد هو طريق العزة والمنفعة والخير المشترك.. وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم، فتلك عبر التاريخ على امتداد العصور. إن يوم الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1971م له مكانة عظيمة في نفوسنا، وموقع خالد في قلوبنا، لما يحمله من معان جميلة وقيم نبيلة، وهو يوم فارق في حياتنا ودفعة أقوى لتنمية دولتنا وخدمة المواطنين، وذلك بثبات في النهج ووضوح في الرؤية ومفهوم القيادة وتبعاتها، لبناء الدولة الحديثة وإرساء قواعدها المتينة، والسير بها نحو أرقى مراتب التقدم والازدهار. إن تجربة الإمارات الوحدوية التي تأسست قبل 45 عاماً ستظل إنجازاً عظيماً وفريداً من نوعه، فقد تحولت الإمارات خلال أربعة عقود ونيف من قيامها إلى دولة عصرية مزدهرة، انطلقت إلى آفاق التقدم والحضارة والمدنية بكل ثقة واقتدار، وقد شهدت بلادنا في ظل الاتحاد نهضة تعليمية واقتصادية وعمرانية وزراعية كبرى لبت احتياجات الحاضر والمستقبل في عملية تنموية متميزة تتعلق بحياة الإنسان واحتياجاته البيئية والاقتصادية في منظومة حياتية متكاملة بصورة وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة في الصفوف الأولى مع أرقى دول العالم، التي جعلت التنمية المستدامة في أولويات سياستها. إن المؤشرات تؤكد أن بلادنا تعيش حراكاً مثمراً في كل المجالات، وتشهد تحولات في البناء والإعمار وإنشاء المؤسسات فقد سجلت أرقاماً قياسية من التحضر والتقدم والرخاء على كل صعيد، مما جعلها اليوم من الدول المتقدمة، التي تتميز باقتصاد متطور ومزدهر وأوضاع سياسية مستقرة وتنظيمات إدارية وإنتاجية متطورة من خلال عمل المنظومة الاتحادية بتجانس مع المؤسسات المحلية. كما نجحت الدولة في جذب مختلف أنواع الاستثمارات بتبني فلسفة الانفتاح الاقتصادي على العالم، والإيجابية في التعامل الذي يقوم على أسس من التكافؤ وتحقيق المصالح المشتركة بجانب تعزيز آليات السوق، وتشجيع روح المبادرة الفردية، وتفعيل دور القطاع الخاص، وتعميق مناخ الحرية الاقتصادية. بفضل الاتحاد شقت الدولة الطرق ورفعت الجسور وأرست الموانئ والمطارات ووفرت منظومة شاملة متنوعة من أرقى أنواع المواصلات وأكفأها وأسرعها وأكثرها أمناً وغرست الرقعة الخضراء في كل مكان، لمحاربة التصحر؛ حيث أشرفت على زراعة ملايين الأشجار والنباتات، وبسطت الأمن في ربوع البلاد، وأمنت السكن المناسب لكل مواطن وقدمت المعونات الاجتماعية لكل من يستحقها، ووفرت العلاج للمواطنين والمقيمين كافة. بفضل الاتحاد أصبحت دولتنا تعيش المستقبل، وتعمل من أجله فمن خلال مشروع مسبار الأمل تعتبر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة مشروع استكشاف الكوكب الأحمر نقطة تحول هامة في مسيرة التنمية في الدولة، فهو بداية لترسيخ قطاع تكنولوجيا الفضاء كقطاع اقتصادي رئيسي للأعوام القادمة، خصوصاً وأن الدولة تهدف إلى أن تكون ضمن الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء على مستوى العالم بحلول موعد وصول المسبار لكوكب المريخ في عام 2021. ويحسب لدولة الاتحاد أنها استحدثت مناصب وزارية لأول مرة في العالم، تعكس سمو الطموحات ورقي التطلعات، منها: وزير دولة للتسامح، الذي يبرهن للعالم أن التسامح في الإمارات ليس مجرد شعار نرفعه أمام الأمم، بل قيمة أساسية غرسها ديننا الإسلامي الحنيف في قلوبنا، وثمنها قادتنا، ليصبح التسامح منهجاً للحياة على أرض الإمارات، وخاصة في زمن الفتن والصراعات والحروب، التي يشهدها الشرق الأوسط خاصة، والعالم عامة إلى جانب ذلك فقد ابتكرت الدولة فكرة وزير السعادة ليوائم تطلعات الدولة في تحقيق سعادة المجتمع ورقيه، وتعيين وزيرة دولة لشؤون الشباب، حيث تعد الوزيرة الأصغر سناً في العالم، لإشراك الشباب بصورة فاعلة وتحقيق تواجد أكبر للمرأة في مواقع القرار، فأصبحت الآن في الحكومة ثماني وزيرات، وتسع عضوات في المجلس الوطني وغيرهن كثر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتربوية. واهتمت دولة الاتحاد بالقضايا الخليجية والعربية والدولية بشكل إيجابي، واتبعت في سياستها الخارجية نهجاً متوازياً قوامه إحقاق الحق ونصرة المظلوم ومناصرة الشرعية، والتأكيد بأن الإسلام هو دين المحبة والتسامح. ختاماً.. في هذا اليوم الأغر نتوجه إلى الله بوافر الشكر والحمد على ما أنعم علينا، وعلى ما وهبنا من قيادة حكيمة، وشعب يقف خلف حكامه، يدفعهم إلى طريق الحق والخير والرشاد.
مشاركة :