منذ تأسيسها قبل مئات السنين، تعوّد سكان قرية شنكوي بمدينة يالوفا غرب تركيا، على ركوب الخيل والبغال واضعين أقدامهم على الجانب نفسه، بشكل يستحضر إلى الأذهان، الطريقة التي كان يركب بها جحا حماره، وفق الروايات الشعبية. وقال مختار القرية محمد أوجار، إن عادة ركوب الخيل والبغال بوضع الأقدام على الجانب نفسه، عادة قديمة ورثها سكان قريته عن أجدادهم، وإن تلك الطريقة في الركوب تسمح للحصان بالسير والركض بشكل مريح وتمكن ممتطيه من القفز عنه في حال تعثر. ولفت مختار القرية، إلى أن هذه الطريقة في الركوب مريحة أكثر، وتضمن عدم تعرض الممتطي للإصابة إذا ما اضطر للقفز عن المطية، كما أنها تحظى باهتمام الزوار الذين يأتون من خارج يالوفا. وتابع القول: يقوم المسافرون عبر قريتنا بالتقاط صور بوساطة هواتفهم المحمولة، عندما يصادفون أحد سكان القرية وهو يمتطي حصانًا أو حمارًا بتلك الطريقة. جميع هؤلاء يسألون السؤال ذاته: لماذا يركبون المطية واضعين أقدامهم على الجانب نفسه؟. وأعرب المختار أيضًا عن خوفه من اندثار هذه العادة، وقال: قبل 20 عاما فقط، كان في قريتنا بين 100 حصان و150 حصانًا.. هذا العدد انخفض في أيّامنا هذه إلى 5- 6 أحصنة. سيستمر هذا التقليد، طالما الخيول موجودة لدينا في هذه القرية، لأن الجميع يقوم بفعل ما رآه من آبائه. من جهته، قال أقدم سكان القرية، يشار أوجار (90 عامًا)، إنه ولد وترعرع في قريته شنكوي، وإنه يركب مختلف أنواع المطايا منذ نعومة أظفاره، مشيرًا إلى أن ركوب المطايا بوضع القدمين على جانب واحد، يسهل على الممتطي النزول عن المطية بسهولة عند الخطر. أما سنان أدالي، أحد سكان شنكوي، فأوضح أن الخيل بالنسبة له هي باب رزق، وأضاف: كان نصر الدين خوجة (جحا في الأدبيات العربية)، يركب الحمير بشكل مقلوب، أما في قريتنا فيركبون المطايا واضعين أقدامهم على الجانب نفسه. نحن نعمل في جمع الحطب من الغابة، لذا فإن النزول عن ظهر المطية يكون أسهل باستخدام هذه الطريقة في الركوب. من جهته، قال حسين أويسال، أحد مزارعي القرية، إنه يركب الخيل بالطريقة المستخدمة من قبل سكان القرية نفسها، ويذهب بالحصان إلى الجبال والمنحدرات، ويتنقل بواسطته بين القرى.
مشاركة :