«أراب كاستينغ».. درس من الحلقة الأولى

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عادت المتعة التي نحبها والخالية من أي ابتذال أو استخفاف. إنه البيات الشتوي الذي يحلو معه السهر أمام شاشة التلفزيون، وأول الغيث برنامج اكتشاف المواهب العربية في التمثيل، أراب كاستينغ على قناة أبوظبي. منذ الحلقة الأولى، جعلنا البرنامج في دورته الثانية، نتسمر أمام الشاشة نتابع التطور الملحوظ الذي طرأ عليه. والتطور هنا لا يعني الديكور ولا أشكال أعضاء لجنة التحكيم، بل نوعية المواهب التي شاهدناها، ومنحتنا الإحساس وكأن البرنامج لم يغلق أبوابه طوال أشهر الصيف والخريف، بل استمر بشكل تصاعدي في استقبال الموهوبين، الذين جاؤوا هذه المرة بكامل استعداداتهم، مدركين المهمة الملقاة على عاتقهم، مستعدين لاختبار موهبتهم في التمثيل. ندرك تماماً أن هناك اختلافات في المستوى بين المتقدمين للمنافسة، ولا بد أن نجد منهم الضعيف والمتوسط والجيد، لكن المستوى الذي شاهدناه في الحلقة الأولى يبشر خيراً، وبدا وكأننا أمام حلقة متقدمة من حلقات البث المباشر، خصوصاً بوجود بعض المواهب المتميزة أمثال السورية ليندا جاموس. تلك الشابة التي أبكت الفنان قصي الخولي وأبكت مشاهدي البرنامج، وأبكت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تملك من الوجع الكثير، والإنسان الحامل بذور الفن في ذاته، يكون مرهف المشاعر، والمجتهد يعرف كيف يترجم تلك الأحاسيس لينقلها إلى الناس، فيصير الوجع مشتركاً، والفرح مشتركاً، والدمع مشتركاً. ليندا جاموس هي ترجمة للإبداع المولود من رحم الألم. في إصرارها أمل كبير لأمثالها من الشباب الذين يعانون في بلدانهم حروباً أو انعدام فرص، ودرس للذين يتذمرون من أبسط الأشياء ولا يدركون كم معاناة أبناء جيلهم في دول أخرى. وفي الحلقة الأولى من أراب كاستينغ مجموعة نماذج تبشر بموسم جيد، بدأ قوياً، ومع انتهاء مرحلة الاختبارات الأولى والتصفيات، تبدأ مرحلة البث المباشر حيث العمل الجدي بوتيرة أعلى وتحديات حقيقية أكبر. أراب كاستينغ، أراب أيدول وللعرب مواهب، برامج تعود لتقدم لنا في الموسم الحالي الترفيه الفني الراقي، وتكشف مستوى المواهب في العالم العربي، كما تقدم فرصاً للموهوبين للظهور أمام الجمهور وعلى الشاشة. برامج من المفترض أن تساهم فعلياً في دعم الفن سواء من خلال توجيهات لجان التحكيم، أم من خلال ضخ دماء جديدة في مجالاته المختلفة (غناء، تمثيل، تقليد، رقص، عزف..) وإثراء الساحة الفنية بمواهب حقيقية بإمكانها الارتقاء بالذوق العام، والارتقاء بالمهنة إذا عرفت تلك المواهب كيف تسلك طريقها.. والمهم أن تبقى تعليقات لجان التحكيم ضمن إطار الفن والمهمة الموكلين بها، مع لمسات المناكفات الظريفة والمتعمدة فيما بينهم لإضفاء جو من المرح والحماسة على البرنامج، دون أن تجنح التعليقات على المنافسة بالأزياء والمجوهرات، والتباهي بالأشياء المادية، بينما المتنافسون لا يملكون أحياناً سوى موهبتهم، ويحملون في قلوبهم الكثير من المعاناة الإنسانية. ليندا جاموس هي نموذج في برنامج من نوعية أراب كاستينغ يبشر بموسم حافل، حتى لجنة التحكيم بدت أكثر خبرة في التعاطي مع المشتركين وتعليقاتها، ، والفنان طارق العلي استطاع أن يضع بصمته المميزة منذ الإطلالة الأولى. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :