الفنان الكبير جميل راتب:دخلت عالم الفن فقطعت أسرتي النفقات عني

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هو أحد أهم الفنانين الأكثر تأثيراً في الوطن العربي، ولد في القاهرة عام 1926، وسافر إلى باريس للعمل في السينما بعد أن رفضت عائلته الأرستقراطية انخراطه في المجال الفني بمصر وتزوج هناك وشارك في عديد من الأعمال العالمية، ولكنه عاد إلى مصر ليقدم للسينما العربية رحلة طويلة تضم 67 فيلماً مصرياً وعدداً كبيراً من المسلسلات والمصرية والعربية، تلقى عديداً من التكريمات ومنحه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مؤخراً وسام الاستحقاق، إنه الفنان الكبير جميل راتب.. وإلى نص الحوار: ،، بداية.. ما شعورك أثناء التكريم وتسلم وسام الاستحقاق التونسي؟ - الرئيس السبسي أصرَّ على النزول من المنصة لتسليمي الوسام وقال لي: «التقدم في العمر ليس مهماً مثل الشباب في القلب وفي الفكر»، والتكريم شرف كبير جداً بالنسبة لي. أنا أحب تونس كثيراً، وأول عمل قدمته على المسارح التونسية كان «عطيل» مع المسرحي التونسي الراحل علي بن عياد، وكان عملاً مهماً لأنه كان وقتها افتتاح مسرح الحمامات وكان المدعوون فنانين ونقاداً من بلدان كثيرة، وحضر العرض الرئيس التونسي وقتها بورقيبة، وبعد انتهاء العرض جاء في الكواليس وصافحني ودعاني لتناول الغداء وذهبت أنا وعلي بن عياد وتناولنا الغداء مع الرئيس وزوجته وابنه، وكان يحب الفنانين كثيراً، وقال لي «إن لم أكن ديكتاتوراً كنت سأكون ممثلاً». ،، كيف كانت تفاصيل قصة صعودك من باريس؟ - كان هدفي منذ الصغر أن أكون ممثلاً، ولأن عائلتي أرستقراطية رفضوا ذلك، ولم أكن أشعر بنفسي وقتها وسط العائلة، رغم وجود شخصية في العائلة أنا فخور بها كثيراً، وهي عمة والدتي وهي السيدة هدى شعراوي التي كانت من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي بمصر. وفي شبابي عرض عليَّ دور صغير في فيلم وقدمته، وبعد ذلك عرض المخرج عليَّ بطولة فيلم، وعائلتي لم تتقبل ذلك، فوجدت أن الحل الوحيد هو السفر لفرنسا، وهربت من مصر وبدأت هناك حياتي الفنية، وفي البداية كان بالنسبة لي التمثيل هو النجومية ثم اكتشفت أن المسألة غير ذلك، ومررت بأيام صعبة في فرنسا بعد أن قطعت عائلتي النفقات عندما علموا بدخولي المجال الفني فاضطررت أن أعمل ككومبارس وشيال في سوق الخضراوات وعامل في مقهى، وتعرفت على جزء من المجتمع وهذا أثر على فكري الاجتماعي والسياسي، وزاد من وعيي بأشياء كثيرة بخلاف التمثيل، وأرى أن التمثيل فن والفن ثقافة، والفنان بثقافته يخدم بلده، وقطعت اتصالي بمصر. ،، متى شعرت بالنجاح في باريس كممثل؟ - أول إحساس عندما وصلت وبدأت أمثل ووجدت اسمي في أفيش الأفلام، فشعرت بميلادي وبأنني بدأت حياتي التي أرغب فيها، واكتشفت أن النجاح له طريق كبير ومتعب لا بد أن نكافح فيه. ،، ما اللحظة الفارقة التي مررت بها في فرنسا؟ - فيلم «ترابيز» الذي اشتركت فيه مع برت لانكستر وتوني كرتيس وجينا لولو بريجيدا، كان أول عمل عالمي بالنسبة لي، رغم أن أدواري كانت ثانوية ولكن مهم أن يكون اسمي موجود مع أسماء كبيرة في بدايتي، وشاركت في أفلام شارك بها ممثلون أمريكان وكانت علاقتي بهم جيدة، وفي فيلم «لورنس العرب» كانت علاقتي مع أنتوني كوين جيدة جداً وأصبح صديقاً لي وكان له أثر كبير جداً في حياتي. ،، وكيف أثر أنتوني كوين في حياتك؟ - أصبحنا أصدقاء وبعد انتهاء الفيلم بعدة سنوات كان في باريس ثورة الطلاب عام 1968، وكنت مع الثورة، وكانت زوجتي في مسيرات مضادة، ووقتها كان العمل قليلاً وعرض عليَّ أنتوني كوين السفر لإيطاليا لمشاركته فيلم «زيارة السيدة العجوز»، فقابلت المنتج وعرض عليَّ أن أعمل مساعد مخرج ووافقت، وفي أول يوم أنتوني كوين طلب قهوة، فذهبت وأحضرت له القهوة، فتعجب من ذلك ثم قال للفريق إنني ممثل كبير في مصر، وكيف تتم معاملتي كخادم؟ فالناس احترموني، وطلب مني أنتوني كوين الوقوف بجوار الكاميرا لاكتشاف الأخطاء في المشاهد، وكنا في آخر كل يوم يرى الفنانون المشاهد بأنفسهم، فكلفني بمتابعة مشاهده والديكور وإذا كان المشهد لا بد أن يتم إعادته عليَّ إبلاغه. ومن المواقف الإنسانية التي لا أنساها بكاء أنتوني كوين بعد علمه بمقتل صديقه الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي في الستينيات من القرن الماضي، فكان حينها لديه مشهد وحينما أنهاه وعلم بالخبر دخل غرفته وأغلق الباب، ثم ذهبت إليه فطلب مني أن أنقله لمنزله بسيارتي، وظل يبكي في سيارتي. ،، وما اللحظة التي قررت فيها الرجوع إلى مصر رغم نجاحك في أوروبا؟ - رجعت مصر لأسباب عائلية كانت تتطلب وجودي، وكنت أخطط للبقاء 6 أشهر، وعرض عليَّ المخرج الراحل كرم مطاوع حينها دوراً في مسرحية «دنيا البيانولا»، فوافقت طالما أنني موجود في مصر، ونجحت المسرحية ومع بدايتها تلقيت عروضاً لتقديم أعمال تلفزيونية ثم تتالت الأعمال السينمائية بعد ذلك. ،، عملت مع كبار الكتاب كالراحل أسامة أنور عكاشة.. كيف أثر ذلك في مسيرتك؟ - هناك أدوار أحببتها وأدوار لم أحبها بدرجة كبيرة، كدور السفير في «الراية البيضاء» لأن الشخصية كانت إلى حد ما قريبة من شخصيتي، ولم أستمتع بها، فأنا أفضل تقديم شخصيات بعيدة عن شخصيتي لأن فيها بحثاً وفكراً ومحاولة جديدة. ،، وما الشخصية التي قدمتها واستمتعت بها؟ - شخصية السائق الشعبي في مسلسل «ثمن الخوف» مع نور الشريف للمخرج كرم النجار، وكان من المفترض أن يقدمها فنان آخر ولكنه اعتذر. ،، وكيف قدمت شخصية تاجر المخدرات في فيلم «الكيف»؟ - عندما عرضوا عليَّ الشخصية في منزلي لم أفهمها وكان هناك كلمات لا أفهم معناها لأن الشخصية بعيدة عني، فأخبرتهم أن هناك فنانين كبار مختصين بهذه الأدوار، فقالوا لي إنهم يريدون مفاجأة الجمهور، وبالفعل قدمت الشخصية وكان في كلمات لا أفهم معناها، وفوجئت بتكريمي وحصلت على جائزة عن دوري في هذا الفيلم. ،، ما تقييمك للمحتوى الذي تقدمه السينما العربية حالياً؟ - أعتقد أن السينما في بعض البلدان العربية دخلت مرحلة الانتعاش بعد فترة من السينما التجارية، وهناك أعمال قيمة لمخرجين شبان جدد تتناول موضوعات إنسانية واجتماعية وسياسية، وهؤلاء المخرجون هم مستقبل السينما في الوطن العربي. ،، هل سنرى جميل راتب في السينما قريباً؟ - أشارك في فيلم سيتم عرضه قريباً، تم تصويره في المغرب، وأظهر في الفيلم متحدثاً الفرنسية، وأعتقد أن ظهوري في السينما المصرية صعب لأنه يجب أن تكتب لي أدواراً خاصة لأنه لا يمكنني الوقوف حالياً وأستخدم الكرسي المتحرك، أعتقد أنني قدمت أدواراً كثيرة وهذا يكفيني.

مشاركة :