قال مصدر حكومي يمني إن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد نقل إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الموجود مع أعضاء حكومته في عدن الخطة الجديدة ودعوة لاستئناف الحوار لإيجاد حل للمشكلة اليمنية لكن الانقلابيين الحوثيين استبقوا وصول ولد الشيخ إلى عدن بخطوات تصعيدية شملت إعلان ما أسموه «حكومة إنقاذ وطني»؛ وهي خطوة من شأنها إفشال الجهود الأممية لأن الحكومة الشرعية لن تقبل أبداً حكومة أمر واقع يشكلها الحوثيون والرئيس المخلوع من جانب واحد. ويقول مراقبون إن الحكومة الشرعية عدت من جانبها صياغة جديدة لخطة التسوية التي طرحها ولد الشيخ من قبل وأن التعديلات التي تريد الحكومة الشرعية إدخالها تستند إلى مرجعيات التسوية المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216. وكانت لقاءات هادي وولد الشيخ أحمد تتم سابقاً في الرياض، ويبدو أن الرئيس اليمني يحرص هذه المرة على التأكيد أمام المبعوث الدولي أن حكومته قائمة على الأرض ولا يمكن تجاوزها، فضلاً عن رغبة الرئاسة والحكومة في إدارة عديد من الملفات الحيوية عن قرب. وشهدت مدينة عدن انتشاراً أمنياً مكثفاً منذ ظهر السبت الماضي عقب وصول الرئيس هادي برفقة عدد من الوزراء والضباط قادمين من الرياض، حيث انتشرت مئات من قوات الحماية الرئاسية وشرطة عدن في حي كريتر الذي يقع فيه قصر معاشيق الرئاسي. وتعد هذه المرة الأولى التي يعود فيها هادي إلى عدن منذ عام، وتأتي بعد زهاء شهرين من عودة رئيس الحكومة أحمد بن دغر وعدد من الوزراء إلى المدينة لمزاولة نشاط الحكومة التي تقيم خارج البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015. وأعلنت الحكومة اليمنية في وقت سابق من هذا الشهر امتناعها عن قبول الخطة التي عرضها المبعوث الدولي إلى اليمن لإنهاء الحرب، وقالت السلطات اليمنية حينها إن خطة ولد الشيخ تعد مكافأة للحوثيين لانقلابهم على الشرعية. من ناحية أخرى دعا المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية إلى «التعامل مع المتاح حالياً»، وقال إنه اتفق مع الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على «تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق لدعم وقف إطلاق النار». وعقب لقاءات عقدها في العاصمة العمانية مسقط قال إنه بحث مع وفد الحوثيين وصالح خريطة الطريق وتفعيل لجنة التهدئة، مضيفاً أن الحكومة اليمنية أعدت جواباً بشأن خريطة الطريق. وأكد المبعوث الأممي أن الأمم المتحدة «تدعم وقف إطلاق نار حقيقياً في اليمن لأن هدنة ال 48 ساعة غير كافية»، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي لديه اهتمام خاص باليمن.
مشاركة :