قرية الأخدود .. مسابقة تروي جزءا من تاريخ الوطن

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت إحدى القرى التراثية في منطقة نجران، أخيرا، عددا من المهتمين بالفن التشكيلي الذين يمتلكون سجلاً حافلا في مجال الثقافة والفنون، وذلك لتقييم الأعمال المشاركة في مسابقة الأخدود. وتعد مسابقة الأخدود الفنية، الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي لمدينة الأخدود في نجران من خلال أعمال فنية تشكيلية نفذها مجموعة من الفنانين والفنانات. وأوضح محمد الرباط عضو بيت الفنانين التشكيليين أن هذه الأعمال تسهم في اكتشاف وتنمية مواهب الشباب في المجالات الثقافية والفنية وتوجيه طاقاتهم للاستغلال الأمثل. وقال "خلال زيارتي لمدينة الأخدود تعرفت بشكل جيد على ما تمتلكه هذه المدينة من تراث تاريخي وطني مع وجود متحف للآثار يبرز المظهر الحضاري والتاريخي لمنطقة نجران". وأضاف "بعد الوقوف بشكل مباشر في الأخدود وجدنا أن الفنانين تمكنوا من التوجه بشكل جيد لإخراج الأعمال، حسب أهداف تلك المسابقة"، لافتاً إلى أهمية إقامة ورش عمل للفنانين بإشراف ودعم من جمعيات الثقافة والفنون وإعطاء فرصة لهم للمشاركات خارج المنطقة. بدوره، أبدى عبد الله شاهر فنان تشكلي إعجابه بالأعمال المشاركة وبالمسابقة التي من أهدافها إيصال فكره ورسالة من منطقة نجران للجميع أن القرية تحكي جزءا من تاريخ الوطن، مشددا على ضرورة استمرار مثل تلك المسابقات وتطويرها إلى ما هو أبعد وأفضل لأنها في النهاية تصب في مصلحة هذا الوطن الغالي، الذي يمتلك إرثا تاريخيا عظيما يحق التفاخر والمحافظة عليه. من جهته، بين فهد خليف فنان تشكيلي أن مسابقة الأخدود الفنية تعطي للمشاركين كما معرفيا وثقافيا بأسلوب لوني ومهاري، مبديا اندهاشه عما تمتلكه مدينة الأخدود الأثرية من آثار ونقوش على الأحجار ومعالم للبناء العمراني والاحترافية في طريقة قص الأحجار، التي مر عليها آلاف السنين. وقال إن مدينة نجران تملك بالإضافة إلى آثارها التاريخية، جمالا معمارياً وتنظيماً يعطي للزائر رغبة كبيرة في العودة لزيارتها مرة أخرى. بدوره، أكد دلامة آل حيدر عضو اللجنة السياحية بمجلس الغرف السعودية، أن مسابقة ملحمة الأخدود الفنية التشكيلية مسابقه محلية تهدف إلى تحقيق جزء بسيط من رؤية المملكة 2030 من خلال إحياء مواقع التراث الوطني وإظهار إرث نجران التاريخي والسياحي وتجسيد وتوثيق موقع وحادثة الأخدود التاريخية بلغه تفهمها جميع الحضارات من خلال الفن التشكيلي بريشة الفنانين والموهوبين من نجران. وأوضح آل حيدر أن من أهداف المسابقة أيضا تسليط الضوء على الأخدود ونجران إعلاميا لدعم السياحة، حيث تعد محاولة بسيطة لدعم الجهود الكبيرة لهيئة السياحة والتراث الوطني. وتعود مدينة الأخدود التاريخية، التي عرفت سابقا باسم رقمات، إلى عام 110 قبل الميلاد، وتقع المدينة التي حظيت باهتمام من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ضفاف وادي نجران في منطقة نجران جنوب السعودية، وقد اشتهرت بقصة أصحاب الأخدود، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. وتبلغ مساحة مدينة الأخدود أربعة كيلو مترات مربعة، وتضم المدينة التي تعاقبت عليها الحضارات المتحف الإقليمي وعديدا من القطع الأثرية والنقوش والكتابات العربية الجنوبية المعروفة بخط المسند، ووجود أصناف كثيرة من قطع الفخار، التي توضح ازدهارا حضاريا في المدينة على مرّ العصور والمدافن والقبور، التي يعود بعضها لما قبل الميلاد وبعضها للفترات الإسلامية، إضافة إلى القلعة الرئيسة ومسجد يعود للقرن الهجري الأول في الجزء الشمالي من المدينة.

مشاركة :