عندما يتأخر الزوجان في إنجاب الأطفال، تنهمر الإيماءات والتعليقات على الزوجين. وإذا تعذّر الإنجاب بعد حين تبدأ الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، فالزوج يقول لزوجته إنها السبب، في حين ترفض الزوجة وتقول لزوجها إنه هو أصل المشكلة. وإذا طال الانتظار ولم يقع الحدث السعيد، فإن التأخر في الإنجاب يتحول نقطة صدام في الحياة الزوجية قد تنتهي الى أبغض الحلال: الطلاق. في المجتمعات العربية، فإن مسؤولية عدم الإنجاب غالباً ما تقع على الزوجة، على رغم أنها قد لا يكون لها لا ناقة ولا جمل في الموضوع، وأن الأمر برمته يعود إلى الزوج وحده. نعم، إن الرجل يمكن أن يكون المسؤول الوحيد عن عدم إنجاب الأطفال. لا شك في أن هناك قضايا صحية لدى كل من الرجل والمرأة، تساهم، في شكل أو في آخر، في تقليص القدرة على الإنجاب، لكن يجب أن نعرف أن هناك تصرفات خاطئة يرتكبها الطرفان وتلعب دورها في تراجع الخصوبة لديهما وبالتالي تعذّر وقوع الحمل. من التصرفات الخاطئة للرجل: - تناول الدهون المشبعة، فقد كشفت دراسة دنماركية، نشرت حديثاً في دورية التغذية السريرية الأميركية، أن الشباب الذين تناولوا وجبات مفعمة بالدهون المشبعة قلّ لديهم تركيز السائل المنوي بنسبة حوالى ٤٠ في المئة. وسبق لفريق بحثي من جامعة هارفارد أن كشف عن وجود تأثيرات سلبية للدهون المشبعة في خصوبة الرجال، وأكد العلماء أن الذين يتناولون أطعمة تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة، مثل البرغر والمقالي، كانوا يملكون سائلاً منوياً أقل كفاءة من أجل إتمام عملية الإخصاب. - رفع حرارة الخصيتين. تحتاج الخصية الى درجة حرارة تقارب ٣٥ درجة مئوية كي تعمل بكامل طاقتها، من هنا فإن تعريض الخصية لدرجات حرارة أعلى من ٣٥ يعطّل عملها ويقلّل من قدرتها على إنتاج حيوانات منوية سليمة. إن المغاطس الساخنة وحمامات السونا توثر سلباً على عمل الخصية، من هنا ضرورة الحذر من كل شيء يرفع حرارة الخصية. - أجهزة الكومبيوتر المحمولة. يحذّر عالم المسالك البولية الأميركي يوليم شينكين الرجال من وضع الكومبيوتر المحمول في الحضن على مقربة من الجهاز التناسلي لأن الحرارة الصادرة عن الكومبيوتر يمكنها أن تضر بكمية السائل المنوي ونوعيته. وهذه المسألة باتت حقيقة علمية مؤكدة، فرفع حرارة الخصية درجة واحدة يلحق الأذى بالحيوانات المنوية، فكيف إذا كان وضع الكومبيوتر على الركبتين مع ضم الساقين يمكن أن يرفع حرارة الخصية درجتين ونصف درجة مئوية. - الملابس الداخلية الضيقة، فارتداء هذه السراويل يرفع حرارة الخصيتين ما يؤثر سلباً في عدد الحيوانات المنوية، لذا ينصح بارتداء السراويل الواسعة التي تفسح المجال للخصيتين لتكونا في مكان أكثر برودة من الجسم. - وضع الهواتف المحمولة في الجيب. توصلت دراسة بريطانية حديثة الى أن احتفاظ الرجال بالهواتف النقالة في جيوبهم يمكن أن يؤثر في خصوبتهم في شكل كبير. وأكد علماء من جامعة اكسيتر البريطانية أن التعرض لترددات الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من الهاتف المحمول يتسبب في تدهور نوعية الحيوانات المنوية. وقالت الدكتورة فيونا ماتيوز التي قادت هذه الدراسة: «النتائج التي أتت بها الدراسة تشير بقوة إلى أن التعرض لترددات الإشعاع الكهرومغناطيسي من حمل الهاتف النقال في جيوب البنطلونات يؤثر سلباً في نوعية الحيوانات المنوية». - التبغ، فقد كشفت الدراسات التي أجريت على الرجال المدخنين وغير المدخنين، مدى تأثير النيكوتين في الحيوانات المنوية، إذ تبين أن عدد الحيوانات كان أقل لدى المدخنين أسوة بغير المدخنين، كما أن نسبة الأشكال غير الطبيعية من الحيوانات كانت أعلى لدى المدخنين مقارنة بالآخرين. السلوكيات الخاطئة عند المرأة: > الحصول على القد المياس. إن إنزال الوزن الى دون الحد الطبيعي يؤدي الى نقص هرمون الليبتين الذي يساهم في غياب فترات الحيض. > التبغ، فالتدخين يعطل عمل الهرمونات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة في عملية الخصوبة. وبينت بحوث كثيرة أن النيكوتين يؤثر في نضوج البويضة وفي إمكان تلقيحها وفي وظيفة قناة فالوب التي تصل المبيض بالرحم. > ممارسة الرياضة العنيفة. كشفت الدراسات أن السيدات اللواتي يمارسن الرياضة أكثر من اللازم واجهن صعاباً على صعيد وقوع الحمل، بسبب حصول تغيّرات طاولت الدورة الشهرية. > الإفراط في شرب المنبهات. أفادت دراسة قام بها باحثون من كلية طب نيفادا الأميركية بأن المبالغة في استهلاك الكافيين يمكن أن تعرقل سفر البويضة من المبيض الى الرحم عبر قناة فالوب، ما يؤثر في وقوع الحمل. في المقابل، فإن دراسة دنماركية أجريت في المختبر أشارت الى أن شرب خمسة أكواب أو أكثر من القهوة يومياً يقلل قدرة المرأة على التخصيب بمقدار النصف. > ضغوط الحياة. إن العيش تحت تأثير الضغوط المتزايدة يسبب بلبلة على مستوى الهرمونات وبالتالي على عملية التبويض. خلاصة القول، إن التأخر في إنجاب الأطفال قد يكون سببُه أخطاء الزوج أو الزوجة أو كليهما، لذلك من الضروري تسليط الضوء على هذه الأخطاء بهدف تجنّبها.
مشاركة :