ترامب يتخلى عن تشدده مع باكستان: شعبها ذكي ورئيس وزرائها رائع

  • 12/2/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، بالأخير وبباكستان وشعبها، في موقف يتعارض جذرياً مع مواقفه السابقة حول هذا البلد، إذ كتب على «تويتر» في 17 كانون الثاني (يناير) 2012: «باكستان ليست صديقتنا. قدمنا لها بلايين الدولارات وحصلنا في المقابل على خيانة وعدم احترام وأسوأ من ذلك، لذا يجب اعتماد الحزم معها». وأكد مكتب ترامب المكالمة الهاتفية، لكن بيانه اكتفى بذكر أن الرجلين «أجريا محادثة مثمرة حول طريقة ضمان علاقة قوية في المستقبل بين الولايات المتحدة وباكستان» التي تعتمد الى حد كبير على المساعدة الأميركية، وستتلقى نحو بليون دولار من المساعدة الاقتصادية والعسكرية للسنة المالية 2017. ووفق تصريحات أوردتها الحكومة الباكستانية، قال ترامب لشريف الذي أجرى المكالمة لتهنئته بالفوز: «انت شخص رائع، وتنفذ عملاً استئنائياً تظهر نتائجه في كل مكان. حين اتحدث معك، تترك لدي انطباعاً بأنني اعرفك منذ فترة طويلة، وأنا متشوق للقائك قريباً». وأضاف: «لديك سمعة جيدة جداً»، رغم مواجهة شريف ملاحقات في قضايا فساد، في حين وصف باكستان بأنها «رائعة تقدم فرصاً هائلة، وشعبها بين الشعوب الأكثر ذكاء». ودعا شريف الرئيس الأميركي المنتخب الى زيارة باكستان، فرد الأخير: «أرغب كثيراً في المجيء الى بلد رائع ومكان رائع يقيم فيه اشخاص رائعون». وإذا تحققت الزيارة، سيُصبح ترامب اول رئيس اميركي يزور باكستان منذ جورج بوش خلال حقبة حكم الديكتاتورية العسكرية بقيادة برويز مشرف في 2006. وعرض ترامب أيضاً المساعدة في حل مشاكل باكستان التي تواجه خصوصاً اعمال عنف يرتكبها متطرفون. وقال: «أرغب في لعب اي دور تريدونه مني لمواجهة المشكلات العالقة وحلها». وأثار مضمون نص المحادثة مفاجأة لدى الصحافة الباكستانية ووسائل التواصل الاجتماعي التي ذكّر بعضها بخطاب ترامب المعادي للإسلام قبل انتخابه رئيساً وتصريحاته السابقة التي انتقدت باكستان بشدة، وكذلك بتقاربه مع الهند التي كان التقى ترامب رئيس وزرائها ناريندرا مودي الشهر الماضي، في وقت حاول استمالة الناخبين الأميركيين من أصول هندية خلال حملته الانتخابية، ثم اجتمع مع رجال أعمال هنود بعد انتخابه. وتساءل الصحافي الباكستاني عمر قريشي ساخراً: «هل تعلم سيد ترامب أن غالبية الباكستانيين مسلمون. وبالتالي كيف يمكن ان يكونوا عباقرة واشخاصاً استثنائيين، ألن تمنعهم من دخول الولايات المتحدة»؟ وكتب مايكل كوغلمان، الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون في واشنطن، على «تويتر»: «لا أزال أحاول أن افهم هذه المكالمة الغريبة بين ترامب وشريف. من كان يظن أن ترامب سيصبح مروجاً ايجابياً لباكستان». لكن الخبير حذر من انه لا يجب تعليق أهمية كبيرة على اقوال ترامب «لأن مواقفه مرتجلة». على صعيد آخر، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إنها ستحاول التعاون مع ترامب في مكافحة التغير المناخي، رغم إعلانه خلال حملته الانتخابية إنه قد يلغي مشاركة الولايات المتحدة في معاهدة باريس الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري. وقالت مركل التي تولت أمس رئاسة مجموعة الدول العشرين: «اتفقت مع ترامب على محاولة التعاون»، علماً ان ترامب ابلغ صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي أنه يعتقد بوجود «صلة ما» بين النشاط البشري وارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك رغم وصفه التغير المناخي سابقاً بأنه «خدعة». وأشارت المستشارة الى أنها معتادة على العمل مع أناس لا تتفق دائماً معهم، وقالت: «لم تكن مفاوضات المناخ سهلة في الماضي مع الرؤساء الأميركيين، وكذلك مع باراك أوباما، لذا يجب أن نسعى الى إيجاد حلول وسط، في ظل الاحترام المتبادل والرأي الواضح، والسياسة هي أن نبحث دائماً عن سبيل مشترك للمضي قدماً».

مشاركة :