متاهة الصحراء تبدو معادلا للكون الأبدي الممتد، والطبيعة المتغيرة التي تتحول إلى طغيان وحشي قاس، تختبر قوة الإنسان على الصمود، وكأنها “غضب الرب”، والحالة المستمرة العبثية التي تشير إليها وجود جثة يعجز الرجال عن توصيلها إلى مستقرها الأخير بما في ذلك من “معصية”، تبدو أيضا كالقدر الممتد أو اللعنة الأبدية. لا شك في جمال التصوير السينمائي الذي أنجزه المصور ماورو هيرشي، وقطعات المونتاج المنفذة بمهارة حرفية لاستدعاء أقصى ما يمكن من داخل مشاهد الجبال والصحراء والثلوج والغبار وإبراز التناقض بين الحجم الضئيل للإنسان وهيمنة الطبيعة وقوتها، لكن المشكلة الأساسية أن هدف الفيلم يظل غامضا، عصيا على التفسير تماما مثل هدف الرحلة التي لا تصل إلى منتهاها ولا يحدث شيء كبير خلالها، بل تضيع في “التفاصيل”! :: اقرأ أيضاً رواية عراقية عن مدينة خيالية في عالم تتصارع فيه الحكايات الملتقى الدولي للشعر في القاهرة يستبعد الشعراء الجدد رحلات جزائري تكشف أسرارا عن ترييف المدينة نجيب محفوظ مجددا متهما ومطلوبا
مشاركة :