سلمت الكويت اليوم خمسة ملايين دولار الى منظمة الصحة العالمية مساهمة طوعية لدعم جهود المنظمة في التعامل مع التداعيات الصحية الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل شمالي العراق. وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير جمال الغنيم «إن هذه المساهمة الطوعية تتوجه بشكل أساسي لتوفير الأدوية اللازمة لعلاج الجرحى والحالات المرضية الحرجة إضافة الى اللقاحات الضرورية للأطفال». وأوضح أن «توفير الأمن الصحي بين النازحين الفارين من المعارك الدائرة لدحر تنظيم (داعش) سيساعد على «ضمان الاستقرار الصحي في دول الجوار كافة لأن الأوبئة والأمراض لا تعرف حدودا وتنتقل بشكل متسارع مشكلة خطرا داهما غير مرئي». وشدد على أن «اتخاذ الأساليب الوقائية في مناطق الخطر وبؤر انتشار تلك الأوبئة هو خير وسيلة لتفادي انتشارها ووصولها لنا لاسيما وأن دولة الكويت ولله الحمد خالية من الأمراض المعدية ومن ثم فليس من مصلحتنا عدم التعامل بالسرعة البالغة مع منظمة الصحة العالمية في هذا المجال». وأوضح أن «هذه المساهمة لا تصب فقط في حماية الإنسان بل تقي البيئة أيضا من التبعات السلبية لانتشار الأمراض والأوبئة، فضلا عن أهمية المساهمة في تقديم العلاج للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، إضافة الى الفئات الضعيفة مجتمعيا ككبار السن والنساء الحوامل أو الرضع». وفي الوقت ذاته، وصف السفير الغنيم علاقة الكويت مع منظمة الصحة العالمية بأنها «على قدر كبير من الأهمية والتميز إذ تحرص الكويت دوما على المساهمة في برامج المنظمة الملحة والعاجلة فكانت على سبيل المثال من أوائل الدول التي دعمت جهود المنظمة في دحر فيروس (ايبولا) في غرب افريقيا». كما أشار السفير الكويتي الى أن هذه المساهمة الطوعية «تأتي أيضا في سياق عضوية دولة الكويت في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية نظرا لما للكويت من اهتمام في التعامل مع قضايا الصحة والبيئة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية فأخذت على عاتقها تقديم افكار لكيفية التعامل مع تلك الازمات الصحية». من جانبه، أكد المدير التنفيذي لبرامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الدكتور بيتر سلامة أن»مساهمات دولة الكويت الطوعية في برامج المنظمة العاجلة والملحة مثال يحتذى به في كيفية تعاون الدول المانحة مع الحالات الانسانية التي تحتاج تدخلا سريعا«. وأضاف إن من أهم الأمثلة في التعاون بين الكويت والمنظمة هو»ما قدمته الكويت من دعم لصالح اللاجئين والنازحين السوريين حيث كان للمساهمة الكويتية الفضل الرئيسي في وأد الأوبئة والأمراض بين السوريين«. وأكد أن»الدعم الكويتي المقدم اليوم لصالح العمليات الطبية في الموصل يأتي في وقت مناسب تماما حيث يحتاج النازحون العراقيون الى المتابعة الصحية وتغطية احتياجاتهم من العلاجات واللقاحات، فضلا عن الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال".
مشاركة :