تدرس الولايات المتحدة وروسيا سبلا جديدة لكسر الجمود الدبلوماسي المستمر منذ شهر بشأن كيفية وقف القتال الدائر في مدينة حلب السورية، بحسب ما ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة، مضيفا، أن تلك «الأفكار»، ستختبر في مناقشات لاحقة بين دبلوماسيين أمريكيين وروس الأسبوع المقبل. وفي حين لم يستطرد كيري بشأن محتوى المنهج الجديد الذي يجري العمل عليه بالتعاون مع روسيا، إلا أنه أكد على أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا تريان عجالة الوضع، ولن تنتظرا بدء فترة دونالد ترامب الرئاسية يوم 20 يناير/ كانون الثاني. ولكن بالنظر إلى الفشل المتكرر لعدوي الحرب الباردة السابقين في وقف الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات فمن غير الواضح مدى الأمل الذي تحمله المساعي الجديدة. وعقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة في روما، قال كيري، «تبادلنا مجموعة من الأفكار التي ستتم مناقشتها في اجتماع في وقت مبكر من الأسبوع المقبل في جنيف، وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان لتلك الأفكار أية قيمة في الواقع. أقول إن كلا الجانبين يتفهم أهمية محاولة الاستمرار في المساعي الدبلوماسية ومحاولة رؤية ما إذا كان يمكن إحراز أي تقدم. لا أحد ينتظر الإدارة المقبلة. كلانا يشعر أن هناك عجالة». كما ذكر كيري، أنه سيقيم التقدم مع لافروف عندما يلتقيان مرة أخرى على هامش مؤتمر أمني أوروبي في مدينة هامبورغ الألمانية يوم الأربعاء. وأثناء محادثاتهما، عرضت الحكومة السورية أحدث مكاسبها في حلب، التي كانت يوما ما أكبر مدن سوريا ومركزها التجاري. فقد قدمت وسائل إعلام سورية رسمية اليوم الجمعة تغطية من مناطق تمت استعادتها هذا الأسبوع في هجوم مدعوم من روسيا، وبثت تقارير عن طرق يجري إصلاحها، وركام تتم إزالته، ومدنيين تتم إعادة توطينهم. وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة، إن ما يقدر بـ31500 شخص، نزحوا جراء القتال الأخير، الذي يقرب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من السيطرة على المدينة بأكملها مستكملا ما ربما تكون ضربة مدمرة لقوات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة. أدت الحرب إلى مقتل ما يصل إلى نصف مليون شخص منذ 2011، وساهمت في أسوأ أزمة لجوء في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأدت أيضا إلى بزوغ تنظيم «داعش»، كتهديد إرهابي عالمي. جرت المناقشات الدبلوماسية الجمعة في فندق أعلى بعدة طوابق من مؤتمر تستضيفه إيطاليا حول منطقة البحر المتوسط، وأكد وزير الخارجية الروسي لافروف، أن بلاده لن تسمح لسوريا لأن تحذو حذو ليبيا التي ينعدم فيها القانون بعد تدخل الناتو في 2011، الذي ساعد في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي. وتشهد الآن ما يمكن أن تكون أسوأ أعمال عنف خلال عامين، حيث تتنافس مليشيات وجماعات متطرفة مثل «داعش»، على السلطة. وفيما تتهم واشنطن، موسكو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، حمل لافروف، الولايات المتحدة والأمم المتحدة المسؤولية عن الوضع الراهن. وأعرب عن أسفه لعدم مقدرة الولايات المتحدة على الوفاء بالتزامها بموجب العديد من خطط وقف إطلاق النار لفصل ما تسمى جماعات المعارضة «المعتدلة»، عن المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة، والذين تقول روسيا، إنها تستهدفهم. وتساءل لماذا لم تبدأ الأمم المتحدة محادثات سلام أو تسرع المساعدات إلى مناطق سورية تحتاج إليها، وهو أمر تتحفظ المنظمة الدولية على القيام به منذ استهداف قافلة تابعة لها في سبتمبر/ أيلول، بغارة جوية. وتحمل الولايات المتحدة، روسيا المسؤولية عن هذا الهجوم، وهي تهمة تنفيها موسكو. وقال لافروف، «الوقت حان لإيجاد تسوية». والتقى الدبلوماسيان الجمعة مع مبعوث الأمم المتحدة من أجل سوريا، ستافان دي ميستورا. ومع إعلان الصحفيين عن اجتماعه مع كيري، أمكن للصحفيين سماع وسيط السلام يبلغ وزير الخارجية الأمريكية، «أي شيء غير الجمود».
مشاركة :