حضر غيب بلمونت الى عمله الهندسي في وادي السليكون في اليوم الذي أعقب الانتخابات الرئاسية الأميركية وهو مصدوم. ولم يتمكن من النوم ولا تناول الطعام وكان يكافح لتفادي الهلع. واستغرب زملاء العمل حالة الذهول والاضطراب التي اعترته، ويستعيد بلمونت ما كان عليه وضعه قائلاً: " كانت الانتخابات قاسية نوعاً ما". والحقيقة أنه كان واحداً من أكثر من 740000 مهاجر غير مقيدين قانونيا، ولكنهم يتمتعون بحماية من الابعاد ومسموح لهم بالعمل بموجب برنامج وصول الأطفال المؤجل (داكا) الذي طرحه الرئيس أوباما في سنة 2012 والذي تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإلغائه. وبرنامج "داكا" متوافر للمهاجرين الشبان المعروفين باسم "الحالمون" بعد قانون الحلم في الكونغرس. وقد فشل مراراً تمرير مشروع القانون المتعلق بإصلاح وضع المهاجرين ولكنه شكل حجر الزاوية في برنامج أوباما الذي نفذ بموجب اجراء تنفيذي. وينطبق "داكا" على الأشخاص الذين ولدوا بعد شهر يونيو من عام 1981 ووصلوا الى الولايات المتحدة قبل سن السادسة عشرة، ولم يحكم عليهم بجناية أو جنحة كبيرة وهم في المدارس أو لديهم شهادة دراسة ثانوية أو أدوا الخدمة العسكرية. عاش بلمونت الذي يبلغ الرابعة والثلاثين من العمر في الولايات المتحدة منذ كان في السابعة من العمر، وقد أحضرته أمه من المكسيك بتأشيرة سياحية وبقيا في البلاد بعد انتهائها. ونظراً لعدم تمكنه من الحصول على قرض فقد درس في الجامعة عن طريق العمل في مطاعم ومستودعات. ثم تخرج في سنة 2008 بشهادة في الهندسة الصناعية ولكنه لم يتمكن من العثور على شركة ترغب في تقديم كفالة تأشيرة له. وهكذا أمضى الأعوام الأربعة التالية في وظائف الحد الأدنى من الأجر التي لا تحتاج الى كفالة. وبعد أن تأهل لبرنامج (داكا) تمكن بلمونت من الحصول على عمل يستخدم فيه شهادته الجامعية، وكانت البداية في الدعم الفني ثم انتقل الى وظيفة مهندس جودة. وليس من الواضح ما اذا كان ترامب سوف يسمح للعمال من أمثال بلمونت بالاحتفاظ بأذونات العمل الحالية حتى موعد انتهائها أو أن يقرر إلغاءها على الفور اذا ألغى برنامج "داكا". ويقول فرانك شاري وهو مدير تنفيذي لمجموعة أنصار المهاجرين "صوت أميركا" إن هناك "الكثير من القلق في أن يقدم الشخص الذي يقول إنه سوف يركز على المجرمين بتعكير حياة الحالمين ذات يوم". وسيفضي إلغاء برنامج "داكا" ومنع المستفيدين من العمل الى شطب ما لا يقل عن 433 مليار دولار في الناتج المحلي الاجمالي الأميركي خلال العقد المقبل، بحسب محلل من مركز التقدم الأميركي الذي لا يهدف الى الربح. ويقول جيريمي روبنز وهو مدير تنفيذي في الاقتصاد الأميركي الجديد New American Economy وهي مجموعة مدعومة من شركات لإصلاح وضع المهاجرين تضم في رئاستها قادة من بوينغ وماريوت انترناشنال ونيوز كورب، كما تضم قائمة مؤيديها مايكل بلومبرغ صاحب الأكثرية في بلومبرغ بزنس ويك. وتنصح مجموعات أنصار الهجرة الناس بعدم التقدم بطلبات لأول مرة الى برنامج "داكا"، لأن الناس في هذا البرنامج يطلب منهم اعطاء عناوينهم مما يجعل من الأسهل بالنسبة الى سلطات الهجرة العثور على المشاركين. ويقول دانييل غارزا وهو مدير تنفيذي في مجموعة مبادرة ليبر اللاتينية المدعومة من المليارديرين تشارلز وديفيد كوتش "اذا ألغى ترامب (داكا) فسوف تخلق أزمة لهم وهم عرضة للابعاد الآن". وتقول المجموعات المناهضة للهجرة إن على ترامب الوفاء بوعوده. ويقول بوب دين المدير التنفيذي لاتحاد اصلاح الهجرة الأميركي الذي لا يهدف الى الربح وهو يدعو الى تقييد الهجرة "الشيء غير الانساني أن تقيم نظاماً متعارضاً حيث ترفع لافتة على الحدود تقول (ابتعد) وتحتها لافتة تقول (ادخل، وإذا استطعت القفز من فوق السياج فستحصل على وعاء العسل) ولافتة تقول (مطلوب موظفون)". وبينما كان يتحدث الى محامين حول وجود طريقة لحصوله على تأشيرة يضع بلمونت خطة احتياطية في حال إبعاده، وقد سدد بطاقات الائتمان وتحدث الى رفاق السكن للعثور على شريك بديل ورتب مسألة ابقاء ابنه المولود في الولايات المتحدة مع جديه.
مشاركة :