الوقف الجامعي صناعة مهمة جداً لكل مؤسسة تعليمية جامعية تنظر إلى المستقبل البعيد تحسباً لتقلبات الزمن وتغيرات الحال، وترغب في زيادة الموارد التي تمكنها من مواكبة احتياجات برامجها التعليمية بمرونة تجعلها في المقدمة، فلا يحول المال دون بروزها تعليمياً وبحثياً ومجتمعياً. وصناعة الوقف الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ذات أطر وملامح وسياسات وتنظيمات جعلتها في المقدمة على مستوى العالم، وساهمت في حفظ مكانة الجامعات الأمريكية رائدة على مستوى العالم. وفي عام 2013م تجاوزت مجموع قيم الوقفيات في أعلى 20 جامعة أمريكية مبلغ 220 مليار دولار أمريكي، وكان في المقدمة (كما هو الحال دائماً) جامعة هارفارد بقيمة وقفية تجاوزت 32 مليار دولار، تلتها جامعة ييل بقيمة تجاوزت 20 مليار دولار، ثم جامعة تكساس بقيمة قريبة من ييل، ثم ستانفورد بقيمة تجاوزت 18 مليار دولار تلتها برنستون بقيمة قريبة من ستانفورد. وكل هذه الجامعات العشرين تمتعت بزيادة نسبية في قيم وقفياتها تراوحت بين 6% و 14%. وللعلم فإن قائمة العشرين هذه تضم 15 جامعة خاصة لا تأخذ فلساً واحداً من العم سام، وهي بالطبع كذلك غير ربحية ولا تجارية إطلاقاً. لكن كيف تزداد قيم هذه الوقفيات باستمرار؟ الاستثمار الناجح هو أحد السبل الآمنة! أما المصدر الآخر الذي لا ينضب فهو الخريجون السابقون من هذه الجامعات. وكلما كان موقع الجامعة متقدماً علمياً وبحثياً كلما كان خريجوها من الناجحين غالباً في عالم المال والأعمال وإدارة مؤسسات القطاع الخاص، وكلما كانوا كذلك كلما ازداد عطاؤهم لجامعاتهم التي تخرجوا فيها تقديراً وعرفاناً وامتناناً بالمستوى التعليمي الذي حظوا به، وبالفرص التي أتيحت لهم، وبالمستقبل الذي قدم لهم. وفي المملكة اليوم وقفيات لبعض الجامعات السابقة تتراوح أقيامها بين بسيط ومتوسط، لكن لا بأس في ذلك، فالفكرة كلها ناشئة وجديدة. أما المطلوب فهو تطوير هذه الصناعة لتدخل مرحلة جديدة من المهنية والاحترافية والاستقلالية، ولتكون بالفعل رافداً مهماً جداً للعملية التعليمية والبحثية ولتكون رابطاً قوياً يربط الجامعة بخريجها القدامى والجدد. والسؤال من سيتولى زمام المبادرة؟! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain