أبوظبي: الخليج شهدت العاصمة الفنلندية هلسنكي انطلاق منتدى الأعمال الإماراتي - الفنلندي الذي شارك فيه وفد رسمي من الدولة اشتمل على حضور واسع لرواد أعمال ومستثمرين إماراتيين، إلى جانب ممثلي بعض الجهات الحكومية المحلية، في إطار زيارة موسعة نظمتها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع مجلس المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، تضمنت إلى جانب المنتدى عدداً من المحطات المهمة، أبرزها المشاركة في معرض سلاش للابتكار 2016 وعقد لقاءات رسمية رفيعة المستوى مع مسؤولين في الحكومة الفنلندية، وجولة ميدانية على بعض بيوت الخبرة الفنلندية. استعرض المنتدى آفاق التعاون الاقتصادي وفرص بناء الشراكات التجارية والاستثمارية بين الإمارات وفنلندا على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، مع التركيز على المشروعات المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار، وسبل الاستفادة من الحلول الابتكارية والتقنيات الحديثة في تطوير القطاعات ذات الأولوية، مثل الصناعة والسياحة والطاقة والتعليم وغيرها من مرتكزات النمو المستدام. وترأس المنتدى عن الجانب الإماراتي عبد الله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، فيما ترأسه عن الجانب الفنلندي ماتي أنطونن وكيل وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية للعلاقات الاقتصادية الدولية. تطوير العلاقات وأكد ماتي أنطونن في افتتاح أعمال المنتدى أن فنلندا تبدي اهتماماً كبيراً بتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الإمارات، وأن ثمة إمكانات واسعة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين بما يحقق المصالح التنموية المشتركة، ولا سيما في قطاعات الابتكار والتعليم والطاقة. وأكد أنطونن أن فنلندا تعد من أهم الدول في مجال الابتكار، وهي الدولة الأوروبية الأولى من حيث نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي، وأنها حققت تقدماً عالمياً كبيراً في ميادين مرتبطة بالابتكار، من أهمها المدن الذكية والبنى التحتية المتقدمة وأنظمة الروبوت، معتبراً أن ذلك يهيئ أساساً متيناً للانطلاق بالعلاقة الثنائية مع دولة الإمارات نحو آفاق أوسع من التعاون. نمو متواصل من جانبه، قال عبد الله آل صالح في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، إن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وفنلندا تشهد نمواً متواصلاً، حيث وصل إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين في عام 2015 إلى 440 مليون دولار، ويتوقع ارتفاعه أكثر مع نهاية العام الجاري إذ بلغ خلال النصف الأول مستوى 322 مليون درهم، مشيراً إلى أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة بصورة أكبر في ظل الإمكانات المتاحة والرغبة المتبادلة لحكومتي البلدين في الارتقاء بمستوى التعاون بينهما. وتابع أن فنلندا تعتبر من الوجهات العالمية البارزة في المجالات التقنية والقطاعات المرتبطة بالابتكار والبحث العلمي، الأمر الذي تلتقي فيه مع التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات التي أولت الابتكار بالغ اهتمامها وجعلته أساساً لتحقيق النمو وتمكين التنافسية، وهذا بدوره يفتح المجال واسعاً لتشجيع الاستثمار والتعاون في نقل المعرفة والاطلاع على أحدث الحلول الابتكارية، ومد جسور التواصل المباشر على مستوى القطاع الخاص. سلاش للابتكار 2016 وأضاف آل صالح أن مشاركة الوفد الإماراتي خلال الزيارة في معرض سلاش للابتكار 2016 مثلت فرصة مهمة لأعضاء الوفد ولا سيما من رواد الأعمال، حيث اطلعوا من خلالها على أفضل الحلول العالمية التي تتبعها الحكومات والشركات لتعميق دور الابتكار في تحقيق النجاح وتسريع وتيرة النمو وتعزيز التنافسية، وتسنى لهم التعرف من كثب إلى تقنيات وأساليب إبداعية وخصوصاً في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي يساعدهم على تطوير أعمالهم ونقل التجارب العالمية الرائدة إلى بيئة الأعمال الإماراتية، حيث يعد المعرض إحدى أهم المنصات الدولية المتخصصة في الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وتجتمع تحت مظلتها أفضل خبرات العالم في هذا الميدان. وذكر أن اتفاقية الأجواء المفتوحة التي وقعها البلدان قبل نحو 3 سنوات أسهمت في تنشيط حركة الشحن والنقل الجوي وتعزيز التعاون في مجال الطيران المدني بين الجانبين، حيث يزور الإمارات سنوياً أكثر من 10 آلاف مواطن فنلندي، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على التعاون في مختلف المجالات الأخرى، ومن أهمها التجارة والسياحة والاستثمار والتعليم وتبادل الخبرات. بيئة اقتصادية رائدة ودعا رجال الأعمال والمستثمرين في فنلندا إلى الاستفادة من البيئة الاقتصادية الرائدة التي تتمتع بها الإمارات، من تشريعات اقتصادية وبنى تحتية وموقع استراتيجي ومشروعات تنموية جميعها تمثل عوامل جذب استثماري وتدعم نمو الأعمال التجارية، مذكراً بأن الدولة حققت نتائج مهمة على بعض المؤشرات العالمية مثل المرتبة 19 عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2016، و31 في المؤشر العالمي لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال 2016، و41 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2016. وأعرب عن ثقته بأن المنتدى يمثل فرصة بالغة الأهمية للانتقال بالتعاون القائم بين البلدين إلى مرحلة جديدة ومتميزة، يتم التركيز فيها على القواسم المشتركة في الأجندة الاقتصادية لكل طرف، ذاكراً منها مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والرعاية الصحية، والصناعات الغذائية والزراعة، والسياحة، والخدمات المالية وغيرها. أعضاء الوفد ضم الوفد الإماراتي الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي، المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، والدكتور أيمن إبراهيم مستشار وزير الاقتصاد للسياسات والتعاون الدولي، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بوزارة الاقتصاد، ومحمد اليوسفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالوزارة، فضلاً عن ممثلين عن مكتب إكسبو 2020 دبي، ودبي الجنوب، وسلطة منطقة عجمان الحرة، ومبادلة للطاقة، ومبادلة للتنمية، ومؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، وشركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية بالشارقة، وتوتال للخدمات الملاحية، وعدد من رواد الأعمال من مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية الخدمية والتجارية. جلستا عمل رئيسيتان تضمن جدول أعمال المنتدى جلستي عمل رئيسيتين،حيث تحدث محمد اليوسفي عن أبرز ملامح تطور قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات، كما استعرض الدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي أبرز الفرص التجارية والاستثمارية في إمارة رأس الخيمة، ومن جانبه استعرض وليد النصيرات من مؤسسة دبي للاستثمار مزايا وحوافز الاستثمار في دبي، فيما ألقى حسين المحمودي، المدير التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية بالشارقة، الضوء على كيفية تأسيس وتشغيل الأعمال التجارية في دولة الإمارات. أما الجلسة الثانية فتضمنت لقاءات واجتماعات مباشرة بين المستثمرين ورواد الأعمال الإماراتيين ونظرائهم الفنلنديين. وفي لقاء ثنائي على هامش منتدى الأعمال الإماراتي الفنلندي، بحث الوكيلان آل صالح وأنطونن سبل تطوير العلاقات الاقتصادية القائمة . واشتملت الزيارة لقاء جمع آل صالح مع نظيره بتري بلتونن، وكيل وزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف الفنلندية، بحضور أعضاء الوفد. النموذج الفنلندي للابتكار رحب الوكيل الفنلندي بلتونن بالوفد الإماراتي وأبدى اهتمام بلاده بهذه الزيارة الرسمية التي تعبر عن علاقات ثنائية وطيدة قائمة على الصداقة وتحقيق المصالح المشتركة. كما استعرض بلتونن أبرز خصائص النموذج الفنلندي لدعم الابتكار من خلال التعاون مع المؤسسات المتخصصة على المستويين المحلي والعالمي، مؤكداً وجود أرضية خصبة للتعاون مع الإمارات في هذا المجال. وفي اجتماع آخر، التقى عبد الله آل صالح مع ماريا لوهيلا رئيسة البرلمان الفنلندي، وبحث الجانبان توسيع آفاق التعاون لدعم جهود التنمية المستدامة في البلدين. وزار الوفد الإماراتي معهد فنلندا للأبحاث التقنية الذي يعد مؤسسة مرموقة ذات مستوى عالمي تركز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، ويضم أكثر من 2000 باحث في مجالات العلوم المختلفة والطاقة والحلول البيئية.
مشاركة :