متحف الاتحاد بدبي منارة تحكي القصة الكاملة لقيام الدولة

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقع مبنى متحف الاتحاد بدبي، بجانب دار الاتحاد، المكان الذي شهد توقيع وثيقة قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، ويعد المتحف الذي تقدر مساحته بنحو 26 ألف متر مربع، معلماً بارزاً، ومنارة تحكي القصة الكاملة، لتشكيل الاتحاد عام 1971، ويسلط المتحف الضوء على الأحداث، التي وقعت بين عامي 1968و1974 مع طرح للسياق السياسي والاجتماعي، الذي مرّ به الاتحاد من مرحلة الإمارات المنفردة، حتى مرحلة الاتحاد وازدهار الدولة. واستوحى تصميم متحف الاتحاد من صور المغفور لهم، بإذن الله، الشيوخ وهم يوقعون على دستور دولة الإمارات المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، حيث جرى استخدام رمز القلم في وضعية الكتابة والوثيقة التي تحوي بنود الدستور عناصر تصف شكلها البارز، ويكمل هذا المفهوم المحبرة الممثلة في دار الاتحاد، وتمثل الخطوط البسيطة والأنيقة في النموذج الأبيض، كما لو كانت ورقة تطوى برشاقة ما يعطيها وجوداً فريداً وأيقونياً، من دون أن تطغى على التصميم البسيط لشكل دار الاتحاد. إحياء المشهد التاريخي وفي تصميم المتحف أعيد إحياء المشهد التاريخي لعام 1791 من جديد، وربط دار الاتحاد بماضيها، وإدخال الخط الساحلي التاريخي على المنظر الطبيعي بوصفه سمة مائية مميزة، ليعيد إلى الأذهان مشهد وقوف المؤسسين ووراءهم الخليج العربي، وسارية العلم التي جرى رفع علم الإمارات عليها لأول مرة بعد توقيع الاتحاد. يضم الموقع عدداً من المباني التاريخية التي تم ترميمها، وصمم مدخل الجناح الجديد للمتحف على شكل مخطوطة، مع سبعة أعمدة مائلة تمثل القلم الذي استخدم لتوقيع وثيقة الدستور، ويحتوي المتحف على صالات عرض دائمة ومؤقتة، ومسرح ومناطق مخصصة للتثقيف، واستراحات والإدارة، إضافة إلى العديد من مرافق الأنشطة الداعمة، وساحة واسعة ومواقف سفلية وسطحية للسيارات. أما مبنى دار الاتحاد الذي شهد توقيع وثيقة الاتحاد، فجرى ترميمه وإعادته لشكله الأصلي، مع إدخال تحسينات هيكلية عليه، وكذلك ترميم قصر الضيافة المجاور، وتصنيع تجهيزاته ومفروشاته بشكل مماثل لحالتها الأصلية، وترميم المبنى التابع لدار الاتحاد الذي يحتوى على مجلس لاستقبال كبار الزوار وقاعة للاجتماعات، إضافة إلى المرافق التابعة له، ويقع المتحف تحت سطح الأرض، وهو يرتبط بجناح الدخول ودار الضيافة والمبنى التابع لدار الاتحاد، كما أعيدت المناظر الطبيعية المحيطة بالموقع التاريخي لحالتها الأصلية، كما كانت عام 1971، وبني مسطح مائي جديد يحاكي شكل الخط الساحلي في تلك الفترة، إضافة إلى إنشاء سارية علم جديدة بارتفاع 123 متراً، حلت محل سارية العلم التي أنشئت عام 2001. رحلة في متحف الاتحاد جناح الاستقبال: أول ما يلج الزائر إلى متحف الاتحاد يشدّه التصميم الفني الرائع لواجهة المتحف، تلك الواجهة البارزة بمعانيها، التي صممت بصورة مستوحاة من وثيقة الاتحاد، مع سبعة أعمدة مائلة تحاكي القلم المستخدم في توقيع وثيقة الدستور. فمن بعد جناح الاستقبال الخاص ببيع التذاكر وتوزيع المنشورات التعريفية عن المتحف يكمن يميناً المجسّم الشامخ الذي يمثل مقدمة الدستور لدولة الإمارات، يقابله من الجهة الأخرى المدرجات الضخمة التي يحاذيها الدرج الموصل للطابق العلوي المنفرد بمطعم والمنفرد أيضاً بإطلالة تعانق حروف هذا الوطن وتاريخه المشع من خلال المناظر المطلة من تلك النوافذ الزجاجية الكبيرة. المسرح: من جناح الاستقبال أول ما يبدأ به الزائر هو النزول على الدرج الكبير حيث تتراءى له ضخامة مبنى المتحف المشيّد بالأسفل بصورة لا يتصورها الزائر بهذه المهارة الفنية والهندسية المعمارية تحت باطن الأرض، فمع نهاية الدرج بالأسفل يقبع يميناً المسرح الخاص بمتحف الاتحاد، الذي يضم 120 كرسياً، وهو مخصص للمناسبات وللمؤتمرات والبرامج المختلفة. منطقة تعريفية خروجاً من المسرح يُكمل الزائر طريقه على ممر المتحف نزولاً شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى نقطة منتصف المتحف الواسعة بمساحتها المتفرعة من عدة جهات، وبها تكون منصة استقبال أخرى فيها يُطلب المرشد الثقافي، أو الإرشاد السمعي وهو متوفر بست لغات مختلفة. وقبل الوصول إلى منصة الاستقبال يكمن على أحد الأطراف الخشبية الراقية للممر شاشات تعريفية للمتحف، يتعرف من خلالها الزائر إلى مسار الرحلة وما يشاهده خلال جولاته في المتحف، إضافة إلى ملخص عن الحكّام المؤسسين لاتحاد الدولة. اللوحة الفنية: قبل البدء بأخذ جولة في معارض وأقسام متحف الاتحاد يشد ناظري الزائر لوحة عملاقة على أحد جدران المتحف، وهي محاذية لممر الولوج لمعارض المتحف وأقسامه، لوحة فنية بديعة من عمل الفنان الإماراتي المبدع عبد القادر الريّس. أقوال مؤسسي الاتحاد تتوزع على أطراف وزوايا متحف الاتحاد الأقوال المأثورة للآباء المؤسسين، حيث أبرزت بصورة فنية كأنها منحوتة بإتقان على جدران المتحف، صورة تعطي جمالاً للعمل المعروض، وباللحظة نفسها يظهر معنى المقولة التي تجسّد صدقها على أرض الاتحاد منذ وقت قيامه وحتى يومنا هذا. الحديقة الداخلية: توجد في بداية أطراف متحف الاتحاد أيضاً حديقة صغيرة محاط معظم أطرافها بحواجز زجاجية، يتجلى على جدارها الخلفي شلال ماء يعطي جمالها جمالاً آخر، إحدى الأشجار الموجودة في هذه الحديقة هي الشجرة ذاتها التي زرعها بيده الكريمتين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول لعام 2012م في مقر دار الاتحاد، حيث نقلت من مكانها الأصلي الذي لا يبعد سوى عدة أمتار عن مكانها الحالي. قسم المؤسسين: يعتبر هذا القسم أول معرض يطلع الزائر عليه من بين المعارض الأخرى، تلوح الفائدة والإثارة من خلال هذا المعرض المكوّن من سبعة أقسام صغيرة، كل قسم يتكوّن من ثلاثة معطيات، أولها الصورة الشامخة لكل مؤسس، والثاني ال مقتنيات الخاصة به، أمّا الثالث فهو شاشة تفاعلية تعطي معلومات تاريخية عن سيرة المؤسس وعن شجرة عائلته، كما تحوي الشاشة صوراً فريدة ولقطات فيديو خاصة به. خريطة الإمارات التفاعلية المعرض التالي يسلط الضوء على مرحلة ما قبل الاتحاد، إذ سينتقل الزوّار مباشرة إلى مشاهدة خريطة بانورامية تفاعلية للمنطقة التي تشكّل دولة الإمارات، ويستطيع الزوّار تنشيط الخريطة لتظهر مجموعة من أفلام الفيديو والصوت، وتعمل هذه الخريطة المجسّمة بطريقة تكنولوجية تسمى خرائط الإسقاط. قاعة الفيلم التعريفي: خصصت هذه القاعة لعرض فيلم تعريفي ينقل الزوّار إلى الماضي مصحوباً بمؤثرات صوتية وموسيقى معبّرة، إذ يعرض قصة قيام الاتحاد ومقاطع ذات دلالات مهمّة تسرد تطوّر دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر إبراز الأحداث الرئيسة والشخصيات الأكثر تأثيراً في رحلة بناء الدولة الحديثة. قسم الشاشة العارضة: بعد الخروج من قاعة الفيلم التعريفي ينتقل الزائر إلى شاشة حائطية بالقرب من القاعة تُعرض فيها صور وتعليقات شارحة لمشاورات ما قبل الاتحاد مع الدول العربية المجاورة، وأيضاً مع دول أخرى عالمياً. قسم الطريق إلى الاتحاد الأفلاج في هذا القسم تُعْرض خطوات الوصول إلى مرحلة الاتحاد من خلال صور ومعروضات جرى تنسيقها على شكل فلج، حيث يتناول المعرض الخط الزمني التفاعلي لقصة الاتحاد ضمن سياق الأحداث الوطنية والدولية المتزامنة آنذاك، مع إعطاء الزوّار صورة متكاملة عن الحدث من البداية وحتى النهاية. عدد الأفلاج المعروضة في هذا القسم ثلاثة أفلاج، منسقة تكنولوجياً بشاشة عرض تفاعلية، تضم أيضاً سمّاعات صوتية، كل فلج يعطي معلومات عامة، أو ومضات تاريخية عن الإمارات مقسمة زمنياً كالآتي: الفلج الأول: من الإمارات المتصالحة وحتى عام 1970م. الفلج الثاني: من عام 1971م وحتى وقت انضمام إمارة رأس الخيمة للاتحاد. الفلج الثالث: من وقت انضمام رأس الخيمة وحتى عام 1981م. قسم بذور الاتحاد يحظى زوّار هذا العرض بفرصة الاستمتاع بعرض بصري مبهر ستستخدم فيه أحدث وسائل العرض شاشة 3D، وسينتقلون في رحلة عبر الزمن كما لو أنهم جزء من هذه التجربة لمعايشة الحدث الرئيسي، وهو اللقاء الذي جمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخاه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في سيح السديرة، ويروي قصة هذا الحدث التاريخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. قسم التغيير والاستقلال: يتكوّن هذا القسم من ثلاث ألعاب تكنولوجية، حيث توجد شاشة تتفاعل مع المكعبات السبعة المحتوية كل منها على شفرة معينة، يجري اختيار أحد المكعبات، ووضع جهته المشفرة على المكان المخصص لها على الشاشة التفاعلية، ومن ثمّ يعرض محتوى المكعب على شاشة عرض تعرض المفاهيم والتعليقات والصور الخاصة بكل عنوان يحمله كل مكعب، والعناوين السبعة التي تحملها المكعبات هي كالتالي: 1- الهوية 2- الدين 3- الأمن 4- الدفاع 5- الاستقلال 6- السيادة الإقليمية 7- الثقافة. قسم توحيد الإمارات: يلقي هذا المعرض الضوء على المسار الذي انتهجته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما تضمنته من لقاءات رسمية وغير رسمية تمهيداً لتأسيس الأمة المتوحدة، ويجري إبراز اللحظات الرئيسية المهمة على هيئة صور للحكّام تتيح للزائر مشاهدتها من خلال تتبع خطى متعرجة ترمز إلى التحديات التي واجهها قادة الاتحاد قبل تأسيس الدولة عام 1971م، منذ ما قبل الاتحاد التساعي وصولاً للاتحاد وحتى لأول احتفال وطني للدولة الاتحادية عام 1972م. كما تتم في هذا القسم الاستعانة بالمؤثرات الصوتية عن طريق السمّاعات الموجهة العارضة صوتياً للنص، خصيصاً لمن هو كفيف من زوّار متحف الاتحاد، وجدير بالذكر هنا أنّ آخر سمّاعة موجهة في هذا القسم تعرض صوت أحمد خليفة السويدي وهو يعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. قسم الدستور في هذا القسم أول ما يشدّ ناظري الزوّار الجدارية المذهبة التي تسبح عليها كلمات مختارة من دستور الإمارات كأنها شلاّل كلمات فضية، أمامها على بعد متر ونصف المتر تقريباً تقبع فاترينة زجاجية تضم عرضاً لنسخة من الدستور موقّعة من الحكّام المؤسسين، وكذلك تضم وثيقة الصداقة التاريخية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة البريطانية، وقد وقّع عليها الشيخ زايد في اليوم نفسه الذي أعلن فيه اتحاد دولة الإمارات. كما تتوفر في هذا القسم نسختان رقميتان للدستور باللغتين العربية والإنجليزية. قسم الإمارات وطن واحد مستقبل واحد: في هذا القسم الذي يعتبر آخر معرض يصل إليه الزوّار وهو مصمّم على شكل قاعة عرض مفتوحة تتيح للزائر التعرف إلى التطوّرات التي أسهمت في ولادة الأمّة الجديدة وملامح دولة الإمارات بعد الاتحاد، والأحداث المهمّة في تلك الفترة. السلام الوطني ولم يُنس السلام الوطني كذلك في هذا القسم، فقد خصّص له حضوره وتقاسيمه الموسيقية بكل فخر واعتزاز، كما يُعرض بالقرب منه أيضاً شعار دولة الإمارات ومراحل تصميم علم الدولة الاتحادية. ويبرز أيضاً في هذه القاعة الغنية بمحتواها الوطني العملات التي جرى تداولها في المنطقة منذ عام 1780م وحتى عام 1973م، وبالقرب من هذا العرض الرقمي للعملات يوجد رصد حي لهذه العملات يتيح للزائر مشاهدتها والتأمل فيها. تشتمل هذه القاعة كذلك على محتويات من القطع الأثرية والوثائق الأرشيفية والصحف التاريخية المرتبط كلٌ منها بمحتوى الشاشة التفاعلية العارضة. وبالنسبة لآخر ثلاث فاترينات يتكلّم محتواها عن توحيد القوّات المسلحة الإماراتية. وأخيراً يصل الزائر في هذا القسم إلى آخر شاشة عرض تمتاز بطولها وعمق محتواها، حيث تتكلم من جهة عن إنجازات الاتحاد بطريقة مختصرة في مجالات مختلفة. مرافق متحف الاتحاد المكتبة: تضم مكتبة متحف الاتحاد 3 آلاف عنوان، متنوعة ما بين الكتب الوطنية والاجتماعية والتاريخية لدولة الإمارات، كما تضم المكتبة المجلات والكتيبات والأقراص السمعية وغيرها من الأصناف التي تصب في حقل التعريف والتثقيف بجوانب الدولة. القسم التعليمي أو القاعات التعليمية: يوجد في متحف الاتحاد قسم يتكوّن من قاعتين مخصصتين للتعليم والتدريب وإعطاء الدروس التثقيفية والعملية في آن واحد. قاعة المعارض المؤقتة: قاعة كبيرة نوعاً ما، مخصصة لإقامة المعارض المؤقتة، التي تعتبر رافداً لنشاطات المتحف ومعروضاته، وتجديد روح العرض فيه بين فترة وأخرى، بمعارض مختلفة تبث منها خطوط الوطنية ومعانيها السامية. قاعة متعددة الأغراض: قاعة أخرى واسعة، تتسع ما بين 70 و100 شخص تقريباً، ومن مسمّاها تصلح لأمور ونشاطات مختلفة، كعقد الندوات أو إقامة المؤتمرات، أو عمل دورات وخلاف ذلك. المطعم في الطابق العلوي الذي يعلو مدخل متحف الاتحاد يستقر المطعم الخاص بالمتحف، حيث يقدّم وجبات مختلفة طوال اليوم للزوّار، مع ذلك المشهد الرائع الذي يتميّز به من ذلك العلو، حيث يستطيع الزائر مشاهدة مقدمة الدستور الشامخة من مكانه، وأيضاً يستطيع أن يسيح بناظره إلى الساحة الخارجية للمتحف بحديقتها وملاحقها التاريخية والعلم المشهور، ولا ننسى السارية العالية بارتفاعها الشاهق. وفي الطابق السفلي للمتحف، من بعد آخر قسم يعرض سطور أمجاد وتاريخ دولة الإمارات يكمن مقهى المتحف كافيه مقدماً لزوّار المتحف مختلف المشروبات الساخنة والوجبات الخفيفة.

مشاركة :