دارت معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة متناحرة في طرابلس، حيث سمع دوي إطلاق نار وانفجارات في جنوب المدينة، وتم نشر أسلحة ثقيلة، واتخذت دبابات وعربات بيك آب مواقع لها في بعض أحياء جنوب العاصمة الليبية الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من انتماءات مختلفة. قتل 7 أشخاص على الأقل، لكن لم يتسن على الفور الحصول على حصيلة القتلى الرسمية. وتدور معارك شبه يومية بين هذه المجموعات المسلحة التي انخرطت منذ سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في صراع نفوذ، أدى إلى منع الحكومات المتعاقبة من إعادة النظام إلى البلاد في ظل غياب جيش نظامي. وعجزت حكومة الوفاق الوطني الليبية عن فرض سلطتها، في وقت تتصاعد فيه أعمال مجموعات مسلحة معادية لحكومة الوفاق الوطني وتدعم رئيس «حكومة الإنقاذ الوطني» السابقة خليفة الغويل الذي يرفض الرحيل. واندلعت المعارك بعد ظهر الخميس في محيط مبان يشغلها الغويل بالقرب من فندق ريكسوس، قبل أن تمتد إلى أجزاء أخرى من جنوب العاصمة. ولم تتحدد بوضوح أسباب الاشتباكات. وقد تصاعد التوتر بين الجهتين منذ إعلان دار الإفتاء الليبية مقتل أحد أبرز أعضائها الشيخ نادر السنوسي العمراني، الذي كان خطف قبل أكثر من شهر من أمام مسجد في طرابلس في ظروف غامضة. من جهة أخرى، أعلنت قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الليبية الجمعة، تعليق تقدمها العسكري بشكل مؤقت في آخر معاقل تنظيم الدولة بسرت (شمال وسط)، وذلك عقب تفجيرين استهدفا عائلات عالقة أثناء خروجها من المدينة. وقال المتحدث باسم «البنيان المرصوص» محمد الغصري إن «تعليق عمليات التقدم في منطقة الجيزة البحرية بسرت سيكون بشكل مؤقت، للحفاظ على أرواح المدنيين والعائلات التي خرجت اليوم بشكل كبير جداً». وأضاف الغصري أنه «أثناء خروج العائلات عبر الممرات الآمنة في المنطقة، فجرت امرأتان نفسيهما، ما أسفر عن مقتل 4 نساء، وإصابة آخرين في صفوف العائلات». المتحدث العسكري أشار إلى أن قواتهم ألقت القبض على أحد قادة التنظيم ويُلقب بـ «مليطان»، فيما «استسلم 4 عناصر آخرين». من جهته، ذكر المركز الإعلامي للقوات نفسها عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك» أنه «مع بداية معارك أمس تقدمت القوات ونجحت في تأمين خروج عدد من النساء والأطفال ممن كان يتخذهم دروعا بشرية». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس عن تنفيذ غارات جوية ضد مسلحين متحصنين في «آخر كتلتين من المنازل» في سرت الليبية. وقال القبطان جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاجون إن هؤلاء المسلحين «قليلو العدد لكنهم يقاتلون حتى الرمق الأخير».;