مطلوب إستراتيجية لدمج أطفال التوحد في المجتمع

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - سحر معن: يعتبر وجود طفل مصاب بالتوحد في المنزل أمر صعب للغاية خصوصاً إذا كانت الأسرة لديها أطفال آخرين حيث يحتاج الطفل المصاب بالتوحد إلى رعايه خاصة من قبل والديه وقد يكون الأمر صعباً إذا كان هؤلاء الآباء يجهلون كيفية التعامل مع مريض التوحد حيث أنه يقع عليهم عبء كبير في كيفية التعامل مع أطفالهم فيلجأون للأطباء والمختصين لمعرفة الطرق الصحيحة في التعامل معهم. ويؤكدن بعض الأمهات اللاتي التقت بهن الراية الطبية أن وجود طفل مصاب بالتوحد في المنزل يجعل المنزل بأكمله في حالة من القلق المستمر خصوصاً في طرق المعايشة معه لأنه طفل حساس جداً ومنطوي على نفسه ولا يستطيع التعبيرعن نفسه كباقي الأطفال ومن ثم فإن الجميع يكون على أعلى مستوى من الترقب والحرص في مراقبة تصرفاته حرصاً على صحته النفسية ومن ثم العضوية. وقلن لـالراية الطبية إن معرفة التعامل اللائق والجيد مع طفل التوحد يمثل العامل الأكبر في تحسين صحته وتطوره مع مجتمعه من حوله لافتين إلى أن سلوكيات التوحد تحتاج من الأسرة الدراسة والتركيز على كل التفاصيل الخاصة به حتى يمكن دمجه في المجتمع. وطالبن بتكثيف المناهج التي تناسب احتياجات أطفال التوحد والكشف عن مواهبهم وتنميتها بشكل جيد كي يستطيعوا التواصل مع المجتمع ويعيشوا كباقي البشر، مؤكدة أن الاهتمام بالطفل سوف يشعره بالثقة ويسهم في رفع معنوياته ويجعله قادراً على الانخراط في المجتمع دون خجل أو خوف من أمر ما. عائشة الهيل: ضرورة تكثيف المناهج الدراسية تقول عائشة الهيل -أم لطفل مصاب بالتوحد : ابني يبلغ من العمر 7 سنوات وعندما اكتشفت أنه مصاب بالتوحد في عمر الثلاث سنوات أصبت بصدمة عصبية ومكثت في المستشفى لمدة أسبوع خصوصاً أنه كان طفلي الأول وكنت أتمنى أن يكون سليماً معافياً ولكن هذه نعمة من الله وقدر ويجب أن نرضى بالواقع ونحمد الله على كل حال. وأضافت أن المدارس تقوم بعمل جيد في احتضان أطفال التوحد وتوفير معلمات مختصات بالتربية الخاصة في كيفية التعامل معهم ففي البداية رفض طفلي الذهاب للمدرسة ولكن المعلمة أدت واجبها بشكل جيد جعلته يحب المدرسة ويصر على الذهاب يومياً. وطالبت بتكثيف المناهج التي تناسب احتياجات أطفال التوحد والكشف عن مواهبهم وتنميتها بشكل جيد كي يستطيعوا التواصل مع المجتمع ويعيشوا كباقي البشر، مؤكدة أن الاهتمام بالطفل سوف يشعره بالثقة ويسهم في رفع معنوياته ويجعله قادراً على الانخراط في المجتمع دون خجل أو خوف من أمر ما. رحاب لطفي: أهمية الاكتشاف لطفل التوحد تقول السيدة رحاب أحمد لطفي منسقة الدعم في مدرسة الخور النموذجية للبنين أنه قد تم أخذ العديد من الدروس والتدريبات من قبل وزارة التربية والتعليم وكانت آخرهم المؤتمر الوطني الثاني للشخص المصاب بالتوحد والذي قدم لنا العديد من المعلومات المفيدة عن التوحد لكي نحرص في تعاملنا مع أطفال التوحد في المدرسة. وتابعت: أظهرت الأحصائيات أن الإصابة بالمرض تزداد وأنه يزيد في الذكور أكثر من الإناث بمعدل أربع مرات وأسبابه غير معروفة حتى الآن بينما تنحصر بين عوامل جينية وبيو كيميائية وعصبية وفيزيائية، لافتة إلى أنه بناء على تفاعلنا مع طلاب التوحد في المدرسة نجد أن بعضهم لديه عجز في التواصل والخوف من الأصوات المرتفعة والخوف من الألوان لذلك نستخدم لعلاجهم السلوك التطبيقي المسمى اي بي سي والعلاج بالموسيقى ونظام التواصل بالصور وكذلك التعليم المتعدد الحواس. وأشارت إلى أن من أبرز أعراض التوحد صعوبة التعبير والكلام وتكوين العلاقات الاجتماعية والانعزال عن الآخرين وعدم القدرة على الاندماج مع أقرانه. حنان راشد: يحتاج لاهتمام خاص توضح السيدة حنان راشد أنها استقبلت مولودها الثاني ولم تعلم أنه مصاب بالتوحد إلا بعد أن أصبح عمره عامان وأصبح منعزلاً ولا يحب الازعاج ويرفض اللعب مع أخيه أو الاختلاط بأطفال آخرين مما أصابها بالشك وأخذته على الفور إلى طبيب مختص لتتأكد من الحالة. وتابعت: عندما تأكدت أن طفلي مصاب بالتوحد شعرت بحزن شديد ولم اتمالك نفسي ولكن بعد جلوس الطبيب معي وشرح لي حالته وأنه ليس سيئاً وإنما الله أراد ذلك ويجب أن نرضى بما كتب الله لنا اطمأن قلبي واستعدت قوتي بأن اهتم بطفلي وأعطيه كل الاهتمام ولا أشعره أنه مختلف عن باقي الأطفال خصوصاً أن الأطفال المصابين بهذا المرض لديهم حس قوي ونشاط مفرط، ومن ثم فإن النصيحة التي أقدمها لأي أم أو أب لديهم طفل مصاب بالتوحد هو معرفة كيفية التعامل معه جيداً وهو أقصر الطرق للحفاظ على نفسيته وصحته بشكل عام مما يمكن دمجه في المجتمع بصورة بسيطة. هيا النعمة: أطعمة خاصة للأطفال المصابين بالتوحد توضح السيدة هيا النعمة - وهي أم لطفل مصاب بالتوحد- أنها عندما علمت أن طفلها مصاب بالتوحد لم تصدق حيث كانت تصرفاته لا تختلف كثيراً عن باقي الأطفال ولكن بعد عرضه على أكثر من طبيب اتفق الجميع أنه مصاب بالتوحد. وتابعت: لم أشعر بأنه مصاب بالتوحد إلا عندما أخبرتني والدتي أنه لا يحب اللعب مع الأطفال ويجلس في زاوية الغرفة مع لعبته المفضلة التي لا يسمح لأحد أن يلعب بها وإن أخذناها منه اضطربت حالته وأصبح يبحث عنها بشكل جنوني، وعندما بحثت في الإنترنت وجدت أن التوحد من أصعب أنواع الأمراض العصرية التي تصيب الطفل وأنه نوع من الاضطرابات المعقدة التي تجعل الطفل منطوياً على نفسه يكره التجمع العائلي ولا يحب الصراخ ويلعب في صمت ويتعلق بأمور يصعب تخليها ولا يستطيع التخلي عنها. وأكدت أن طفلها يواجه صعوبة في التفاعل مع الآخرين والتواصل معهم اجتماعياً وأنها قلقة جداً وتخشى أن تفقد طفلها كما أن المصابين بالتوحد لهم حمية خاصة وغذاء خالٍ من الكازين والجلوتين وهو يحتاج لرعاية خاصة وهو ما علمته من الأطباء وتعلمته جيداً بحيث أصبحت أوفر له الأطعمة المناسبة ونتبع جميعاً معه السلوكيات الخاصة في التعامل حتى لا تتفاقم حالته. ريهام عبد المجيد: التليفزيون والأجهزة الإلكترونية تزيد عزلة الطفل أكدت السيدة ريهام عبد المجيد معلمة دعم أن دور الآباء في اكتشاف المرض مبكراً أمر إيجابي من أجل معرفة التعامل مع طفلهم وهو مصاب بهذا المرض حيث أن هذا المرض يختلف كل فترة وينتج عنه سلوك مفاجئ للطفل يحتاج لرعاية خاصة. وأوضحت أنه كلما كان التدخل مبكراً كلما كانت نتيجة العلاج والتعامل مع الطفل أفضل وهذا الاكتشاف يكون من خلال ملاحظة سلوك الطفل ومعالجته وبينت أنه قد يلجأ بعض الأهل إلى الطب البديل لعلاج التوحد عن طريق عمل نظام غذائي مخصص لهذه الحالات ولكن ذلك لا يمكن أن يتم اعتماده طبياً لأنه لا أساس علمي لهذا العلاج. ونصحت بعدم إهمال الطفل أو تركه بمفرده خصوصاً في بداية عمره وعدم تعرضه للتلفاز بشكل كبير وتعويده على الكلمات السهلة البسيطة والحديث معه باستمرار وضرورة وضعه في حضانة كي يندمج مع الأطفال ويتفاعل اجتماعياً. وأشارت أن كثرة مشاهدة التلفاز واللعب على الآيباد والأجهزة الإلكترونية يزيد من حالة الطفل ويسبب في عزلته عن المجتمع. سماح أحمد: التدخل في الوقت المناسب يحسن الحالة توضح السيدة سماح أحمد معلمة دعم أن من أهم مراحل تدريب طفل التوحد هي تعديل السلوك حيث أن طفل التوحد لا يرغب بعمل أي شيء ويكره اللعب مع الآخرين والتواصل معهم كما أن الأعراض المصاحبة للتوحد تختلف بشدة فيما بينها من طفل لآخر لذا لزم الانتباه لهذه الشيء وعدم الخلط بين أطفال التوحد وسواهم من باقي الأطفال. وأوضحت أن تعديل سلوك الطفل يبدأ من خلال تعليمه طاعة الأوامر بحيث نجعل طاعة الأوامر شيء روتيني في حياته ويعتاد عليه بعدها عندما نحاول تعليمه أي شيء مثل الكلام على سبيل المثال فلن يرفض وسوف ينفذ المطلوب لأنه تدرب على طاعة الأوامر. وقالت إن طفل التوحد يحتاج إلى تواصل مستمر مع والديه وأصدقائه ومن حوله لكي يكتسب منهم المهارات والقدرة على الكلام ونطق الكلمات ونصحت بعدم تجاوز مشاهدة الأطفال، الذين تزيد أعمارهم على سنتين للتلفاز والأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية في اليوم أكثر من ساعتين متقطعة. وأشارت إلى أن التدخل المبكر لمرضى التوحد ومتابعتهم من قبل مختصين ومعرفة كيفية التعامل مع طفل التوحد وتوفير الأغذيه التي تناسبهم يحسن حالتهم بنسبة 80 % خلال السنوات التالية أما إهمالهم وعدم مساعدتهم يصعب عملية علاجهم.

مشاركة :